رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

الناصية

تنهار الأمم والحضارات عندما يسود الفساد والانحلال الأخلاقي، وما من أمة عرفتها البشرية، مهما كانت قوتها وتقدمها إلا وكان انتشار الفساد وانعدام الاخلاق وراء اندثارها!

وثورة 25 يناير قامت بسبب الفساد، وانعدام الاخلاق لدى نظام الحكم.. فقد وصل الى درجة انه استباح لنفسه ان يفعل أي شيء، وفي أي شيء، وقتما شاء، دون خوف من حكومة او برلمان او شعب.. وتصور انه امتلك الدولة وبكل ما فيها ومن فيها، وانه يستطيع ان يفعل ما يحلو له.. ولا أحد يستطيع ان يمنعه!

وعندما لا يخشى، أي نظام حكم، مؤسسات الدولة الرقابية، ولا يخاف من الشعب.. يصبح النظام بلا قيم، وبلا اخلاق، وبالتالي لا يمنعه أي شيء لارتكاب أسوأ أنواع الفساد.. وهو الأمر الذى يجعله أسوأ نظام حكم، يمكن أن يؤتمن على أي شعب، لأنه لا يستشعر أي حرج في اتهام الشعب انه سبب مشاكل كل الدولة.. فالشعب هو الذى لا يعمل ولا ينتج، والشعب هو السبب في الزيادة السكانية، وفى زيادة استيراد السلع الأساسية، وتراجع الصادرات ..وفي القمامة التي في الشوارع، وانهيار البيوت، وانتشار الامراض.. وفي النهاية يصل نظام الحكم من البجاحة الى حد اتهام الشعب بانه سبب كل المشاكل التي يعاني منها الشعب!

ذلك، فإن ثورة 25 يناير، ليست إلا محاولة من الشعب لإنقاذ هذه الأمة من فساد حكامها.. ولم يقم من أجل أي شيء اخر، واذا كان الشباب الذين قاموا بالثورة، وأيدهم الشعب المصري، اضافوا شعار «عيش.. حرية.. عدالة اجتماعية.. كرامة إنسانية» على ثورتهم.. فذلك لان كل كلمة منه كانوا يفتقدونها في الواقع بسبب فساد نظام الحكم وانحلاله الأخلاقي في استباحة حياة المواطن ومعيشته وحريته وكرامته!

المشكلة.. أن النظام الذي سقط في 18 يوما ولا أكثر، لأنه نظام ضعيف وهش من ناحية، ولأنه أراد الهروب سريعا بما اكتنزه من ثروات مادية وعينية من ناحية أخرى، فان خلف وراءه إرثا من السفالة وقلة الأدب.. فقد كان نظاما يكذب في كل لحظة على الشعب، ويحتال، وينصب، بل ان معظم رموزه كانوا في منتهى قلة الادب والسفالة والانحطاط.. والكثير منهم تفوه بكلمات نابية وبذيئة في مجلس الشعب وامام شاشات التليفزيون وفي الجلسات العامة والخاصة.. وأتحدى منهم أحدا ان ينكر ان مبارك المخلوع نفسه كان يشتم الكثير منهم بألفاظ قذرة.. مما يتلفظ بها الصيع في الشوارع والحواري!

واذا كان النظام سقط.. فإن فساده لم يسقط, وقلة ادبه وسوء اخلاقه باقية, وان كل البذاءات عن الثورة والثوار في الصحف والفضائيات، وحتى داخل مؤسسات الحكم، ومنها بالطبع البرلمان.. التي ألقيت على الشعب بمناسبة 25 يناير ليست إلا مخلفات هذا النظام.. وهل كنا نتوقع ان نتخلص من فساد سياسي وأخلاقي عمره ثلاثون عاما في خمس سنوات؟!

[email protected]