ضربة البداية
قررت هذا الأسبوع أن أنسي كرة القدم وانتقالات النجوم، والصراع بين الأهلي والزمالك، وأتجنب الكلام عن شيكابالا وأحمد الشيخ وعمرو السولية ورامي ربيعة وغيرهم، وأتوجه إلي نجم بمعني الكلمة هو إيهاب عبدالرحمن بطل مصر وصاحب فضية بطولة العالم في رمي الرمح التي جرت مؤخرا بالصين.
وضع هذا النجم الكبير قريته الصغيرة «ناطورة» التابعة لمركز كفر صقر بمحافظة الشرقية علي الخريطة، وأصبح اسمها يتردد علي ألسنة الجميع، ولم يكن أحد يسمع عنها وربما كان الوضع سيستمر هكذا طويلا ولكن جاء إيهاب عبدالرحمن ليغير الأوضاع ويضعها في الصدارة.
ويفجر فوز هذا البطل بالميدالية من جديد موضوع صناعة البطل ودور الدولة في دعم المواهب الحقيقية الواعدة، خاصة أننا سمعنا منه رحلة كفاح طويلة بإمكانيات لا تذكر وجنيهات قليلة هي كل ما كان يمتلكه وشقة علي المحارة في عزبة الهجانة، ورغم ذلك خرج البطل الذي شرَّف اسم مصر ورفع علمها عاليا خفاقا في بطولة العالم وسط العمالقة الكبار الذين تصرف عليهم دولهم مئات الآلاف من الدولارات، ولكن التحدي والإرادة كانا أقوي من كل العقبات والمصاعب.
وبداية هذا النجم منذ عام 2006 وتحقيقه للعديد من الميدايات والمراكز المشرفة محليا وعربيا وقاريا، وعالميا تؤكد أهمية دعمه ووقوف الدولة بجانبه حتي ينجح في تحقيق الحلم الأكبر لكل المصريين وهو التتويج بميدالية في أوليمبياد البرازيل 2016.
ورغم التأكيد علي صعوبة كسر الرقم العالمي وهو 98 مترا، إلا أنه لا يأس مع الحياة وكما أكد المدرب الفنلندي الشهير «بييرونن» عنه بأن الذراع التي يستعملها إيهاب عبدالرحمن للقيام بالرمي هي من أفضل ما شاهدت، وبإمكانه تحقيق الكثير وتخطي حاجز 90 مترا إذا أحسن التدريب ووجد الرعاية والاهتمام الكافيين.
التركيز علي الألعاب الفردية والنجوم الأفذاذ أمثال هذا اللاعب العملاق هو الطريق السليم والمضمون لزيادة رصيد مصر من الميداليات في البطولات العالمية والأوليمبياد بعيدا عن الألعاب الجماعية وكرة القدم التي صرفنا عليها كثيرا ولم نتأهل لكأس العالم منذ 25 عاما.
هؤلاء النجوم يجب أن يتابعهم الإعلام وتسلط عليهم الأضواء في استعداداتهم ومعسكراتهم وأن نساهم في حل مشاكلهم وتهيئة أجواء مناسبة لهم حتي يتمكنوا من مواصلة العطاء وكسر الأرقام العالمية التي يحققها نجوم ظروفهم أفضل كثيرا وتهتم بهم دولهم بدرجة كبيرة.
ننتظر الكثير مستقبلا من البطل العالمي إيهاب عبدالرحمن وتهنئة لأسرته ومدربيه وتعظيم سلام لقرية «ناطورة» التي أنجبت هذا البطل.