رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

 

 

تناولت في المقال السابق كيف تغلبت مصر علس الصعوبات والتحديات الكبيرة التي وجهتها بعد قيام ثورة الخامس والعشرين من يناير عام 2011م وما نتج عنها من وصول جماعة الاخوان الإرهابية للحكم وانتشار الإرهاب وقيام ثورة الثلاثين من يونيو عام 2013م وبدأ معركة التحدي لبناء الدولة المصرية من جديد من خلال محاربة الإرهاب وبناء اقتصاد قوي قائم صناعات وطنية ومشاريع كبري حتي لا يكون هناك مجال للقوة الخارجية للتأثير علي القرار المصري في أي اتجاه كما كان يحدث في الماضي نتيجة اعتماد الاقتصاد المصري بشكل كبير علي المنح والمساعدات الأجنبية .

والجهد الكبير الذي بذل لإعادة بناء الدولة يجب ان يتواكب مع اصلاح جذري للعديد من القطاعات المختلفة حتي يتم بناء الدولة علي أسس صحيحة واهم القطاعات التي تحتاج الي إعادة هيكلة قطاع التعليم حيث يمثل التعليم العمود الفقري لتحضر ونهضة الأمم  ومما لاشك فيه ان منظومة التعليم في مصر سادها التخبط في السياسات خلال العقود السابقة مما نتج عنها تحول النظام التعليمي في مصر الي نظام للحفظ والتلقين يعجز عن استخراج المواهب من الطلاب .

حيث تمتلئ المناهج التعليمية بالحشو الزائد عن الحد والذي لا يستطيع الطالب التجاوب معه بجانب تهميش المناهج الفنية من رسم وموسيقي في العملية التعليمية مما ادي الي عدم ظهور جيل جديد من الموهوبين في أي مجال حيث كان للمسرح والموسيقي والرسم دور أساسي في اظهار المواهب الفنية في جميع المجالات ولم يقتصر الامر علي ذلك بل ساد التخبط السياسات الوزارية خلال العقود الماضية حيث تم الغاء الصف السادس الابتدائي وأعادته عدد من المرات ونفس الامر الذي حدث في الثانوية العامة من تقسيمها علي عامين حيث يمثل النظام هذا النظام عبئًا على كاهل الطالب وأسرته وللأسف الشديد كل تلك الأمور كانت تتم بدون دراسة كافية مما ينتج عنها تغير للمنظومة بعد عدة أعوام .

وأيضا من الأمور التي أدت الي عدم  خروج جيل جديد من المبدعين في جميع المجالات المجاميع الخيالية للقبول في كليات القمة التي أدت الي انتشار ظاهرة الدروس الخصوصية وهو نظام غير متعارف علية في جميع الدول المتقدمة حيث يعتمد القبول في كل كلية علي اجراء اختبارات تتأكد منها الكلية ان مهارات الطالب تناسب العملية التعليمية بها ومن هنا تكون البداية الصحيحة لأعداد طالب موهوب في مجاله .

وإصلاح منظومة التعليم في مصر تحتاج الي اعداد دراسات علمية علي يد خبراء لإعداد منظومة تعليمية تناسب البيئية المصرية تكون قادرة علي استخراج مهارات الطالب وفق البرنامج العلمي الذي يدرسه ويجب ان تبتعد المناهج الجديدة عن نظام الحفظ والتلقين والحشو بشكل تام حتي نقضي علي ظاهرة الدروس الخصوصية التي أصبحت آفَة في النظام التعليمي في مصر وسبب أساسي في انهيار مستوي الطالب حيث أصبحت المدرسة لا تمثل له الأساس في تلقي العلم .

ومن وجهة نظري يجب ان يتم الغاء نظام المجاميع للقبول في الكليات كما اشارت في السطور السابقة والاعتماد علي الاختبارات مع وضع ضوابط لضمان نزاهة الاختبارات حتي لا تتحول الي أداء جديدة للفساد والوسطة في العملية التعليمة ويجب ان يتواكب ذلك مع تطوير مناهج الجامعات وتطوير نظام الامتحانات بها ليتواكب مع تطوير النظام الدراسي في المدارس .

يجب أيضا إعادة الاهتمام بجميع المجالات الفنية في جميع مراحل التعليم المدرسية والجامعية لان بالفن نثقف أجيال وبالفن نقضي علي التطرف والإرهاب ونغرس الرقي في نفوس الأجيال الجديدة التي تفتقد ذلك خلال العقود الأخيرة حيث ساهم وجود المسرح المدرسي والجامعي وحصص الرسم والموسيقي في خروج أجيال من الفنانين والمبدعين في المجالات المختلفة وهو امر نفتقده الان حيث لا تجد المواهب الحقيقة متنفس للتعبير عن نفسها .

ويمثل اعدد المعلم عامل أساسي في اصلاح منظومة التعليم حيث يجب ان يجتاز المعلم قبل قيامة بالتدريس العديد من الاختبارات النفسيةوالعلمية والثقافية حتي يتم التأكد من صلاحيته للدور الخطير المنوط القيام به وذلك بجانب التأكد انه صاحب فكر معتدل لا يميل الي الفكر المتطرف لان العديد من الأساتذة والمدرسين أصحاب الفكر المتطرف كانوا  في الماضي القريب سبب رئيسي انضمام العديد من الطلاب الي جماعة الاخوان الإرهابية وغيرها من الجماعات المتطرفة وهو امر خطير يجب الانتباه له من خلال مراقبة الانتماءات الفكرية للمعلم  بشكل دوري حتي لا يكون هناك نافذة للتطرف داخل منظومة التعليم .

واعدد المعلم يجب ان يتزامن مع توفير مستوي معيشي مرتفع له من خلال اصلاح الكادر الخاص به حتي يناسب الدور الخطير الذي يقوم به حيث يمثل توفير سبل المعيشة الكريمة عامل أساسي للقيام برسالته دون عوائق نفسية او معيشية .

أخيرا ... التعليم هو العمود الفقري لتقدم ورقي وتحضر الأمم وهو النافذة التي يخرج منها العلماء والفنانين والموهوبين لذلك يمثل التعليم قضية أمن قومي للوطن للعبور نحو مستقبل أفضل .

[email protected]