رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

مشاوير

فى رأيى ان القيمة المضافة الحقيقية فى مكالمة الرئيس منذ أيام للإعلامى عمرو أديب هى أن السيسى أرسى مبادئ للحوار والاستيعاب لشباب الألتراس وفتح طريق للتعامل مع هذه الظاهرة بعيدا عن حسابات البعض الشخصية معهم.. أو حتى تصنيفهم على أساس انتماءات بعض قياداتهم لتيارات بعينها.. الألتراس فى مجمله مجموعات من شباب ينتمى الى أسر مصرية عادية ولا يتحمس إلا لناديه يشعرون بالظلم ومشكلتهم الأساسية أنهم يذهبون لأبعد مدى لتحقيق ما يرونه صحيحا حتى على حساب أمن الوطن وحقوق الآخرين.

نعم لديهم تنظيم وتمويل واضح من مستوى تدريباتهم الجماعية وانفاقهم المبالغ فيه على الاجتماعات وغيرها من المظاهر التى ارتبطت بهم وبنشاطهم فى الشارع وفى المدرجات.. بينهم من ينتمى لحركة ٦ إبريل واليسارين.. ومنهم من تورط مع جماعات إرهابية مثل حازمون والإخوان فى مراحل ما بعد ٢٥ يناير.. ولكن جسم تلك الروابط لا يزال سليما ويسهل التعامل معه.

الألتراس رغم التنظيم المحكم ليس لهم توجه واحد ومعظمهم لا يعرفون حتى السياسة ومن الظلم نعتهم بالإرهابيين أو اعداء الوطن.

الرئيس عندما قال الألتراس أبنائى وأدعو من بينهم من يطلع على تحقيقات مجزرة بورسعيد تصرف بحكمة كبيرة فليس من العقل تحويل الاختلاف معهم الى مواجهة امنية  ستنتصر فيها الدولة بالتأكيد ولكنها ستترك جروحًا لا تندمل.. سهل القاؤهم فى السجون وقمعهم كما يدعو البعض ولكننا بذلك سنحولهم الى إرهابيين أو على اقل تقدير مجرمين ..سيخرجون اشد عداء للمجتمع ويصبح كل فرد من بينهم قنبلة متحركة.. الظاهرة معقدة وبيان الألتراس ردا على دعوة الرئيس تمت صياغته بطريقة محترفة لم ترض البعض ولكنها لم تنسف دعوة الرئيس.. حملت شروطا مبطنة خاصة فى جملة ليس لنا أن نكون خصما وحكما.. لم يرفضوا الدعوة ولكنهم يطلبون خطوات على الأرض تستكمل بعد ذلك بالحوار..القضية ليست سهلة خاصة وعلى الجانب الآخر يقف أهالى بورسعيد يطالبون بالقصاص لشهداء الأهلى ولكنهم يرون أن بعض أبنائهم أخذ ظلما وان دعوة الرئيس للألتراس ستزيد الظلم الذى يرونه قد وقع على بعض المتهمين.

الحل هو الفصل بين دعوة الرئيس للحوار مع الألتراس والقضية المنظورة فى القضاء وأن يرتضى الطرفان بالحكم فى مرحلته الثانية وتبدأ بعد ذلك الروابط الشعبية والرياضية فى تفعيل الدعوة لمصالحة شاملة تنهى الأمر برمته.

أدعو الألتراس الى عدم اضاعة الفرصة والتفاعل مع المبادرة بشكل أكبر وان يبدأ وزير الرياضة وعقلاء بورسعيد فى التجهيز لما هو قادم وعدم انتظار تحرك روابط الألتراس وحدها ..المصالحات دائما تحتاج الى اطراف محايدة تقرب وجهات النظر وتفرز ما بين أصحاب الحقوق وأصحاب المصالح وقتها سيظر أمامنا المخربون ونستبعدهم ونتعامل معهم بعد ذلك ونكسب شبابا متحمسا لقضيته.

وعلى الرئيس ألا يكتفى بالدعوة التليفزيونية ويبدأ من خلال مساعديه فى الدراسة للظاهرة وتصنيف تلك الروابط وفرزها وتوفير بيئة صحية للحوار وإزالة أى شكوك حول الدعوة.

أما أولئك المحرضون على الألتراس فعليهم ان يمتنعوا ويتوقفوا فورا عن انتقاد مبادرة الرئيس إذا كانوا وطنيين ويريدون لمصر وكرة القدم أن يعودا كما كانا دائما للجميع.