رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

تدور الانتخابات الرئاسية الأمريكية في كل سنة كبيسة أي كل أربع سنوات، وهي نفس الفترة الزمنية للرئيس الأمريكي والذي يتولى مهامه الرئاسية لمدة أربع سنوات قابلة للتجديد لمرة واحدة فقط، ونتيجة لذلك فإن أقصى فترة لتولي الرئاسة الأمريكية لشخص واحد تقدر بثماني سنوات، ويعتبر العام الحالي 2016 عام الانتخابات الرئاسية الأمريكية، ويلاحظ أن هذه الانتخابات الأمريكية ولو أنها في الأصل شأن داخلي أمريكي إلا أنها تحظى باهتمام عالمي كبير حيث يشهد العالم عملية انتقال سلمي للسلطة وبطريقة سلسة وديمقراطية يساهم فيها الشعب ووسائل الإعلام والأحزاب والجماعات المصلحية وتعكس نموذجا هاما للممارسة الديمقراطية وعملية الانتقال الهادئ للسلطة ويمكن الإشارة في هذا الإطار إلى عدة ملاحظات أساسية على النحو التالي:-

أولا: البداية المبكرة للانتخابات الأمريكية، حيث يبدأ الاستعداد للانتخابات الرئاسية الأمريكية قبل موعدها الرسمي بفترة طويلة قد تصل إلى عام أو اكثر وذلك نظرا لما تتسم به العملية الانتخابية من تعقيد ونظرا للاتساع الشديد للولايات المتحدة والتي تشمل 50 ولاية، ونظرا لتعددية مستويات الانتخابات الرئاسية الأمريكية حيث تدور انتخابات تمهيدية داخل كل من الحزبين الديمقراطي والجمهوري لتحديد مرشح الحزب للانتخابات الرئاسية ويفسر ذلك بتعددية أشخاص المرشحين داخل كل حزب من جانب ورغبة كل حزب في التقدم في الانتخابات الرئاسية بأقوى مرشح لديه وأكثرهم شعبية، ولذلك فإن المنافسة تكون شديدة داخل كل حزب على حدة وخصوصا في حالة وجود أكثر من مرشح قوي أو مرشحين متقاربين في درجة القوة داخل الحزب، ويتم تحديد مرشح كل حزب في الانتخابات الرئاسية من خلال المؤتمر القومي العام للحزب والذي ينعقد لهذا الغرض كل أربع سنوات وتمثل فيه كل ولاية من الولايات الأمريكية الخمسين بعدد من المندوبين يماثل ضعف عدد ممثليها في الكونجرس بمجلسيه ونظرا لأن مجلس الشيوخ يعتمد على المساواة الكاملة بين الولايات، بينما مجلس النواب يرتبط التمثيل فيه بالعامل الديمجرافي فإن معنى ذلك أن الولاية ذات الحجم السكاني الكبير تكون أكثر تمثيلا في المؤتمر القومي العام للحزب من الولايات الصغيرة والمتوسطة، ويكون لكل مندوب نصف صوت داخل المؤتمر القومي العام للحزب وذلك لإتاحة الفرص للفوارق بين المرشحين للظهور في حالة التقارب بينهم.

ثانيا: أبرز المرشحين في الحزبين الجمهوري والديمقراطي : فيلاحظ أنه على الرغم من تعددية المرشحين داخل كل حزب ( الجمهوري والديمقراطي ) إلا أن هناك اختلافاً في القوة النسبية للحزبين وفي فرصهم في الحصول على ترشيح الحزب المنتمين إليه في الانتخابات الرئاسية، وذلك نظرا للاختلاف في درجة الشعبية والقدرات المالية والإنجازات السابقة ،ولعل من أبرز المرشحين داخل الحزب الديمقراطي وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة هيلاري كلينتون والتي تتزايد فرصها في الحصول على ترشيح الحزب الديمقراطي في الانتخابات الرئاسية نظرا للمناصب التي سبق أن تولتها، ومحاولتها السابقة لخوض الانتخابات الرئاسية في المرحلة التي فاز فيها السيد أوباما بترشيح حزبه وتولى رئاسة الولايات المتحدة في فترته الرئاسية الأولى مما أعطاها خبرة عملية في هذا الشأن، ويضاف إلى ذلك كونها السيدة الأولى للولايات المتحدة خلال تولي زوجها بيل كلينتون رئاسة الولايات المتحدة، وبالإضافة إلى السيدة كلينتون يوجد أيضا من المرشحين الأقوياء بيرني ساندرز عضو مجلس الشيوخ، ومارتن أومالي حاكم ولاية ميريلاند السابق، بينما أبرز المرشحين عن الحزب الجمهوري السيناتور تيد كروز، وعضو مجلس الشيوخ عن ولاية كنتاكي راند بول، والسيناتور ماركو روبيو، وكارلي فيورينا المديرة السابقة لشركة هيوليت – باكارد، والملياردير دونالد ترامب، وربما تكون فرص السيناتور بيرني ساندرز قوية في الفوز بترشيح الحزب الجمهوري وفقا لاستطلاعات الرأي العام.

ثالثا: عوامل فوز المرشح في الانتخابات التمهيدية: حيث توجد عدة عوامل تؤثر على فرص فوز كل مرشح بترشيح حزبه في الانتخابات الرئاسية وهي:-

أ-قدرة المرشح على تغطية الولايات المختلفة ومدى تمتعه بشعبية وتأييد خارج نطاق ولايته الأصلية، ولعل هذا ما يدفع بالمرشحين الجادين إلى الإعلان عن رغبتهم في الترشح قبل بداية الانتخابات بفترة طويلة نسبيا وعدم الانتظار لآخر لحظة.

ب- مدى قدرة المرشح على اجتذاب دعم مالي لحملته الانتخابية من جانب أعضاء الحزب الذي ينتمي إليه ورجال الأعمال والجماعات الضاغطة ومدى قدرته على اجتذاب دعم وتأييد وولاء الشخصيات القيادية والمؤثرة داخل حزبه.

ج- التوزيع الصحيح للوقت والجهد والموارد المالية بين الولايات المختلفة، حيث تختلف الولايات في الثقل النسبي والتصويتي وعدد أعضاء الوفود الممثلة لها في المؤتمر القومي للحزب، ولذلك فإن الولايات الكبيرة تحتاج إلى مزيد من الجهد والاهتمام من المرشح.

ويمكن القول إنه كلما استطاع المرشح تحقيق التوازن الصحيح بين هذه العوامل تزايدت فرصه في الفوز وخصوصا إذا ارتبط ذلك ببعض السمات الشخصية للمرشح مثل الشخصية الكاريزمية والإنجازات التي حققها في المناصب التي تولاها حيث تتفاعل هذه العوامل كلها للتأثير سلبا أو إيجابا على احتمالات فوز المرشح داخل حزبه واحتمالات فوزه في الانتخابات الرئاسية.

أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة