رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

رسالة حب

الكتابة عن الأستاذ هيكل لها طابع خاص.. فالرجل كان يمثل ظاهرة في الماضي بصرف النظر عن كونه «عرّاباً» لكل العصور والأنظمة سواء في الداخل أو الخارج وسط غياب كامل للقيم والمبادئ، وتغييب الهوية والأصول.. أما في الحاضر فالرجل أصيب بالخرف الذي يصيب الإنسان عند تقدم السن وما زال يعيش أسيرا للماضي السحيق الذي ولي وانقضي منذ سنوات طويلة خاصة بعد ان اصبح جميع أقرانه وكل اطراف حكاياته في تعِداد الموتي. 

ولذلك فإن ختام المقالات عن الأستاذ هو أمر صعب.. لكن إذا اعتبرنا أن اليوم هو نهاية لسلسلة مقالات زادت علي العشرة، فإن هذا المقال يرتبط بمشهد أخير ظهر فيه الأستاذ مؤخرا.. المشهد هو احتفاله في مكتبه بعيد ميلاده وسط تلاميذه ومحبيه.. المشهد لا يحتاج إلي تعليق خاصة أن الرجل يقترب من المائة.. ولقد ذكرني هذا الموقف بموقف مشابه مع فؤاد باشا سراج الدين، رحمه الله.. كنت وقتها أصغر محرر في جريدة الوفد، ودخلنا علي الرجل في مكتبه مهنئين بعيد ميلاده، وكان ذلك مقدما لطلب زيادة في المرتبات.. فماذا كان رد فعله؟ قال الأولي ان تواسوني لا تهنئوني.. لقد أصبحت في التسعين من عمري، أي علي أعتاب الموت وكل ساعة تمر من عمري تقربني من القبر، لذلك فالأولي المواساة وليست التهنئة.. هذا هو الفارق بين رجل يدرك طبيعة اللحظة التي يعيشها وبين آخر أصابه العمي.. عمي البصر والبصيرة. 

أما عن الحوار الذي دار بين هيكل وتلامذته والذي مارس فيه هوايته بالحديث عن أن العالم مرتبك ومصر تائهة والمستقبل غامض.. لكنه نسي هذه المرة أن يقول إن الريموت ما زال في جيبه وأنه يحرك العالم من وراء الستار!! 

يا أستاذ هيكل أتمني أن تجلس ساعة مع نفسك لتتأمل مسيرة حياتك وقد شارفت علي النهاية، وأن تستعرض رأي الآخرين فيك بعيدا عن مريديك وهم بالعشرات لا أكثر! يا أستاذ هيكل هذه نماذج من تعليقات القراء علي المقالات التي كتبتها الايام الماضية وهي تمثل النبض الحقيقي والصوت  القادم من الأعماق:

* أحزنتني صورة أرشيفية نشرت مؤخرا للأستاذ هيكل في لقائه الأخير مع حسن نصرالله والتي يظهر فيها الأستاذ منبهرا وفخورا بالتصوير مع نصرالله وظهر وكأنه قزم..  إنها صورة مخجلة أتمني أن يعتذر عنها.

أيمن السعيد - القاهرة 

* أفضل رمز للنكسة العربية وجه هذا الرجل.. المفروض أن يتواري عن الأنظار لأنه يمثل حقبة من الانحطاط الفكري والهزيمة العسكرية للعرب. 

عماد كمال 

* لِمَ العجب في نتاج حقبة سوداء في تاريخ الأمة تسلط فيها هذا وأسياده علي بعض الدول من أجل أفكار عقيمة انهار أصحابها وصاروا أثرا؟! 

مطر الأسد 

* هيكل حارس المقابر الشهير لا يقترب من إيران لا حباً فيها ولكن نكاية في الخليج علي قاعدة ليس حبا في علي ولكن كرها في معاوية.. وطبعاً السبب معروف! 

* فليحترم هذا الرجل سنه ومكانته ويصمت.. وليس أسوأ من أن يخرف الرجل ويحط من مكانته وقدره في آخر عمره. 

أحمد الجهني 

* عقلية هيكل هي عقلية الستينيات لم تتغير.. المشكلة أن المصريين وبعض العرب يصدقون قصصه.  

إبراهيم البدوي 

* هيكل أكبر شاهد علي عظمة التحنيط عند الفراعنة. 

أحمد الغامدي 

* والله أمي لا تفقه شيئا في هذا العالم.. عندما رأت وجه هيكل لأول مرة قالت وجه هذا الشايب وجه أكرهه. 

أحمد الجزائري 

* هيكل لم يقدم ما يرقي إلي مستوي التحليل الاستراتيجي لعدم تطوره مع المتغيرات الحديثة وبقائه علي ما يعتبره ثابتا.. إنها أزمة السياسي غير المحترف مع المتغير والثابت.. علاقته مع النظام الإيراني لا يمكن أن تكون عفيفة.

هذه هي صورة الأستاذ هيكل.. وهذا هو الانطباع الذي سيبقي بعد أن يرحل .. تعسا لسوء الخاتمة.