عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

الناصية

المشهد العام مرتبك، ومتردد، ومتردٍ.. فما أن نتخلص من أزمة حتى تأتينا أخرى، فنحن غرقي في مشاكل لها أكثر من مائة عام.. ونعيش أسري لمجموعة من الحلول التقليدية التي أثبتت فشلها في وضع حد لأى مشكلة ورغم ذلك نواصل التعامل معها على أنها المفاتيح المناسبة لكل أبوابها المغلقة.. رغم أنها تفتح في كل مرة على فشل جديد.. لا أحد يعرف ماذا نريد، ولا كيف نريد، ولا متى نريد؟!

فما أن يلوّح في الأفق أمل.. ونور كاشف لمرحلة جديدة ولكن سرعان ما نغرق في الغفلة حتى يتلاشى، رغم انه كان بين أيدينا، ورأيناه بأعيننا، ولكن سرعان ما نغرق في لحظة غفلة، ولما نرى آخر نشرد عنه.. وثالث نتجاهله ثم يختفي..وهكذا حتى تضيع كل الآمال!!

تخسر مصر فرصها في النهوض الواحدة تلو الأخرى.. لسبب واحد فقط هو ضعف الإدارة والإرادة، فما أن نصل إلى عتبات فرصة الصعود بعد سنوات من الهبوط حتى تنتابنا، أو تنتاب الحاكم، ومن معه، حالة من الارتباك والتوهان والتخبط في السياسات والأولويات والقرارات.. فتكون النتيجة سقوطاً مروعاً ومدوياً في كل مرة!!

كانت لحظة يوليو 1952، من أهم اللحظات في تاريخ مصر، والفرصة الذهبية التي لاحت في أفق التاريخ لتعود مصر إلى المكانة التي تستحقها بعد سنوات طويلة من الاحتلال والاستيلاء والاستحواذ، فقد كان كل ما سبقها بيوم، ما عدا الفكر والثقافة والأدب، قد انتهى عمره الافتراضي بفعل الزمن، وبفعل التاريخ والجغرافيا والمتغيرات السياسية الدولية بعد الحرب العالمية الثانية.. وانهيار إمبراطوريات وصعود دول، وتحرر دول واستقلال دول.. كانت هناك كوريا واليابان والهند.. وحتى إسرائيل، وكنا أيضاً هناك، وكل العالم ينظر وينتظر ماذا سنفعل.. ولكننا توقفنا في مكاننا، بينما كل الدول واصلت الصعود، ونحن نواصل التراجع إلى الخلف!!

وبعد حرب أكتوبر، والانتصار الفريد الذى حققناه، وكل العالم ينظر وينتظر ماذا سنفعل.. فقد حررنا الأرض، واستعدنا قناة السويس، والدول العربية البترولية تريد ان تبنى أراضيها الصحراوية، وتريد أن تأكل وتشرب وتلبس بالثروة التي هبطت عليها بعد طفرة ارتفاع أسعار النفط عقب حرب أكتوبر.. ورغم ذلك لم نفعل شيئاً، وكأن الامر لا يعنينا، مع أننا أقدم دولة في المنطقة في الزراعة والصناعة وفى العلم والتعليم.. واكتفينا بتصدير البشر فواعلية وعمالاً ومدرسين وأطباء، كما لو أن الدولة أرادت التخلص من شعبها، وكـأنه عبء أو عالة عليها.. وغرقنا في التفاصيل التافهة والسياسات الباهتة والسياسيين البليدة!

وبعد اغتيال الرئيس السادات، كانت دول مثل ماليزيا، وسنغافورة وغيرهما، في نفس مستوانا الاقتصادي المتواضع، ولكن فكروا واشتغلوا وأنتجوا.. ولم يغرقوا في الفساد، بينما صنعنا نحن بحيرات من الفساد، تحولت إلى مستنقعات وبرك فاسدة.. وبدلاً عن أن نكون أغنياء، ونتخلص من الفقر أصبحنا مرضى!!

< من="">

- في كل دول العالم (المحترمة) لا يتواجد رجال المرور عند الإشارات طالما تعمل.. بينما في مصر تقف دورية كاملة، مع أن الإشارة تعمل.. ورغم ذلك يتم كسر الإشارة والعربيات تدخل في بعضها ويتوقف الشارع والميدان كله لساعات.. لأن الناس تعودت على حياة الفوضى!!

- في كل دول العالم (المحترمة) لا يمكن بناء عمارة أو برج سكنى أو إدارى دون أن يكون بداخله أو امامه مساحات لجراج السيارات.. فى مصر يتم بناء أبراج 20 و25 دور في شارع عرضه 6 أمتار بدون جراج وتصرف وتستهلك كهرباء ومياه على نفس الشبكة القديمة.. لأن الناس والإدارات المحلية تعيش في الفوضى والجميع تعود على حياة الفوضى!!

- وفى كل دول العالم (المحترمة) تسقط فيها أمطار موسمية، في الصيف والشتاء، ولا تحدث الكوارث لأنها مستعدة مسبقا بشبكة صرف وتصريف لمياه الأمطار، وتقوم بصيانتها سنويا قبل موسم الامطار بفترة كافية.. في مصر الأمطار تهطل سنويا والمسئولون بالإدارات المحلية بالمحافظات يفاجئون بها وكأنها تأتى أول مرة..لأن الناس تمارس أعمالها في فوضى وتعودت على حياة الفوضى!!

وفى كل دول العالم (المحترمة) تقل أسعار كل السلع الأساسية والكمالية، عندما ينخفض سعر الدولار أو مع انخفاض أسعار البترول، أو مع وفرة السلع وزيادة المعروض وذلك استجابة لحركة السوق وفقاً للعرض والطلب.. إلا في مصر الزيادة مستمرة وكأننا في جزيرة منعزلة عن بقية دول العالم رغم أن 80% من سلعنا نستوردها من الخارج وبالقيمة المتداولة بالأسواق العالمية.. لأن الأجهزة الرقابية تعمل في فوضى وبطرق عشوائية، ومتآمرة مع التجار على الشعب.. لأننا في دولة تعيش في حالة فوضى وستموت من الفوضى!!

[email protected]