رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

الناصية

عندما يتمكن صانع القرار من صياغة رؤية متكاملة للمشكلات التي تواجه الدولة.. سيكون من السهل الوصول الى حلول لهذه المشكلات.. وغالبا الصعب هو التشخيص الدقيق.. والسهل هو العلاج. والرئيس الإيراني حسن روحاني، مؤلف كتاب «الأمن القومي والدبلوماسية النووية» عام 2012. والذي تناول المفاوضات حول البرنامج النووي الإيراني من عام 2001. فانه منذ اول يوم في الرئاسة عمل لإيجاد حل للملف النووي المعلق بين بلاده، وأمريكا والدول الغربية.. لأن هذا الملف ببساطة هو المفتاح السحري لكل مشكلات إيران الداخلية والخارجية.. يخلصها من عزلتها الدولية، وينهي الحصار الاقتصادى عليها، ويستعيد للخزانة الإيرانية مئات المليارات من الدولارات المجمدة في ارصدتها في البنوك الدولية، وأخيرا، والأهم .. الاعتراف بها كدولة قادرة على صناعة القنبلة النووية!

ولم يأت اهتمام الرئيس الإيراني بالملف النووي من فراغ فقد كان رئيسا لفريق المفاوضين الإيرانيين في المحادثات من عام 2003 إلى عام 2005. كما ان كتابه هو أول مرجع شامل يتناول الملف النووي الإيراني. والذي يوثق فيه نشأة التكنولوجيا النووية في إيران، وسعى بلاده لتحقيق دورة الوقود النووي. كما أن «روحاني» انتقد بشدة في هذا الكتاب ضعف الدولة الإيرانية في إدارة الأزمات وفشل المسئولين في اتخاذ القرارات والتصدي للمشكلات، ويقدم أمثلة على ذلك أبرزها قضية اقتحام السفارة الأمريكية واحتجاز الرهائن من قبل الطلبة الإيرانيين، وحيرة النظام في اتخاذ القرارات المناسبة للخروج من هذه الأزمة مع أمريكا، وكذلك الحال بالنسبة للحرب مع العراق؛ حيث وصلت الأمور إلى درجة بات يصعب معها القرار مما أجبر آية الله الخميني على قرار اتُّخذ في ظروف صعبة.

ولذلك تعامل روحاني مع الملف النووي باعتباره واحدا من الازمات الذي يجب ادارتها بكفاءة، ولهذا حدد مسارين لهذا الملف.. الاول ان عليه التفاوض مع أمريكا مباشرة، لأنها صاحبة القرار في حل الملف.. مع عدم استبعاد الدول الغربية، وثانيا نقل الملف الى وزارة الخارجية بدلا من مجلس الأمن القومي لتكون المفاوضات ذات طابع سياسي وليس امنيا او عسكريا.. مما يقلل كثيرا من المخاوف والتوجسات الأمريكية والغربية بالتفاوض مع دبلوماسيين بدلا من التفاوض مع شخصيات مخابراتية عسكرية متخفية في البدل الغربية بدون الكراڤتات!!

ولذلك اختار الرئيس روحاني لمنصب وزير الخارجية محمد جواد ظريف.. الحاصل على الدكتوراه في العلاقات الدولية من الولايات المتحدة، وهو من الشخصيات الإيرانية المختصة بالشأن الأمريكي فقد عمل مستشاراً للقنصلية الإيرانية في سان فرانسيسكو قبل أن يتدرج ليشغل مندوب إيران في منظمة الأمم المتحدة. 

كما ان اختيار أعضاء فريق إيران في الملف النووي الذي ترأسه «ظريف»، لم يكن عشوائيا، فبهذا الفريق تمكنت إيران من الفوز على أمريكا والغرب، ان لم يكن على العالم، في هذه المفاوضات.. وضم هذا الفريق «عباس عراقجي» وهو معاون وزير الخارجية للشئون القانونية والدولية، حصل على شهادة الدكتوراه في العلوم السياسية من جامعة كنت البريطانية، وعمل في الخارجية ابتداء من مركز الدراسات السياسية والدولية التابع للوزارة مروراً بتمثيل إيران كسفير في دول أوروبية وآسيوية.  و«مجيد تخت روانجي» دكتوراه في العلوم السياسية من جامعة برن السويسرية، وعمل في الخارجية منذ انتصار الثورة الإسلامية وتسلم مناصب عدة في الوزارة، كرئيس دائرة منظمة الأمم المتحدة وملحق في ممثلية إيران لدی لأمم المتحدة، إضافة إلی منصب سفير في سويسرا وألمانيا. اما « حميد بعيدي نجاد» فقد شغل منصب المدير العام لدائرة نزع أسلحة الدمار الشامل والمدير العام للشئون السياسية والدولية في الخارجية الإيرانية وله مؤلفات ومقالات في هذا الشأن، وعمل في ممثلية إيران لدی منظمة الأمم المتحدة. و«علي أكبر صالحي» الحاصل علی الدكتوراه في الفيزياء النووية من إحدى الجامعات الأمريكية يعتبر من أبرز العلماء النوويين الإيرانيين، ورأس الفريق الفني النووي الذي شارك في المفاوضات. و «على شمخاني» فهو رئيس مجلس الأمن القومي، وكان قائد القوة البحرية الإيرانية، ووزيرا للدفاع (1997 – 2005). و«علي لاريجاني» الدكتور في الفلسفة وكان رئيسا لمجلس الشورى، وقاد المفاوضات النووية مع الترويكا الأوروبية. و«علي أكبر ولايتي» المتخصص في أمراض الأطفال من إحدى الجامعات الأمريكية، وكان وزيرا للخارجية (1982 – 1998) وأدار ملف علاقات إيران الخارجية في الحرب العراقية. وكذلك حسين فريدون، شقيق «روحاني» الذي شارك في المفاوضات السابقة ولكن الأهم.. انه كان مهندس الاتصال الهاتفي الذي تم بين الرئيسين الأمريكي باراك أوباما والإيراني حسن روحاني عام 2014، خلال زيارة الأخير نيويورك «للمشاركة» في اجتماع منظمة الأمم المتحدة.. ولأن المقدمات الصحيحة تؤدى الى نتائج صحيحة.. ولأن كل شيء له أول له آخر.. تم الاتفاق النووي الإيراني مع أمريكا والغرب في عام 2015!

[email protected]