رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

 

 

< فى="" يوم="" الجمعة="" 13="" نوفمبر="" الجارى="" شهدت="" باريس="" عاصمة="" النور="" والجمال،="" سلسلة="" من="" الأعمال="" الإرهابية="" الغاشمة="" استهدفت="" فى="" وقت="" متزامن="" الأبرياء="" فى="" سبعة="" مواقع="" من="" بينها="" ستاد="" «دى="" فرانس»="" ومسرح="" باتاكلون،="" وراح="" ضحيتها="" بحسب="" البيانات="" الرسمية="" مائة="" وثلاثون="" قتيلاً="" وأكثر="" من="" ثلاثمائة="" وخمسين="" مصاباً،="" وكانت="" وستظل="" لفترة="" طويلة="" محلاً="" لحديث="" واهتمام="" وفزع="" العالم="">

< وحسب="" المعتاد="" دبلوماسياً="" فقد="" نددت="" كل="" دول="" العالم="" بتلك="" الأحداث="" وأعربت="" عن="" وقوفها="" بجانب="" فرنسا،="" وأبدت="" استعدادها="" لتقديم="" الدعم="" لها="" فى="" هذه="" الكارثة="" الإنسانية،="" كما="" تحدث="" الجميع="" عن="" ظروف="" وملابسات="" تلك="" الأحداث="" والنتائج="" التى="" يمكن="" أن="" تترتب="" عليها="" وضرورة="" المواجهة="" الدولية="" للإرهاب="" الذى="" تأكد="" أنه="" لا="" دين="" له="" ولا="" وطن،="" ودون="" الاستطراد="" فى="" تفصيلاتٍ="" لم="" يحن="" الوقت="" لجهات="" التحقيق="" المختصة="" أن="" تفصح="" عن="" أسرارها،="" فإن="" هناك="" بعض="" الملامح="" الظاهرة="" التى="" أراها="" فيما="">

(1) إن أول وأهم المواقع التى استهدفتها العناصر الارهابية بالذخيرة الحية والتفجير الانتحارى كان ملعب «دى فرانس» الذى كان يشهد مباراة لكرة القدم بين منتخبى فرنسا وألمانيا بحضور الرئيس الفرنسى فرانسوا أولاند، فإذا كان المتبع دولياً، أن أقصى درجات الاستنفار الأمنى وأعلى مستويات التأمين تكون فى أماكن تواجد رئيس الدولة، وأن أجهزة الأمن المختلفة تشارك فيها بنطاقات متعددة قد تمتد لعدة كيلو مترات، فإن تنفيذ العملية بهذا الشكل المهول لا ينم عن إخفاق وقصور أجهزة الأمن فى المنع أو المواجهة بقدر ما يعكس القدرة الاحترافية الفائقة للعناصر المنفذة وحجم المعلومات الدقيقة التى توافرت لهم عن الموقع وخطط تأمينه وكيفية اختراقه، وهو ما يعنى أنهم ليسوا مجرد متطرفين أو أصحاب مطالب خاصة، وإنما هم عملاء لأجهزة استخبارات تابعة لدولة أو دول لا تقل تقدماً عن فرنسا بقدراتها العسكرية والأمنية المتطورة، وذلك أيضاً ما يدعو للظن بأن اغتيال الرئيس الفرنسى ذاته ربما كان ضمن أهداف هذه العملية.

(2) إن اقتحام مسرح باتاكلون لم يكن فى اعتقادى بقصد احتجاز رهائن، ولا تثريب على أجهزة الأمن فى أنها لم تنتظر وسارعت بالتدخل والتعامل مع الجناة، فمن المعروف أن احتجاز الرهائن يكون بقصد الحصول على مطالب معينة، فى حين بادر الجناة فور اقتحامهم للمسرح بإطلاق النيران على الحاضرين ثم فجّر أحدهم نفسه بينهم، وهو ما يعنى أنهم لم يكن لديهم مطالب يريدون المساومة عليها، وإنما كان القصد من استهداف هذا المكان المكتظ بالحاضرين هو حصد أكبر عدد من الضحايا.

