عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

من قلبى

(إدارة مميش لتنفيذ المشروع درس للدولة العميقة والحكومة والوزراء ورؤساء الأحياء)

تفصلنا أيام قليلة عن الحدث العظيم... أقل من أسبوع على افتتاح قناة السويس الجديدة... الأيام فى عمر الشعوب لحظات... فعمر الشعوب والأمم لا يقاس بالأيام ولا بالسنين لكنه يقاس بالسنين والقرون... وعظمة الشعوب تقاس بالإنجازات... وكلما عظم الانجاز... عظمت الأمم... وقناة السويس الجديدة حدث عظيم... دليل على أشياء تتجاوز أنها مؤشر على قدرة المصريين.

وفى يقينى أن أهم ما تدلل عليه قناة السويس الجديدة هو عودة الدولة المصرية إلى تماسكها داخليا... واستعادة مكانتها على الساحة الدولية إلى حد غير قليل... هى دليل على قوة أمة رفضت أن تتحول إلى ألعوبة فى يد القوى الدولية... واختارت أن تكون فاعلة فى حركة التاريخ الذى لم تكن يوما خارجه... بل هى دوما منعطف يغير التاريخ مساره عندما يأتيها... منذ اجتياحات الهكسوس للعالم... إلى الخراب والدمار الذى نشره التتار... إلى همجية المغول... وصولاً إلى حركات التحرر من الاستعمار فى العالم والتى قادتها مصر... فلم تكن هذه الحركات منتجا لحريات شعوبها إلا بدعم مصرى.

لما عادت الدولة للتماسك... رجعنا إلى مصر التى عادت إلى حالها الطبيعى... تجاوزنا حالة العوز...  وضع البسطاء تحويشة العمر بين يدى الدولة... ليس بين يدى تنظيم... ولا جماعة... ولا شركة... خرجت «الرءوبة» من تحت البلاطة... والرءوبة كلمة يطلقها أبناء البلد على آخر الاحتياطى النقدى لديهم... غالبا ما كانت تخرج وقت الأزمات او الاحتياج الشديد... إذا فاز أحدهم فى قرعة الحج... أو إذا مرض لا قدر الله... أو حان وقت سترة البنات... أو أخيرا فى حال الموت... قيمة القناة عند البسطاء من المصريين تجاوزت قيمة المال... الاحتياج لم يكن للقناة فقط... لكنه كان للتكاتف... كان الشعور بأن مصر فى حالة احتياج شديد...كل الأموال  على أهميتها ـ تضاءلت أمام عودة الاحساس بوجود دولة... بقدرة أجهزة الدولة على العمل لخدمة الشعب... شعر المصريون بصدق ما دعاهم إليه قائد أخلص للوطن... الدولة أهم من المأكل والمشرب... عند العامة الدولة أهم من كل شىء... من أجل بقاء الدولة نحارب أحيانا... ومن أجل بقاء الدولة نخلع رئيسا... ومن أجل بقاء الدولة أيضا ننتخب آخر ثم نخلعه... من أجل بقاء الدولة نخلع مئة رئيس... ونتخلص من ألف جماعة...  فالاختلاف داخل دولة أحب إلينا من الاقتتال عليها... ومن الاتفاق فى المنفى...  الملايين التى خرجت فى 30 يونية لم تنتحرك بأوامر... هى أو بعضها هو الذى أخرج المليارات لإنجاز القناة... الملايين  خرجت بحس مصرى... وطنى... والمليارات الـ64 أيضا خرجت بنفس الحس... حس الوطن... الدولة... ليست القضية إذن إنجاز فى مجال واحد لكنها العودة فى كل المجالات... فى الداخل تحقق الكثير... الاستقرار الأمنى... عودة القدرة الاقتصادية على تسيير الحياة اليومية.

الفرحة اليوم ليست فقط بافتتاح القناة على عظمة الحدث... لكن إدارة المشروع لا تنفصل عن الفكرة... فلسنوات عديدة كنت أستمع إلى الدكتور صبرى الشبراوى أستاذ الإدارة العالمى  وغيره من أساتذة الإدارة فى جامعاتنا عن ازمة مصر... وطوال هذه السنوات وهم يؤكدون أن الأزمة الحقيقية فى مصر هى أزمة إدارة... ليست أزمة أفكار... ولا مشروعات...ولا موارد... ولا هى أزمة تمويل... وكثيرا ما واجهت مصر أزمات ومشاكل ومواقف أكدت أن كلام الشبراوى وزملائه أقرب إلى الحقيقة... والادارة التى يعنيها الشبراوى تشمل الدولة على كل مستوياتها... العميقة منها والضحلة... كل النظم... والخطط التى وضعتها وتضعها الحكومات تتضاءل أمام سطوة الادارة العقيمة... المتخلفة... والفجوة الكبيرة بين المواطن والحكومة... سببها سوء الادارة... ورغم ترسانة القوانين التى نملكها...إلا أننا لم نحقق التقدم المنشود... وطوال سنوات  نحلم  بالرخاء... وزيادة الانتاج... والقدرة على المنافسة... وقوة العملة المصرية... وجذب الاستثمارات... وكثير من المصطلحات التى لا تؤيدها إدارة حكومية قادرة... لا على مستوى الوزراء... ولا على المستويات الأقل... قناة السويس الجديدة مرحلة جديدة من الإدارة... زمن الإنجاز نجاح للإدارة... طريقة الإنجاز تؤكد أننا نملك الكوادر الإدارية القادرة على العمل الحقيقى ... دون همبكة... ولا تزويغ... ولا تقاعس... ولا تعقيد... المهم أن تستمر الإدارة الناجحة... أن تتسرب إلى باقى مشروعاتنا... إلى الحكومة التى لم تنجز حتى اليوم التعامل مع الشباك الواحد الجاذب للمستثمرين... إلى أجهزة الدولة... إلى الأحياء... إلى المصالح الحكومية التى تتعامل مع المواطن... ومع العالم...كل هؤلاء يجب أن يعلم أن المدير الناجح هو الذى يعرف دوره... والمطلوب منه... ولا أعنى بالمدير المنصب... لكنه الوزير فى وزارته... وكيل الوزارة فى إدارته... رئيس الحى فى نطاقه... كل مسئول عن مجموعة عمل... أول ما يجب أن يعرفه المدير هو الدور المطلوب منه حتى يكون ناجحا... فليس المكسب المالى هو الوحيد الذى نميز به بين  الادارة الناجحة... والفاشلة...لكن تحقيق الهدف من العمل هو مقياس النجاح والفشل... والمدير الناجح يضع نظاما يؤدى إلى تحقيق الهدف... أو يؤدى إلى النجاح... ويضمن لهذا النجاح أن يستمر طويلا... هذا الفكر كان حاضرا فى ذهن الفريق مهاب مميش مايسترو تنفيذ قناة السويس الجديدة... ورجاله... وكل عامل أزال حبة رمل من مجراها... الإدارة الناجحة كانت عاملا مهما فى الإنجاز.

 

تباريح

قناة السويس الجديدة هى قصة نجاح دولة... شعباً وحكومة... حاكماً ومحكومين... عمل مدروس... وتخطيط راق... وإدارة واعية لمراحل المشروع... هى منهاج عمل لا يعترف إلا بالإنجاز على الأرض... فهل يستمر؟.

 

Email:[email protected]