رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

الاهتمام الأمريكي بالأزمة الليبية يكشف خطتها لفرض الوصاية

امريكا تسعى لفرض
امريكا تسعى لفرض أمر واقع في ليبيا

زيارات أمريكية بمستويات عالية احتضنتها العاصمة الليبية طرابلس، هذا العام، واستقبلها رئيس الحكومة المنتهية الصلاحية، عبد الحميد الدبيبة، إحدى أكثر الشخصيات إثارة للجدل التي شهدتها البلاد على مر سنوات الأزمة الـ12.

ويتصاعد التساؤل في الداخل الليبي بين محللين وخبراء وناشطين، وحتى سياسيين، حول السبب في ترقية واشنطن لمستوى تمثيلها الدبلوماسي في ليبيا، وبروز اهتمام مفاجئ بهذا الملف المهمل تقريبًا لسنوات بالنسبة لها.

فقد مثّلت زيارة مدير الإستخبارات الأمريكية (CIA)، ويليام بيرنز، إلى العاصمة طرابلس في حد ذاتها حدثاً يستحق التوقف عنده، رغم أنه لم ينتج عنه الكثير، ولكنه جاء كحدث مهم يعكس عودة البلاد إلى دائرة الاهتمام الأمريكي. والتقى آنذاك رئيس الحكومة في طرابلس وعددًا من الوزراء والضباط والمسؤولين، الأمر الذي بث الريبة والشك في نفوس المراقبين والمحللين السياسيين الذي أشاروا إلى "طبخة جديدة" تعد لها واشنطن في البلاد.

تجنب مدير المخابرات الأمريكية لقاء كل من رئيس مجلس النواب عقيلة صالح، ورئيس المجلس الأعلى للدولة (نيابي استشاري) خالد المشري، كان إشارة إلى احتمال توجه واشنطن نحو تهميش الرجلين، وهو ما يحدث الآن بالفعل، فواشنطن تدعم بشكل كبير مبادرة المبعوث الأممي إلى ليبيا، عبدالله باتيلي، المتعلقة بالانتخابات الليبية، التي بدورها تحاول اقصاء دور مجلسي النواب والدولة من هذه العملية برمتها.

وعلى جانب آخر، تستمر واشنطن في دعمها المطلق لرئيس الحكومة المنتهية الولاية، عبد الحميد الدبيبة، الذي عارض بشدة ومازال يعارض مجلسي النواب والدولة، ورفض التنحي عن منصبه رغم اتهامات الفساد ورغم سحب البرلمان الثقة منه بسبب عرقلته لانتخابات 24 ديسمبر 2021.

الولايات المتحدة الامريكية واصلت دعمها للدبيبة حتى بعد اتفاق الجزء الأكبر من النخب السياسية في ليبيا على تنحيته، الأمر الذي تسبب في

انقسام مؤسساتي جديد في البلاد مطلع العام، بعد تكليف البرلمان لحكومة جديدة برئاسة فتحي باشاغا للعمل بشكل مواز لحكومة الدبيبة، فلم يعد يستطع أحد إخفاء الدور الهدام الذي بدأت تلعبه سياسات واشنطن في البلاد، والتصعيد الكبير الذي تقوم به لاحتواء الجميع وجعل الدولة الليبية الغنية بالنفط جزءًا من باحتها الخلفية.

وبمشاهدة أعلى وفد دبلوماسي من الخارجية الأمريكية برئاسة الدبلوماسية الأمريكية المخضرمة بربارة ليف، جنبًا إلى جنب مع المبعوث الخاص للولايات المتحدة إلى ليبيا، يجرون لقاءات مع رئيس الحكومة المنتهية الصلاحية، على خلفية التحضيرات الممنهجة الرامية لإجراء الانتخابات في ليبيا في هذا العام تحديدًا، وغضهم البصر عن التحديات الجسيمة التي تواجه هذه العملية، يرجح العديد من المراقبين والمحللين السياسيين من احتمالية تهيئة واشنطن الظروف لإيصال الدبيبة إلى سدة الحكم، وذلك بإقصاء المعارضين له، ومنع المنافسين عن الترشح.

وخير دليل على ذلك إشارة نورلاند الواضحة للدبيبة بضرورة تنحيه عن منصبه للترشح للانتخابات، وهو ما يعتبر "توصية" امريكية له، بالرغم من اعتراض العديد من الليبيين عن ترشح شخصيات جدلية أو كانت موجودة في المشهد السياسي وشغلت منصبًا ما في الدولة.