رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

رسالة حب

بصرف النظر عن الدوافع التي أجبرت توني بلير رئيس وزراء بريطانيا الأسبق علي الاعتذار عن حرب العراق بعد 12 عاما من ارتكاب الجريمة..  فإن الأمر يتطلب التعامل مع هذا الاعتذار علي أنه حقيقة واقعة وتطور جديد ينبغي أن نتوقف أمامه..

فاعتذار بلير هو اعتذار بدماء مئات الآلاف من الضحايا والملايين من المشردين.. اعتذار بدماء الأطفال والنساء والشيوخ .. اعتذار بآلام وأوجاع شعب مشرد ووطن تمزق.. اعتذار عن جريمة لا تسقط بالتقادم.. اعتذار عن نكبة ستظل عالقة في أذهان أجيال وراء أجيال وسيذكرها التاريخ علي مر العصور.

لا أدري عن أي شيء يعتذر بلير.. هل يعتذر عن إبادة شعب وتدمير بلد؟ أم يعتذر عن جراح غائرة لن تندمل وأحزان لن تنتهي؟

لقد مات الضمير عند بلير وسيده بوش، ولا أتوقع أن يكون هذا الاعتذار بدافع من بقايا الضمير أو الإنسانية.. لأن الاعتذار في مثل هذه الحالة يستوجب استعداد الشخص للحساب، أما أن يأتي الاعتذار بهذا الشكل فإن الأمر لا يعدو كونه عملية استباقية لمذكرات كولن باول وزير الخارجية الأمريكي الأسبق، والتي ستفضح إجرام بوش وبلير معا.. إذن الأمر لا علاقة له بالضمير ولا القيم ولا المبادئ.

لقد كذب «بلير» علي نفسه وعاش كل هذه السنوات في كذبة أطلقها منذ بداية الحرب حتي صدقها ولا يريد أن يفيق منها.. لقد وضع مع سيده بوش بذرة الإرهاب في الشرق الأوسط بعد ارتكابهما أبشع جريمة في العصر الحديث باجتياحهم دولة كانت آمنة مطمئنة وتشريد شعبها وتدمير قدراتها.. هذا هو الإرهاب بعينه.. تركونا نتجرع السم ونجحت خطتهم في الفوضي الخلاقة والشرق الأوسط الجديد الذي حول سوريا وليبيا واليمن إلي عراق جديد.

لقد وضع بلير قادة العالم في مأزق، لأنه أثبت بما لا يدع مجالا للشك أن العالم يكيل بمكيالين.. وإلا لماذا لا يحاكم بلير كمجرم حرب عن جرائم حقيقية ارتكبها واعترف بها في الوقت الذي يتم فيه ملاحقة الرئيس السوداني عمر البشير عن جرائم لا علاقة له بها .

لقد أحرج «بلير» شعبه باعتذاره هذا، لأن الشعب البريطاني يتباهي باحترامه للإنسانية وتقديسه للحق والعدل والحرية والمساواة، وهذه المبادئ تستوجب محاكمة رئيس وزرائهم الأسبق حتي يحافظوا علي مصداقيتهم أمام العالم.

إننا لا ننتظر حسابا من الجنائية الدولية ولا من الشعب البريطاني ولا غيره.. وإنما القصاص سيكون أمام الحكم العدل الذي لا تضيع عنده الحقوق ولك الله يا شعب العراق.