(3) إن تسلح الجناة بالأسلحة النارية وبالأحزمة الناسفة فى آنٍ واحد، يدل على انتوائهم التخلص من أرواحهم عقب اغتيال أكبر عدد من الأبرياء، وهو منهج مخابراتى بالتخلص من العميل بعد تنفيذ المطلوب منه، وهو يختلف عن منهج المتطرفين دينياً الذين ينفذون أغراضهم الارهابية بأحد السلاحين.. أما عن كيفية رضوخ وقبول الجانى لهذه النهاية فذلك يتم بأساليب عديدة مثل استغلال نقاط الضعف الاجتماعى والترغيب بالمال الوفير أو التهديد بنقائص فاضحة أو زرع وتنمية عقائد فاسدة أو تغييب الوعى ذاته بتقنيات علمية حديثة.

(4) إن كل تلك العمليات تمت فى توقيت واحد وفى أماكن متفرقة وأنها استهدفت أرواحاً بشرية دون تمييز ولم تستهدف منشآت عامة أو تجمعات عسكرية، مما يدل على أن الغرض كان ترويع الشعب الفرنسى بأسره ليصير قوة ضغط شديدة على حكومته فتغير من سياستها فى بعض المسارات بما يتفق مع مصالح وأهداف دولة بعينها، وهى بالطبع الدولة التى تتبنى الإرهاب كأحدث وسيلة فى صراعها الدولى.

(5) رغم أن الولايات المتحدة الامريكية هى من شكَّلت التحالف الدولى المزعوم وتقوده لمحاربة داعش، ورغم أنها تعلن عن إنجازات كبيرة فى هذه الحرب، فإنها لم تتعرض لأى حادث إرهابى على أرضها أو على أرض دول تحت هيمنتها ومن بينها للأسف الشديد دول عربية شقيقة، بل واتضح للعالم أن ضرباتها العسكرية فى حقيقتها لم تستهدف المواقع الحيوية التى تعلمها تماماً لتنظيم داعش وغيره، فعلام يدل ذلك؟

(6) كان الرئيس الأمريكى هو أول من بادر بالحديث إعلامياً عقب أحداث باريس مباشرة، وأعرب عن قلقه من تنظيم داعش الإرهابى، ثم قدم التعازى لأسر الضحايا، فأثبت أنه ممثل ولكنه دون المستوى، فقد انعكس على أدائه جهله بأن الشعوب لابد أن تعرف الحقائق ولو بعد حين وأنها يمكن أن تغفر ولكن ليس فى مقابل أداء واجب العزاء فقط.

< بعد="" هذه="" الملامح="" التى="" تراءت="" لى="" من="" مشاهد="" العمليات="" الإرهابية="" بباريس،="" والثبات="" الذى="" بدا="" على="" الرئيس="" أولاند="" أثناء="" إلقاء="" خطابه،="" وعناصر="" الاتزان="" والفهم="" والموضوعية="" التى="" بدت="" فى="" مفردات="" كلماته،="" فإننى="" أعتقد="" أن="" فرنسا="" ستسعى="" لتحسين="" علاقاتها="" مع="" النظام="" السورى="" وتعزيز="" علاقتها="" مع="" النظام="" المصرى،="" لمحاربة="" الإرهاب="" بجدية="" على="" أرض="" الدولتين،="" لأن="" ذلك="" أفضل="" من="" محاربته="" على="" أرضها،="" كما="" أن="" ذلك="" يحفظ="" لها="" مكانتها="" كدولة="" عظمى="" ذات="" حضارة="" وليست="" دولة="" تابعة="" تحت="" هيمنة="">

 

‏E-Mail :Ahmed-he[email protected]