رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

الناصية

لم تشهد الدول العربية هجرات جماعية من سكانها، حتى وهي في أقسى سنوات الفقر والجدب والمجاعة إلي درجة أنهم كانوا يأكلون الكلأ.. مثلما تشهده الآن، ومعظمها يغرق في الرفاهية والبذخ والسفه في الإنفاق.. إلي حد أن الناس أصابتها لوثه إنقاص الوزن والرجيم والمشي مئات الأميال لهضم أطنان الأطعمة واللحوم والحلويات.. بينما كانوا زمان يمشون آلاف الأميال للبحث عن الطعام!

الغرب الكافر.. الذى ندعو عليه، وعلى سكانه في كل صلاة جمعة، منذ أكثر من ألف سنة، بالهلاك والتدمير وبإنزال مصائب الدنيا على رؤوسهم، وحشرهم جماعات في جهنم الحمراء.. هو الوحيد الذى يستقبل الآن آلاف المهاجرين العرب الذين فروا من محرقة المسلمين للمسلمين في سوريا والعراق ولم يجدوا سوى الغرب الكافر لإنقاذهم من جحيم جهنم العربية الخضراء!

اجتمع عدد من الدول العربية، على ضرورة التخلص من بشار الأسد ونظامه الفاسد، وهو كذلك، وبدلاً من العمل على إسقاطه أو اغتياله شخصياً وتخليص الشعب منه.. خلصوا بشار من الشعب السوري!

ونفس الدول التي ادعت أنها تعمل على مطاردة بشار الأسد من الحكم وتمويل جماعات إسلامية متطرفة لإنقاذ الشعب السوري من الديكتاتور، هي نفس الدول التي رفضت أن تفتح أبوابها للشعب السوري المطارد من الجماعات الإرهابية في سوريا!

الغرب يمتلك إنسانية لا يمتلكها العرب، رغم كل مظاهر التدين والتطرف في الدين في مجتمعاتنا.. فكلها شكليات للتوظيف السياسي والبيزنس وأكل العيش.. من أول النصب والاحتيال الذى مارسته، ومازالت، جماعة الإخوان للاستيلاء على الحكم، مروراً بدعاة الفضائيات، إلي المرأة المنتقبة التي تتسول في الشارع!

والعرب يتوهمون أن الغرب يتآمر عليهم، أو يسعى لتدميرهم، أو محاربة الإسلام.. وكل ذلك ليس إلا إعادة تصنيع لمخلفات الصراعات المذهبية والطائفية التي بين العرب والعرب، أو بين المسلمين والمسلمين، وأن هذه المعارك الوهمية موجودة فقط في العقول، والنفوس المريضة.. والحقيقة أن ما يفعله الغرب، أو الآسيويون، أو الأفارقة.. أو الجن الأزرق ليس إلا حماية لمصالح شعوبهم ودولهم!

الإدارات السياسية الغربية تسعى إلى الحصول على مصالح دولها، بأي ثمن، وقد يرتكبون في ذلك جرائم غير إنسانية، مثل غزو أمريكا للعراق 2003، بدعوى إسقاط صدام حسين.. فأسقطت العراق كله!.. وشنقوا صدام حسين علناً، في عيد الأضحى، وكـأنه خروف ضحوا به لإنقاذ العراقيين.. وفي الحقيقة أنهم ضحوا بالشعب العراقي وبالدولة العراقية!

والتحالف الأوروبي، الذي ادعي أنه تدخل في ليبيا لإنقاذ الليبيين من الديكتاتور المجنون معمر القذافي، وهو كذلك، انتهى به الحال ليس بمطاردة القذافي في الصحراء الليبية وضربه وقتله بمهانة ومذلة، وكأنه حرامي جزم في جامع، ولكن إلي مطاردة الشعب الليبي كله وتشريده وتمزيقه في الصحراء الليبية وكل الصحاري العربية!

وكادت المصالح الغربية في مصر.. تحرق أقدم دولة في التاريخ، وأن الأغبياء، من أعضاء جماعة الإخوان، والمتأخونين من الثوار، لم يدركوا حتى الآن أن حرب المصالح الغربية في الوطن العربي، كانت ذروتها في مصر.. وأن توصيل هذه الجماعة إلى الحكم (دليفرى) لم يكن سوى إحكام السيطرة الغربية على هذه الدولة حتى ولو بحرب أهلية طاحنة، بدأت أولى محاولاتها بفتنة طائفية بين المسلمين والأقباط، وكذلك بموضوع الشيعة، ثم بالانقسامات والتجاذبات الدينية، وليست السياسية، لضمان سرعة انتشار النيران، بتمويل الإخوان وتقويتهم، وكذلك السلفيون، والسلفية الجهادية، والجماعة الإسلامية، وبقايا تصدير تنظيم القاعدة من الجهاديين.. وما استجد من تنظيمات مثل أنصار بيت المقدس وأجناد مصر.. وقد تم زراعة هؤلاء جميعاً في مناطق محددة، مثل سيناء، وحول القاهرة، ليس لإعادة مرسى العياط إلي الحكم.. ولا لنصرة الإسلام، ولكن لتدمير هذه الدولة وتشريد هذا الشعب.. وانهيار آخر حجر ثابت في بناء كان اسمه الوطن العربي.. ليس كراهية في شعوبه ولكن كراهية في تخلفه!

 

 

[email protected]