رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

الناصية

 

لا تختلف كثيرا مباراة، ما تسمى القمة، بين الأهلي والزمالك، عن مباراة القاع بين الحكومة والشعب!

وإذا كان الزمالك هو الخاسر المزمن امام الأهلي، فان الشعب هو الخاسر المدمن امام الحكومة.. فالزمالك بتاريخه الكبير يكسب احترام كل الاندية، ويسخر منه الأهلي في كل مباراة، والشعب بتاريخه العريق يكسب احترام كل العالم، وتسخر منه الحكومة في كل قرار.. فقد اعتاد الزمالك الخسارة من الأهلي، واعتاد الشعب الفشل من الحكومة!!

والسؤال الصعب.. لماذا يخسر الزمالك امام الأهلي، وُيهزم الشعب امام الحكومة؟!.. هل هي مشكلة إدارة ام مشكلة أداء؟.. هل هو نقص في الخطط ام مشكلة في عدم تنفيذ الخطط؟!.. ام ان الموضوع كله لعبة حظ.. وببركة الدعاء، وبإخلاص النية.. مرة تنجح ومرة تفشل؟!

المهم.. انه رغم كل انتصارات الأهلي، سواء امام الزمالك او غيره، فان الكرة المصرية في حالة يرثي لها، ويكفي ان المنتخب يفشل، على مدى 25 عاما، من الوصول الى كأس العالم، وهو المقياس الحقيقي لتقدم أي دولة في كرة القدم!

وانه رغم كل إنجازات الحكومة، سواء امام الشعب المصري قبل ثورة 25 يناير أو بعدها، فإن الدولة المصرية في حالة تدهور مستمر، ويكفي ان كل رئيس جمهورية يفشل، وعلى مدى نحو 70 عاما، من الوصول بالشعب الى مصاف الأمم المتقدمة، وهي المقياس الحقيقي لتحضر أي دولة في العالم!

واذا كانت لعبة كرة القدم، مثل كل رياضة.. هي مكسب وخسارة، فلماذا الزمالك يخسر باستمرار امام الأهلي، والشعب يهزم باستمرار امام الحكومة ؟!.. وبالتالي نحن لسنا امام مباراة ولكن امام مشاجرة ساخنة للانتقام، مباراة بعد مباراة، ومعركة مستمرة للعقاب من حكومة بعد حكومة!!

 وبالمقارنة مع اندية كرة القدم الأوروبية، وحتى في أمريكا اللاتينية، فإن تقدمها في المجال الكروي ذو علاقة وثيقة بتقدمها الاقتصادى.. وان مستوى الفرق الأوروبية، واللاتينية متقدم في المجالين، على الأقل خلال العشر سنوات الماضية.. هل لأنها تستخدم التخطيط في الإدارة وفى الأداء، وتؤمن بالعلم في الفوز او الخسارة، بينما نحن نستخدم الفهلوة والشطارة ونؤمن بالسحر والشعوذة في الفوز أو الخسارة؟!

وأعتقد ان غياب الجماهير في مدرجات كرة القدم، وراء غياب دورها المؤثر في مجرى نتائج المباريات، وفي مستوى الكرة المصرية خلال الفترة الماضية.. والحال كذلك بالنسبة الى غياب الشعب في اجتماعات الحكومة، وراء غياب دورها المؤثر في مجرى إنجازات الحكومات!

وإن قيام جماهير كرة القدم المصرية بلعب دور سياسي في الشوارع، بينما يغيب دورها الجماهيري في الملاعب.. وهو نفس الشيء بالنسبة لعدم قيام الشعب بدوره في الشارع السياسي، فيغيب دوره في كل قرارات الحكومة وفي بناء الدولة المصرية!

والملاعب الأوروبية، وغيرها، شهدت عشرات من حالات العنف، ورغم ذلك لم يمنع الجمهور من حضور المباريات والقيام بدوره التشجيعي للفرق باعتباره أحد اضلاع مثلث اللعبة.. وشهدت نفس الدول عشرات المظاهرات والاحتجاجات والاضطرابات، ورغم ذلك لم يمنع الشعب من العمل السياسي والقيام بدوره المعارض للحكومة باعتباره أحد اضلاع مثلث الحكم!

وأعتقد انه يوم عودة الجماهير لملاعب كرة القدم، كمشجع وليس كسياسي، وممارسة الشعب لدوره في الشوارع، كسياسي وليس كمشجع، ويوم ان تقتنع الحكومة بضرورة وأهمية آراء الشعب في كل خطة او برنامج او قرار، وفى حقه في العمل السياسي والتظاهر.. سوف يهزم الزمالك الأهلي، ويصل المنتخب لكأس العالم.. ويومها فقط سنكون من الدول المتقدمة!

[email protected]