رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

ذهبت أنا وصديق لي إلي مطعم شهير لإحضار طعام الإفطار، دخلنا المطعم وطلبنا وجبات لنا ولمجموعة أصدقاء كانوا علي موعد الإفطار معنا، انتظرنا حتي تسلمنا هذه الوليمة وكان باق علي مدفع الإفطار دقائق.

المهم خرجنا من المطعم فوجدت شابا في الأربعين من عمره، هيئته تدل علي أنه رجل سوي يناديني ويعتذر لي، اقترب مني وقال بسخرية لا تخف لن آخذ الطعام منك، فبتلقائية قلت له تفضل فروي لي حديث عن الرسول صلي الله عليه وسلم فيما معناه أن من أخذ شيء بغير طيب خاطر فالنار أولي به.

وسار معي يتكلم في مهاترات وكلام فارغ وأنه سوف يأتي معي إلي الجانب الآخر من الطريق حيث سبقني صديقي وأنه ذاهب إلي المعادي وأن سيارته مركونة في الجانب الآخر من الطريق المهم أن الطعام الذي كنت أحمله وكان معي أصبح معه وأصبح في يده كيف حدث ذلك لا تسألني فأنا لا أعرف الإجابة حتي الآن.

وصلنا إلي صديقي هذا وقال له نفس الكلام وسأله أنت خائف أن آخذ منك الطعام؟ لا تخف أنا نائب رئيس تحرير الأهرام، وأخرج الموبايل وكان غالي الثمن، وبدأ يطلعنا علي صورة مع بعض الإعلامين والوزراء، وبدأنا نستاء من الأمر كله  فالوقت يمر، وبدأت أخلاقنا تضيق مع وقت اقتراب الإفطار في الشهر الكريم.

وبدأ الطعام الذي كان في يد صديقي أيضاً يتحول ليصبح في يده، ويتكلم هذا الشاب ونحن واقفون ننظر إليه في استياء شديد، ونقول له إذا أردت طعام فخذه  ليس هناك مشكلة.

المهم أن هذا الشاب الذي لا تدل هيئته علي أنه نصاب أخذ الطعام في أسلوب أنه يضحك معنا  وينتظر في إيحاء أنه ينتظر رد الفعل منا، وأخذ الطعام كله وجري، فحسبناه يضحك معنا بطريقة سخيفة ولم نعتقد للحظة أنه فعلاً أخذ الطعام كله وهرب وبالأدق «فص ملح وداب»، مباشرة جري وراءه صديقي فلم يجده ولم تفصلنا عنه ثواني ولكنه ذهب ولم يعد.

هذا النصاب الغريب الذي أراد أن يهرب بالطعام كله وهرب به فعلاً، هل كان يحتاج ليأكل فقط ؟،  فالخير في أيام رمضان كثيرة وموائد الرحمن عديدة، لا يوجد مبرر لينصب علينا ويأخذ طعام صائم وقت الإفطار هذه واحدة.

والثانية لو كان الدافع هو الجوع لكانت تكفيه وجبة واحدة وترك باقي الطعام للصائمين.

أما وإن كان يسرق ليطعم أولاده لكانت هذه الطريقة لا تنفع خاصة في هذا الشهر الكريم، لأنه لو سأل أي شخص في الطريق وطلب منه إطعام أولاده لكفوه، فالخير مازال في أمة محمد.

وإن كان الدافع غير ما سبق مما قلت  فلن يستطيع أن يبيع هذا الطعام وسيفسد بعد فترة فما الدافع إذا؟

مازلت أفكر في هذا النصاب ماذا سيفعل بكل هذا الطعام ولماذا سرقه؟ ولم أصل إلي إجابة علي هذا السؤال حتي الآن، المهم أننا اشطتنا غضباً وابتكر النصابون طرق جديدة لسرقة عباد الله، فخذوا حذركم لأن هذا الموقف علمني أنا وصديقي الكثير فرب قسوة قلب تحميك، وغلظة أسلوبك يحميك من شرار هؤلاء.

والحمد لله أن ما حدث  واقعة بسيطة وصغيرة ولكنها تحمل في مضمونها الكثير، فأصبحت الآن أشك في الجميع وأنتظر الغدر من الغرباء، لأني الآن أشعر بعدم الأمان وأشعر بانعدام الثقة في هؤلاء، فاحذروا فإن الطيبة لها عواقب وخيمة، فلا تستخدموها لمن لا تعرفونهم أو من جاءك الشك والريبة اتجاههم، ورمضان كريم.

[email protected] .com