عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

رؤية

من حقنا مع تغيير وزير الثقافة وتسليم حقيبتها إلى وزير جديد يرى في تعيينه أهل العمل الثقافي في مصر ومعهم كل من يعنيهم أمر تجديد الخطاب الثقافي وتطوير وتفعيل آلياته، أنه الرجل المناسب في المكان والزمان المناسب، إعلان سعادتنا بالاختيار وأن نبادر ونشارك كمواطنين ومستهلكين للمنتج الثقافي بتقديم كل ما من شأنه إصلاح وتحديث تلك المؤسسة الخدمية العملاقة، والتى تنتشر منافذ عملها في كل أنحاء مصر.

ولدينا فرصة رائعة هذه المرة لا تتاح لنا في مصر كثيراً عند تشكيل الحكومات، فالوزير من أهل البيت الثقافي ويعلم بدقة مناطق الخلل، وأيضاً مواقع تحقيق النجاح، ويمتلك رؤى المعالجات بالشكل الذي يضمن على الأقل فرص المداواة والعلاج السريع دون إهدار الوقت والمال.. أيضاً هو رجل المرحلة الذي يعلم تماما كل شىء عن بشاعات وحيل إخوان الشر ومن سار على دربهم ويتمترسون الآن خلف ما يطلقون عليها «أحزاب بمرجعية دينية» من باب تدليل «الأحزاب الدينية» وفق فعلة وإبداع «طارق البشري» في غفلة نخبة الندامة وجبهة الإنقاذ!!!

حلمي النمنم الوزير الجديد هو الكاتب الصحفي والباحث المدقق الوطني في مجال دراسة حركات وتاريخ الإسلام السياسي في مصر والمنطقة، ولديه رؤية رائعة في مجال تأمين احتياجات الناس المعرفية والثقافية لتشكيل وجدان وعقل بشر اجتاحت بلادهم عواصف الطائفية والتطرف القادمة لنا من بلاد، وعليه فهو الأجدر بقيادة منظومة العمل الثقافي في تلك الفترة التي نواجه فيها معارك كبيرة ضد جحافل الإرهاب، للمساهمة في إعادة الوعي العام بخطورة تنامي الفكر الإرهابي، و على صعيد آخر مواجهة وكشف أصحاب أقنعة التدين المغشوش والاتجار بالأديان بعد أن زاد الطلب على الدين ومعارفه وطلب الفتاوى، ووصولاً للشروع في تصميم خطاب ثقافي تنويري باستخدام كل آليات القوى الناعمة المعاصرة.

يذكرنا الكاتب الصحفي محمد حافظ، ما قاله عبد الناصر مخاطباً المثقف العبقري الدكتور ثروت عكاشة عند تكليفه بحقيبة وزارة الثقافة «أصارحك بأني لم أدعك لشغل وظيفة شرفية.. إنني اليوم أدعوك أن تقبل هذا العناء وذاك العمل الجاد، إن مهمتك هي تمهيد المناخ اللازم لإعادة صياغة الوجدان المصري، إن بناء آلاف المصانع أمر يهون أمام الإسهام في بناء الإنسان نفسه».. وبالفعل استطاع عكاشة أن يلعب الدور الأهم في تأسيس منظومة ثقافية أكثر من رائعة.. أكاديميات علمية لتخريج شباب مبدع في فنون المسرح والسينما والموسيقى والباليه .. بيوت للثقافة.. معارض للكتاب وإنتاجه ودور قومية للنشر والترجمة، وفي الواقع أرى أن المقال لا تتسع حتى للإشارة إليها ولدورها الرائد في دعم تشاط تنويري وتربية وتأهيل كوادر قادرة على قيادة العمل الثقافي في مصر.

أما ما حدث بعد ذلك، وما أصاب تلك المنظومة الثقافية من عطب وخلل في عصري السادات ومبارك، فالأمر محزن ومحبط باستثناء بعض إنجازات الفنان فاروق حسني تمثلت في إنشاء الكثير من المتاحف الفنية والأثرية ودور للأوبرا في الجيزة ودمنهور، وترميم الأحياء والمواقع التاريخية، وأيضاً إقامة المهرجانات القومية والعالمية، ودعم منظومة النشر والترجمة، وتنفيذ برامج القراءة للجميع مُقدماً من خلاله أروع إنجاز حقيقي في تلك الفترة التي اتسمت بالركود بدعوى تحقيق الاستقرار المباركي الخايب.

حول جوانب العطل والخلل في المنظومة الثقافية، والفرص المتاحة للوزير الجديد للحديث بقية، وكل عام ومصرنا بخير وسعادة بمناسبة عيد الأضحى المبارك.      

[email protected]