رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

هذا نبينا (8)

قبل ثلاثة عقود.. خرجت من بيننا فئة ضالة.. أثلجت صدور أعدائنا.. قتلوا صاحب النصر العربي الوحيد في عصر الهزائم.. خونة.. عملاء.. كل هذا معقول وصحيح ومتوقع.. فما زرعت المخابرات الغربية مثل هذه الفرق الضالة في بلادنا إلا من أجل هذا.. أما غير المتوقع، أن يقتل هؤلاء الأوغاد الرئيس أنور السادات بفتوى ينسبونها للإسلام لعنهم الله.. الضالون أفتاهم شياطينهم بأن الزعيم المسلم المنتصر على اليهود صار دمه حلالا لأنه جنح للسلم مع اليهود.. قال الضالون إن معاهدة كامب ديفيد مع اليهود.. كفر.. وخيانة تحل دم صاحبها..إلى أي فقه استندوا.. وإلى أي دين ونبي احتكموا.. ليتهم يريحوننا.. ويخبرونا من ربهم.. ومن أي جحيم جاءوا بهذا الضلال و الإفك.. ولماذا يصرون على إلصاق كفرهم بإسلامنا.. ونبينا يقول "سباب المسلم فسوق وقتاله كفر".

إسلامنا برئ مما يأفكون.. ونبينا ظل يعامل ويكاتب اليهود إلى آخر يوم في حياته.. حتى مات ودرعه مرهونة عند يهودي.. فكيف استحلوا دم من سالمهم.. وهل لو عاش هؤلاء السفلة الأنطاع في عصر النبوة.. كانوا سيقتلون نبينا؟.. هل كانوا يستحلون دمه بما كان بينه وبين اليهود من معاهدات ومعاملات؟.. لعنة الله عليهم بإفكهم وبما أصابوا من المسلمين..

فإذا كان جهل تلك الفرقة الضالة بدين محمد جعلهم يرون في مسالمة اليهود كفرا يبيح دم من يسالمهم.. فكيف بعبدة الأصنام.. ماذا لو أخبرناهم أن نبي الرحمة وقع كامب ديفيد أيضا مع عبدة الأصنام.. ماذا لو قلنا لتلك الأنعام الضالة إن صلح الحديبية الذي وقعه نبي الإسلام البرئ منهم.. لم يكن مع اليهود، بل مع الوثنيين عبدة الأصنام الذين قاتلوه وأخرجوه من بلده.. منعوا هديه من بلوغ الكعبة.. منعوا النبي من الحج لبيت ربه.. سالمهم على ألا يدخل المسجد الحرام إلا "بتأشيرتهم" الكافرة، وهو نبي الإسلام.. فرضوا من شروطهم في المعاهدة، ما دفع عمر بن الخطاب رضي الله عنه ليسأل نبي الإسلام.. ألسنا بالمسلمين؟.. فعلام نعطى الدنية فى ديننا؟.

ترى هل بلغ تلك الدواب نبأ الحديبية؟!.. هل حقا تحركوا وقتلوا الرجل من أجل دين يدينون به.. أم كانت مهمتهم الانتقام من المسلمين؟!

أدرك جيدا أن لو كان للكلمات وزن عند الخونة وأعداء الله ورسوله لما مضوا لما صاروا إليه.. لكن هل أدرك أتباعهم من الضالين اليوم فساد عقيدتهم.. هل تعلموا شيئا من جرائمهم.. يبدو أنه محال أن تفقه البهائم وإن طالت بهم السنون.. فاليوم يخرج علينا أزلام نفس الفرقة الضالة.. ويطلقون على جيش العرب الوحيد..كلمة "جيش كامب ديفيد".. وباتت نعتهم للجيش المصري في مواخير التنظيم الإرهابي.. على شاشات التليفزيون.. والإنترنت.. على أفواههم العفنة في كل محفل رجس يتفوهون فيه.. كامب ديفيد.. إشارة الشياطين للحمقى والجهلاء بتكرار الجريمة وتبرير الإصابة من جيش المسلمين المتبقي.. إشارة جديدة يطلقها أعداء أمة الإسلام ليستحلوا دماء آلاف المسلمين بإرهابهم.. كلاب جهنم تخطط اليوم وتغري جهلاءها بفعل ما عجز عنه أعداء الأمة.. في الماضي قتلوا قائد الجيش المنتصر.. واليوم تغريهم الشياطين بالانتقام من الجيش نفسه.. لما لا وهو آخر حصون الإسلام.. ألا لعنة الله عليهم وعلى من أضلهم وعاونهم على الإسلام وأمة محمد ولو بكلمة.

[email protected]