رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

الناصية

لا يهمني أبدا إذا كانت قناة السويس الجديدة.. تفريعة أو امتداداً لتفريعة.. ولا يهمني زيادة إيراد القناة هذا العام أو بعد 10 سنوات.. ما يهمني ان المصريين دفعوا فيها أكثر من 60 مليار جنيه في أسبوع لحفرها.. وما يهمني اكثر إرادة حفرها في عام واحد بدلا من ثلاث سنوات.. فهنا توجد مشاركة شعبية في مشروع قومي، وهنا أيضا توجد إرادة قوية لتنفيذ أي مشروع!!

أعطوني شعبا واحدا تبرع، بأى عملة، بالمليارات في أيام معدودة لمشروع قومي أو إنساني أو ديني .. هو الشعب المصري الذى يفعل ذلك، وهو نفس الشعب الذى تبرع لإنشاء أقدم جامعات العالم، جامعة القاهرة، وتبرع لإقامة تمثال نهضة مصر، وتبرع بقوت يومه للمجهود الحربي في 67.. شعب لديه الرغبة الصادقة للتحرر والتعلم والتطور، ويمتلك إرادة قوية لتجاوز الصعاب.. فقد حاولت إسرائيل هزيمته في ستة أيام هزمها هو في ست ساعات!!

الرئيس عبدالناصر، بكل ما له وعليه، لم يهزمه في 67 سوى ابعاد الشعب عن سياسات الدولة، وتقليص دوره في حدود الهتاف، رغم انه اختبر المشاركة الشعبية في حرب 56، ثم تراجع، وسمع نصائح الجبناء خوفا من مشاركة الشعب في الحكم.. متصورا انه يستطيع ان يفعل كل شيء.. يفكر ويقرر وينفذ.. بدون الشعب!!.. رغم ان مصر كانت وقتها، ولازالت، مليئة بمئات المفكرين والسياسيين والاقتصاديين، بالإضافة إلى الأدباء والفنانين الذين كان بمقدورهم وضع الإطار الفكري العام للهوية المصرية وتأسيس دولة ديمقراطية حديثة.. ولكنه وضع معظمهم في السجون، والبعض هرب الي الخارج، وأسكت آخرين في وظائف إدارية.. واعتمد على أقل الناس ذكاء وكفاءة.. ولكنهم بارعون في قول تمام يا فندم!!

والرئيس السادات، ما له وما عليه، كانت لديه فرصة تاريخية لإعادة بناء الدولة المصرية بإرادة الشعب التي حققت نصر أكتوبر، بما يشبه المعجزة، ولكنه كان من نفس المدرسة الناصرية، وإن بدا ضدها.. واستبعد هذه الإرادة واستبدلها بإرادة أمريكا والانفتاح الاقتصادى، وبوعود الرخاء الكاذبة، ولذلك الشعب رفض زيادة أسعار السلع في يناير 77 وانتفض ضده وعزله من مكانته كبطل للحرب ..فحاول السادات ان يستعيد مكانته كبطل للسلام!!

أما المخلوع مبارك.. فقد كانت بدايته ممكنة القبول بالإفراج عن معتقلي قرارات سبتمبر، كبادرة ديمقراطية، وبمشاركة كل القوى السياسية والاقتصادية في مؤتمر اقتصادي للخروج من الأزمة الاقتصادية.. وكذلك تشكيل فريق من الكفاءات القانونية، دون أي اعتبارات سياسية، في قضية التحكيم الدولي حول طابا، حيث كان من ابرزهم الفقيه القانوني الدكتور وحيد رأفت نائب رئيس حزب الوفد حينذاك.. إلا انه سرعان ما سيطر عليه مجموعة من أسوأ الشخصيات السياسية والتنفيذية، بموافقته ورضاه وعلى هواه، حيث كان ينتقى أقل الكفاءات وأغباها وأفضلها في النفاق والفساد.. واستبعد الشعب وكل رفقاء السلاح والحرب.. ونصب نفسه قائدا وحيدا للمعركة، وصاحب الضربة الوحيدة التي حققت الانتصار.. ولم يتعامل كقائد لشعب عظيم حقق انتصارا عظيما، ولكنه تعامل كرئيس عصابة لسرقة الشعب في عز النهار!!

بينما المعزول مرسى، مندوب جماعة الإخوان في الرئاسة، فقد كان أقل بكثير من إدراك طبيعة الشعب المصري وإرادته وعزيمته.. ولو كان ذكيا بما يكفى لكان انتبه للإرادة الشعبية التي تمكنت من إزاحة مبارك ونظامه في 18 يوما، وكان انحاز للشعب ضد الجماعة إلا انه كان قد اقسم على السمع والطاعة للجماعة قبل ان يقسم على اليمين كرئيس للجمهورية.. فانحاز للجماعة ضد الشعب.. وعزله الشعب في ساعة واحدة!!

ولذلك.. فإن هذا الشعب، بكل فئاته وقواه السياسية.. من ناس عاديين ومفكرين وادباء وفنانين وسياسيين، ومتخصصين في كل المجالات.. هو المفتاح السحري لتقدم الدولة المصرية خلال مشاركته في الحكم، وبالاستغلال الذكي للإرادة والعزيمة الشعبية لتحقيق المستحيل على كل المستويات.. ولن يفلح استبعاد الشعب مثلما فعل عبد الناصر، ولن ينفع التخلي عن إرادة الشعب مثلما فعل السادات، أو رفض استغلال امكانيات الشعب مثلما فعل المخلوع، ولن يوافق الشعب على خيانته مرة أخرى مثلما فعل المعزول.. نحن إزاء فرصة تاريخية للحكم بمشاركة الشعب والارتقاء بإرادة الشعب!!

من الشارع:

< لما="" تفشل="" شركة="" مثل="" الاتصالات="" المصرية="" انفقت="" الملايين="" للترويج="" بخدماتها="" طوال="" شهر="" رمضان،="" في="" التعامل="" مع="" عطل="" تليفون="" أرضي="" رقم="" (4500674)="" تابع="" لسنترال="" ميامي="" بالإسكندرية،="" ولا="" تستجيب="" لكل="" الشكاوى="" والبلاغات="" على="" مدى="" أسابيع..="" فكيف="" يمكن="" ان="" تكون="" إحدي="" أهم="" أدوات="" الدولة="" للنهوض="" في="" عصر="" ثورة="" المعلومات="">

[email protected]