عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

يقصد بالهوية في معناها العام الشخصية، والتي يمكن أن تكون على مستوى فردي كما يمكن أن تكون على المستوى الاجتماعي والقومي، وتقوم الهوية بتحديد الإجابة عن ثلاثة تساؤلات رئيسية وهي من أنا؟ ومن نحن؟ ولمن الانتماء؟ وتحدث نتائج سلبية من الناحية السياسية والاجتماعية إذا تضاربت وتناقضت الإجابات على هذه الأسئلة ويمكن أن يستغل هذا التناقض من جانب أطراف خارجية للإضرار بالأمن القومي للوطن وتهديد مصالحه العليا وإحداث درجة من عدم الاستقرار السياسي لإثارة نزاعات وصراعات وانقسامات داخلية، بينما على العكس من ذلك إذا كان هناك إحساس مشترك وموحد بالولاء والانتماء للوطن ككل والذي يفوق كافة الأشكال الأخرى من الولاءات الضيقة فإن ذلك يطرح آثاره الإيجابية على الوطن ككل ويجعله أكثر قوة ومنعة في مواجهة محاولات الإضرار به أو محاولات تهديد الاستقرار والنيل من الأمن القومي أو إثارة مظاهر الفرقة والخلاف والانقسام والصراع الداخلي، ويعكس ذلك أهمية وجود جبهة معبرة عن الهوية المصرية تصون الوطن وتحميه من هذه الأخطار والتحديات.

ووفقا لذلك وفي إطار هذا المنطق فقد أسعدني في الأيام القليلة الماضية حضور لقاء في كلية الاقتصاد والعلوم السياسية يعكس التعاون مع جبهة الهوية المصرية لتدشين الهيئة الاستشارية من طلاب جامعة القاهرة والمنتمين لجبهة الهوية، ويمكن في هذا الإطار الإشارة إلى الملاحظات الأساسية التالية:-

أولا: إن هذا اللقاء في كلية الاقتصاد والعلوم السياسية انعقد بحضور قيادات الكلية، وقيادات جبهة الهوية المصرية و 15 أستاذاً جامعياً من تخصصات وجامعات مختلفة، و12 من السادة أعضاء مجلس النواب، وأكثر من 300 طالب وطالبة مما يعكس أهمية هذا اللقاء والذي يعتبر بمثابة تدشين الهيئة الاستشارية من طلاب جامعة القاهرة المنتمين لجبهة الهوية في تجربة رائدة وغير مسبوقة في الشرق الأوسط وهي ما يمكن أن يطلق عليهم مساعدي النائب البرلماني حيث يعاون كل نائب عدد من المساعدين (اثنان أو ثلاثة) من الطلبة والخريجين المتميزين وتكون مهمتهم تقديم الدراسات والبيانات والاحصاءات والمعلومات اللازمة لعضو البرلمان والتي تعاونه في أداء عمله البرلماني سواء في مجال التشريع أو الرقابة على الحكومة أو مناقشة الميزانية، وتضع له البدائل والسيناريوهات فيكون على معرفة مسبقة على سبيل المثال بالنتائج المترتبة على اتخاذ قرار معين أو الموافقة على مشروع قانون أو رفضه وبحيث يكون العمل البرلماني مستندا إلى الأسس العلمية السليمة وبما يحقق مصلحة الوطن وذلك بدلا من أن يكون متسما بالعشوائية أو الشخصنة، وبحيث يتواجد ما يمكن أن نسميه دراسة جدوى القرار السياسية  وذلك على غرار دراسة الجدوى الاقتصادية.

ثانيا: إن اصطلاح «جبهة الهوية المصرية» له دلالة، فالجبهة تعبر وترتبط بالحرب، ويمكن القول إن هناك حرباً فعلية ضد محاولات التفتيت والتقسيم وإثارة الصراعات، والجبهة الموحدة تقف كالسد في مواجهة هذه المحاولات والقضاء عليها، فالمطلوب من جميع المخلصين من أبناء الوطن الحفاظ على وحدة النسيج الوطني وحمايته من الانشقاق والتقسيم وحماية الأمن القومي المصري من الأفكار المتطرفة والإرهابية والفكر المستنير، ولذلك فالهوية المصرية هي الراية التي يمكن أن يتوحد من خلالها الجميع ولا يختلف عليها أحد، وهي تستطيع اجتذاب الشخصيات الوطنية البارزة في مختلف التخصصات .

ثالثا: إن ثروة مصر الحقيقية هي ثروتها البشرية والسكانية وخصوصا أن مصر تعتبر من المجتمعات الشابة، ولذلك فإن لعنصر الشباب أهمية كبيرة في بناء وتدعيم الدولة المصرية، فالشباب هو أمل الوطن ومستقبله وهو الذي يستطيع أن يتمسك ويحافظ على الهوية المصرية مستفيدا في ذلك من خبرات الجيل الأكبر وخصوصا من الأساتذة والأكاديميين ويمكن التوسع في فكرة الهيئة الاستشارية المكونة من الشباب وبحيث لا تقتصر فقط على تقديم الاستشارات لأعضاء البرلمان بل تتعدى ذلك إلى تقديم الاستشارات لأجهزة ومؤسسات مختلفة في الدولة كالمحليات  على سبيل المثال والأجهزة المعنية بشئون الشباب والرياضة وغيرها، كما يمكن أيضا من خلال الخبراء والأكاديميين والمتخصصين من أعضاء جبهة الهوية الوصول إلى المواطنين في أماكن تواجدهم المختلفة وعدم الاقتصار في النشاط على العاصمة أو المدن الكبرى وهو ما يتطلب توسيع الأنشطة أفقيا وصولا إلى الأقاليم والمحافظات المختلفة وخصوصا المناطق الحدودية، واستخدام أدوات التنشئة المختلفة لغرس القيم الإيجابية والتخلص من القيم السلبية، فمصر الحديثة تحتاج إلى القيم الحديثة وتحتاج بالفعل إلى جبهة قوية من العناصر الوطنية والمتميزة والمتجردة من المصالح الخاصة أو الذاتية والتي تهدف إلى تحقيق مصلحة الوطن.

أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة