رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

2023 انتفاضة الأقصى فى مواجهة قطعان تهويد الحرم الإبراهيمى والقدس المحتلة

المقاومة تنتصر لافتة
المقاومة تنتصر لافتة كبرى فى الضفة المحتلة

ثمة جيل جديد لديه ذاكرة ضئيلة أو معدومة عن الانتفاضة الثانية (2000-2005)، لم يختبر الغزو الإسرائيلى آنذاك ولكنه نشأ تحت الاحتلال والفصل العنصرى، ويتغذى على ذكريات المقاومة فى جنين ونابلس والخليل.‏

 

وإذا حكمنا من خلال خطابهم السياسى وهتافاتهم ورموزهم، فإن هذا الجيل سئم من الانقسامات المعوقة والسطحية فى كثير من الأحيان للفلسطينيين بين الفصائل والأيديولوجيات والمناطق.

 

كان هذا هو العنوان الرئيسى ‏‏فى صحيفة «جيروزاليم» بوست‏‏ الإسرائيلية ولا يروى أكثر من جزء صغير من القصة: «عرين الأسود»، والجماعات الفلسطينية الأخرى هى صداع لا نهاية له لإسرائيل، والسلطة الفلسطينية التى تنسق امنيا مع الاحتلال طبقا لاتفاقيات موقعة لم تجن حتى الآن جزءا ولا ضئيلا من حقوق مسلوبة تجاوزت عشرات السنين منذ نكبة العرب وما تلاها من نكبات داخل انظمتهم.

 

قالت الصحيفة الإسرائيلية: صحيح أن كلًا من الحكومة الإسرائيلية تشعر بالقلق من احتمال اندلاع ثورة مسلحة واسعة النطاق فى الضفة المحتلة، ومن أن اللواء الذى تم تشكيله حديثًا ومقره نابلس، «عرين الأسود»، هو مركز هذه الحركة التى يقودها الشباب.

 

2023سيكون العام الأكثر دموية ومواجهة مع المحتل الإسرائيلى فى ظل صعود حكومة الليكود اليمينية المتطرفة برئاسة بنيامين نتنياهو وسيطرة المتطرف إيتمار بن غفير الذى يطمع فى تولى حقيبة الأمن ويقود قطعان المتطرفين فى الاقتحامات اليومية للمسجد الاقصى بالإضافة إلى سقوط المئات من الشهداء والمصابين والمعتقلين معظمهم من الأطفال والنساء.

 

لذلك تمثل مجموعة «عرين الأسود»، وأخواتها التى تشكلت هذا العام فى شمال الضفة المحتلة مثل «كتيبة جنين» و«كتيبة طولكرم» و«كتيبة طوباس»، نموذجًا جديدًا من العمل السياسى الفلسطينى بشكله المسلح والشعبي. خاصة فى ظل الانقسام الفلسطينى الفلسطينى.

الذى شهد لقاءات منفردة وجماعية إلى حوارات علنية وسرية ووساطات متنوعة على مدار أكثر من 17 عاماً، ولم تفلح التفاهمات والاتفاقات بين حركتى فتح وحماس، فى رأب الانقسام الفلسطينى الداخلي. ساهم ذلك كله فى ظهور مجموعات الرفض المقاومى لحال الفصائل التى ألقت سلاحها وتفرغت للمحاصصة الوزارية. وأصبحت مجموعة «عرين الأسود» المسلحة التى تتخذ من مدينة نابلس مقرًا لها ذات تأثير أكبر من جميع الفصائل الفلسطينية المعروفة، ومصدر قلق للأجهزة الأمنية الإسرائيلية وتهدد استقرار السلطة الفلسطينية فهى تشجع وتدفع نحو العمل المسلح فى جميع مناطق الضفة المحتلة.

 

وهى مجموعات تضم شبانًا متحمسين شبابية للقتال تحت رايات جديدة لا تتبع أيًا من الفصائل السياسية التقليدية. وجمعت بين كتائب شهداء الأقصى التابعة لحركة فتح، وسرايا القدس، الذراع العسكرية لحركة الجهاد وكتائب القسام، الجناح العسكرى لحركة حماس، والجبهة الشعبية لتحرير فلسطين.

المقاومة الشابة تقلق الجيش الذى لا يقهر

كما تحطمت أسطورة الجيش الذى لا يقهر فى حرب النصر أكتوبر عام 1973 على خط بارليف تتكسر الآن من جديد عبر جيل لا يعترف الا بقوة السلاح لمقاومة المحتل.

 

اعترفت سلطات الاحتلال الإسرائيلى بأن مجموعة «عرين الأسود» الفلسطينية فى نابلس، أصبحت أكثر تأثيرا من فصائل المقاومة الفلسطينية، وتشكل تهديدا لأمن إسرائيل واستقرار السلطة الفلسطينية. وأشارت التقارير إلى أن مسئولين فلسطينيين حذروا «عرين الأسود»، من أن إسرائيل ستقتل أفراد مجموعتهم واحدا تلو الآخر.

 

وقالوا فى رسالة إلى المنظمة إن أعضاءها فى مرمى النيران الإسرائيلى، وإنهم إذا لم يتوقفوا عن أعمالهم، فسيتعرضون للاغتيالات. وحذرت السلطات، نشطاء «عرين الأسود» من أن إسرائيل قد تقضى عليهم، إما من خلال الاغتيالات من الجو بطائرات دون طيار، أو بوسائل أخرى.

