رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

الناصية

هو، ممن قال عنهم الشاعر أمل دنقل: فتى لا يملك الا مبدأه. هكذا المخرج السينمائى سميح منسى، كان مساره السينمائى واضحاً منذ أول فيلم له سواء كان تسجيلياً أو روائياً طويلاً أو قصيراً، فهو مازال مغرماً بالأفكار، وبشغف تسجيل اللحظات المهمة فى حياة البشر والوطن. وفى فيلمه التسجيلى الأخير «نازلين التحرير» مزج بين الفكرة السياسية واللحظة الإنسانية فكان شريطاً سينمائياً وثائقياً لمشاعر وأحاسيس ورؤى صناع ثورة مازالت مستمرة فى عقولهم وقلوبهم.

ربما، لأن سميح منسى درس الفلسفة قبل السينما، فان أفكاره هى التى تقوم بدور البطولة فى مجمل أعماله السينمائية، وفى فيلم «نازلين التحرير» الذى يعد واحداً من أبرز الأفلام الوثائقية حول ثورة 25 يناير، حيث كان يبحث بصرياً عن اللحظات التاريخية، عما ستؤول إليه الثورة بعد تنحى النظام، وأيضاً تنحى الإخوان عن تمثيل دورهم المعتاد كضحية للنظام السابق، وذلك تمهيداً للقفز على السلطة بدلاً من النظام السابق.. وبدأ كأنهم البديل أو الدوبلير بلغة السينما، بكل مواصفات البطل السابق من صلف وعناد وديكتاتورية واستحواذ على السلطة بعيداً عن مجمل القوى الثورية.. والفيلم رصد كل ذلك وتنبأ به وهو ما تحقق فعلياً فيما بعد!

ولكن الأهم من كل ذلك أن فيلم «نازلين التحرير»، كما يقول مخرجه سميح منسى، هو عبارة عن الجزء الأول من فيلم يوثق لتاريخ مصر فى الفترة من مارس 2011 وحتى 3 يوليو 2013، وانتهى الجزء الأول بانتهاء المرحلة الانتقالية الأولى فى 2012، أما الجزء الثانى فيتعرض لفترة حكم الإخوان المسلمين ويكشف كثيراً من تفاصيل هذه المرحلة وينتهى بثورة 30 يونية.

والحقيقة أن «نازلين التحرير» وثيقة بصرية مهمة ليس فقط لثورة 25 يناير وتداعياتها ولكن للحراك السياسى، والفورة الثورية للمواطن المصرى سواء كان من العامة أو النخبة، ولهذا، وكما علمت من المخرج سميح منسى أنه حرص على تصوير كل حدث مر على ميدان التحرير فلا توجد مليونية ثورية أو إخوانية وسلفية غير موثقة بصرياً، منذ مارس 2011. حتى أن الشريط المصور «الماتيريال» الكامل للفيلم بجزئيه وصل لـ 140 ساعة، وقد سلمها كاملة للمركز القومى للسينما، منتج الفيلم، لوضعه فى الأرشيف القومى كوثيقة على هذا الفترة المهمة من تاريخ مصر.

ولهذا، أتمنى، أن نرى قريباً الجزء الثانى من الفيلم، بالإضافة إلى فيلمه المنتظر عن «قناة السويس الجديدة» وهو يدور حول العمال الذين حفروا هذه القناة، وحياتهم اليومية، وأحلامهم وطموحاتهم. وعموماً فإن المخرج سميح منسى صاحب الأفلام المتميزة «للذاكرة وقائع، أو أن البحر، مقاه وأزمنة، الشيخ يُغنى (عن الشيخ إمام)، بالإضافة الى فيلمه الروائى الطويل واحد كابيتشينو». سيتمكن بقدراته الفنية أن يعيد الأهمية للفيلم التسجيلى فى توثيق أهم الأحداث المصرية، فى ظل محاولات الكثير من القوى السياسية التى كانت تتصدر المشهد بجبروت مثل الإخوان، أو الأخرى التى تتعمد تشويه الحقائق، وادعاء أدوار لم يقوموا بها، وصناعة تاريخ من النضال الوهمى، أو ادعاء الشرف على الجميع بينما الجميع يعرف انهم كانوا فى أحضان نظام حكم مبارك.. بل وضبطوا متلبسين على أسرتهم!!

من الشارع:

لا أعتقد أن المصرى يُلدغ من نفس الجحر مرتين.. بعد أن تذوق مرارة الموت والرعب من جماعات التطرف الإسلامى بداية من الإخوان، وفصائلهم المختلفة من الجماعة الإسلامية والجهاد والجهادية السلفية، وحتى السلفيون بكل طوائفهم وأنواعهم.. هؤلاء الذين لا يعرفون سوى القتل والذبح والحرق والتفجير والتدمير لكل من يخالفهم أو يختلف معهم فى الرأى.. وكانوا فى ذلك متفردين حيث لا توجد قوة سياسية واحدة فى الشارع المصرى استخدمت العنف وسيلة لتحقيق أهدافها أو لتصفية خلافاتها مع الآخرين سوى الجماعات الإرهابية التى تدعى أنها سياسية.. ولهذا فإن الانتخابات البرلمانية هى ورقة التوت الأخيرة التى تعرى وتفضح وتكشف هذه الثعابين الزاحفة على بطونها، كالعادة، نحو صناديق الانتخابات!!

[email protected]