رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

رسالة حب

فى أول عيد أهل علينا ونحن فى غمار الثورة - ثورة 25 يناير - التى كانت واحدة من ثورات الربيع العربى.. كتبت مقالا عن سوريا، وأذكر وقتها أننا كنا نعيش فى سكرات الثورة التى آمنا بها وبذلنا كل مرتخص وغال من أجلها.. وعكست سطور المقال حالة التفاؤل التى كنت أعيشها ومعى ملايين المصريين والعرب.. قلت وقتها إن الوقت لن يطول وستلحق سوريا بركب الحرية، وستنجح ثورة الشعب السورى، وسيسقط الأسد وتبقى سوريا الأهل والبلد.. مرت السنوات وسقطت سوريا ولم يسقط الأسد.. ضاعت الثورات وغرقت سوريا وليبيا واليمن فى الفوضى، واستيقظنا على كابوس.. صحيح أن الثورات قامت بها الشعوب المتعطشة إلى العيش والحرية والكرامة الإنسانية.. ولكن كانت هناك شكوك وعلامات استفهام كثيرة كانت جميعها تقود إلى وجود أيادٍ خفية وتخطيط ما.. تخطيط يعلم حاجة الشعوب العربية إلى الحرية، ورغبتهم فى اسقاط الأنظمة الديكتاتورية الجاثمة على صدورهم سنوات طويلة. وبعد أن هدأت العاصفة أصبح عندى يقين أن ما حدث هو جزء من المخطط الذى تحدثت عنه وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة كونداليزارايس عندما قالت إن هناك شرق أوسط جديدا، وبعدها تحدثت عن الفوضى الخلاقة.

وما بين مؤيد ومعارض.. وما بين الهواجس والشكوك حول حقيقة ما حدث فى ثورات الربيع العربى التى زلزلت عروشا وأسقطت دولا.. خرج علينا مسئول بوزارة الدفاع الإسرائيلية برسالة من كلمتين: «سوريا انتهت».. الرسالة جاءت فى تصريحات أدلى بها عاموس جلعاد المستشار الاستراتيجى لوزير الدفاع الإسرائيلى وذلك فى مؤتمر نظمته مجلة ايزرائيل ديفينس منذ أيام.. قال جلعاد بكل شماتة: سوريا انتهت.. سوريا تموت، وسيعلن موعد الجنازة فى الوقت المناسب.. كلمات قاسية ومؤلمة لكل عربى.. كلمات كشفت حجم المؤامرة التى دبرها الصهاينة برعاية أمريكية وأوروبية.. مؤامرة قذرة الهدف منها تدمير الدول العربية الواحدة تلو الأخرى.. مؤامرة هدفها أن تكون إسرائيل هى الدولة الوحيدة المستقرة فى المنطقة.. مؤامرة بدأت بثورات مخطط لها ومتوقعة وانتهت بفوضى وسقوط وتقسيم.. هذا هو ملخص المشهد الذى خططوا له فى مصر وسوريا وليبيا واليمن وتونس.. صحيح أن الثورات كانت حقيقية وكان هدفها نبيلا.. ولكن تبين أن كل هذا كان جزءًا من مخطط وسيناريو محكم.

لا يجب أن تمر كلمات جلعاد مرور الكرام وعلينا أن نتوقف عندها كثيرا.. لأن ما قاله يعنى أن ثورة الشعب السورى كانت متوقعة، وأن صمود بشار كان محسوبا، وأن دخول الشيعة فى إيران وحزب الله للقتال فى سوريا بجانب الأسد كان متوقعا، وأن اضطرار المحور السنى للدخول فى سوريا لمواجهة التدخل الشيعى كان أيضا معمولا حسابه لأنه أمر طبيعى، والحرب بين أكراد سوريا وتركيا كانت أيضا حاضرة.. كل هذا يدفع نحو وفاة سوريا.. الغريب أن هؤلاء الشياطين من الصهاينة والأمريكان حددوا ساعة الوفاة وموعد الجنازة منذ اليوم الأول الذى وضعوا فيه مخططهم وهو ما أشار إليه المسئول الإسرائيلى فى تصريحاته عندما قال إن موعد الجنازة، سيعلن فى الوقت المناسب.

إنها مأساة حقيقية تفرض علينا أشياء كثيرة.. فعلى الرغم من أن التصريحات جاءت لتؤكد حقيقة.. إلا أن الدقة فى التخطيط طبقا لتصريحات جلعاد تصيبنا بالأسى، وتجعلنا نتساءل ماذا بعد؟ وإلى أين نسير نحن العرب؟ وماذا خطط لنا الصهاينة فى المستقبل؟ وماذا نحن فاعلون؟