رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

الناصية

عندما تشعر الدولة بالقلق من سقوط طائرة على أراضيها، خوفا من توقف السياحة، ولا تشعر بالرعب من تدهور التعليم فيها.. فمن المؤكد أنه يمكن بكل سهولة ويسر أن هناك شيئاً غلط.

والدولة التي تشعر بالأسى والمرارة، من مصيبة توقف السياحة التي تقبض منها الدولارات، ولا تندب ولا تلطم على حال التعليم الذى يصنع لها عقولا، ووصل الى أسوأ مستوى في تاريخها.. فلن يكون لها أي مستقبل!!

وهي دولة أشبه بالأب الذي يفرح بما يكسبه ابنه «الفالح» من شغله على ميكروباص أو توك توك أو يفرش ببضاعة في الشارع ويعرف يقلب عيشه ويطلّع القرش من بين اسنان السبع.. ولا يهمه إذا كان يتغيب عن المدرسة أو لا يكمل تعليمه.. وهي الشهادة بتأكل عيش حاف؟!

طيب ما لزوم الوزارة والوزير ووكيل أول ووكيل ثان والمدارس والتعليم أصلا.. ما نقفلها ونوفر فلوس بناء مدارس جديدة، ومرتبات الموظفين والمدرسين، ونشوف لهم أي شغلانة أخرى يأكلوا منها حلاوة وتحصل الدولة على نصيبها مثلما تفعل مع مدرسي مراكز الدروس الخصوصية التي «تطنش» على حضورهم للمدارس و«تلم» منهم ضرائب!!

ولما الدولة تلف حول نفسها، بكل إعلامها، ومؤسساتها، فزعا من خسارة 5 مليارات دولار سنويا، في المتوسط، من السياحة، ولا تهتز لها شعرة من إهدار 76 مليارا و70 مليون جنيه و533 ألفا، هي ميزانية وزارة التربية والتعليم في اخر موازنة للعام المالي الجديد 2015، 2016، وتكاد تمثل أكثر من ضعف ما نكسبه من السياحة سنويا التي بسببها نتسول عطف وشفقة الدول بطريقة مذلة ومهينة، ولا نرد على تطاولهم ولا على مؤامراتهم لأقدم دولة في التاريخ، على أمل ان تتراجع عن قرارات ترحيل مواطنيها من شرم الشيخ، وحظر السفر الى مصر كما لو أنها منطقة موبوءة.. وفوق كل ذلك ننفق ما ندفعه في السياحة و ندفع عليه 5 مليارات دولار أخرى لميزانية وزارة التعليم.. بينما هي لا تقدم لا علما ولا تربية ولا تعليما!!

ولما مسئول مثل محافظ الشرقية يقف لوحده لمواجهة هذه المهزلة، التي اسمها التعليم بمنع مراكز الدروس الخصوصية الممتلئة بالآلاف من الطلاب والمدرسين بينما مدارس الوزارة فارغة من الطلاب والمدرسين.. ولما المحافظ يرفض هذا الوضع الفريد من نوعه في العالم ولا أعتقد له مثيل، ويقوم بإيقاف مديري المدارس والوكلاء والمدرسين واحالتهم للتحقيق.. يخرج الطلاب واولياء الأمور بمظاهرات ومسيرات احتجاجية للقرارات «المجنونة» التي اتخذها؟!

ورغم ذلك لا يجد من يقف معه ويسانده من الحكومة التي ينتمى اليها سواء من رئيس الوزراء أو وزير التربية والتعليم، وهو المفترض الشخص المعنى الأول بهذه المصيبة، إلا أن الجميع تخلوا عنه وتراجعوا بعيدا عنه.. وأجزم أنه ستتم التضحية به تحت دعوى عدم تقدير الموقف ولغياب المواءمة والملاءمة السياسية لديه لأنه اتخذ مثل هذه القرارات في الوقت الذى فيه الدولة مشغولة بمحاربة الإرهاب والإخوان وبمؤامرات الدول الكبرى عليها وبكارثة هروب السياح من شرم الشيخ أفواج وراء أفواج.. فأي خبل وعبط وصل إليه هؤلاء المسئولون!!

ولما كانت الدولة لها قيمة.. كانت الشهادة الابتدائية لها قيمة، ومن يحملها أفندي، وتؤهله أن يعمل وأن يفتح منزلا ويتزوج وينجب أولادا.. ويرتدى بدلة وكرافتة وطربوش ويجلس على المقهى واضعا رجلا على رجل.. وكله بالابتدائية فقط!!

ولما الدولة تفشل في الاستفادة من حملة شهادات البكالوريوس والليسانس والماجستير والدكتوراه، رغم أنها أنفقت عليهم آلاف المليارات من الجنيهات، التي تمثل أضعاف الأضعاف من عوائد السياحة وقناة السويس معا على مدى عشرات السنين.. فهي دولة جاهلة بهذه الشهادات التي تمنحها للطلاب !!

ولهذا.. أناشد السيد محافظ الشرقية الدكتور رضا عبدالسلام أن يعود الى أبحاثه ودراساته في الاقتصاد والمالية لعل وعسى تنفع بها دولا أخرى تقدر قيمة العلم والتعليم، وأترك الجهات السيادية العالمة ببواطن الأمور التي أوصتك، بالتراجع عن قرارات إغلاق مراكز الدروس الخصوصية في المحافظة، بدعوى أنّ هناك عناصر تم زرعها وسط الطلاب لإحداث فتنة ووقيعة في المحافظة واستغلال الأزمة!!

وأقول للدكتور عبد السلام لا تخجل من تراجعك بناءً على التظاهرات التي قام بها أهالي الطلاب وبناءً على التخطيطات التي رسمها أولياء الأمور مع المدرسين لإشعال الأزمة.. فإذا كانت الدولة، بما فيها رئيس الوزراء ووزير التربية والتعليم، تراجعت عن قرار احتساب (10) درجات من مجموع الدرجات لإلزام الطلاب بالحضور الي المدارس، وترتضى غصب عنها ان ينتهكها عصابة الدروس الخصوصية من مدرسين.. تراجع فإن الجهل سيد الأخلاق في هذه الدولة!!

[email protected]