 

وردا على الرسالة، قالت «عرين الأسود» إن التهديد لن يوقفهم، مؤكدة «لا يهمنا الموت.. كل فلسطينى اليوم أصبح هدفا.. الناس يقتلون ببساطة بأفعال الجيش الإسرائيلى، مثل ما حدث لشيرين أبو عاقلة». وأضاف التنظيم فى بيان مقتضب «إذا كان هناك شيء؛ فالأفضل لنا أن نموت فى المعركة».

 

وتواصل المجموعة المقاومة ضرباتها فى قلب الداخل الفلسطينى المحتل ونظمت «عرين الأسود» عرضا عسكريا، فى 2 سبتمبر 2022، خلال تأبين عبدالرحمن صبح ومحمد العزيزى، الذى يعتبر أحد مؤسسيها، بعد 40 يوما من اغتيالهما وظهر مقاوموها بأسلحتهم، فى حدث لقى التفافا شعبيا حولهم. ويتركز نشاطها فى مدينة نابلس خاصة فى منطقة حى الياسمينة. واستطاعت أن تجند عشرات الشبان الفلسطينيين خلال الأشهر القليلة الماضية.

 

وتتخذ من البلدة القديمة فى مدينة نابلس شمال الضفة المحتلة مقرًا لها، مع حفل تأبين محمد العزيزى وعبدالرحمن صبح.

 

وبدأت مجموعة عرين الأسود نشاطها تحت اسم «كتيبة نابلس» فى شهر فبراير

الماضى وكان عدد عناصر الكتيبة فى حينها لا يتجاوز العشرة مسلحين.تأثرا بـ«كتيبة جنين» التى بدأت عملها المقاوم ضد الاحتلال فى مخيم جنين للاجئين منتصف العام الماضي.

 

واستجاب مئات الفلسطينيين لنداء تضامن أرسل عبر قناة «تلجرام» التابعة لعرين الأسود، والتى يشترك فيها أكثر من 130 ألف متابع. حيث طُلب من المتابعين الصعود إلى أسطح المنازل وإطلاق التكبيرات تضامنًا مع المقاتلين الذين يشنون هجمات مسلحة على أهداف إسرائيلية. وانتشرت صورهم ومقاطع مصورة لهم على مواقع التواصل الاجتماعى، خاصة تطبيق تيك توك، ليخرج بعد عدة أشهر عشرات الشبان المسلحين الملثمين فى عرض عسكرى داخل أزقة البلدة القديمة فى مدينة نابلس، الأمر الذى أقلق السلطة الفلسطينية والأجهزة الأمنية الإسرائيلية.

 

ونشرت مقاطع مصورة من كافة المناطق الفلسطينية لفلسطينين خرجوا للتضامن مع المجموعة المسلحة التى تشكلت مؤخراً. حيث خرج شبان فلسطينيون يهتفون بشعار «العرين ما يلين» فى كافة محافظات الضفة والقدس المحتلة

 

كما ظهرت كتيبة جنين هى تنظيم فلسطينى مسلح فى عام 2021 فى مدينة جنين، وتتخذ من مخيمها شمال الضفة المحتلة مقرًا لها، وتعد من المجموعات الحديثة الناشئة فى الضفة مؤكدة على عدم ترك البندقية تحت أى ظرف وتوجيهها نحو الاحتلال ومستوطنيه ومن يساندهم من العملاء فقط، وأن هذه البندقية لن تطلق رصاصة بالهواء. نتيجة عدة عوامل أبرزها عملية نفق الحرية (هروب 6 أسرى فلسطينيين من سجن جلبوع وإعادة اعتقالهم) فى سبتمبر 2021، وقبلها ما أطلق عليه فلسطينيًا اسم «معركة سيف القدس» فى مايو 2021. والاستعداد للدفاع عن الأسرى الهاربين من سجون الاحتلال، واحتضانهم فى مخيم جنين، لتنفذ فى تلك المرحلة عمليات تغطية باتجاه الحواجز الإسرائيلية، والتى سميت بمصطلح الإرباك، استعارة من الإرباك الليلى الذى عرفه قطاع غزة ضد الاحتلال الإسرائيلى، وقد كان إرباك جنين بإطلاق الرصاص على الحواجز الإسرائيلية بالتوازى مع قيام الشبان بإشعال الإطارات.

 

وارتبطت «كتيبة جنين» باسم ابن المُخيّم الشهيد جميل العمورى (25 عاماً)، والذى اغتالته قوات الاحتلال الإسرائيلى فى العاشر من حزيران 2021، انتمى لحركة الجهاد التى نعته بعد استشهاده كأحد كوادرها العسكريّة فى المخيم ومؤسس كتيبة جنين، وقد كان أبرز المطلوبين للاحتلال فى المُخيّم لتنفيذه عدّة عمليات إطلاق نارٍ استهدفت حاجزى الجلمة ودوتان فى محيط جنين، خلال معركة «سيف القدس».

 

ولم يقتصر نشاط العمورى على ذلك، فقد ساهم بشكلٍ فعّالٍ فى تشكيل خلايا عسكريّة نشطة داخل المُخيّم، وهى الخلايا التى ستكون فيما بعد نواةً لـ«كتيبة جنين»، ومن هنا بدأ التشكل الفعلى للكتيبة التى شقّ دربها العمورى، وغادر دون أن يراها تكبر وتتوسع، ويتصاعد فعلها، وقد اتخذت من العمورى أبًا روحيًّا لها، ولم تعد تُذكر الكتيبة دون ذكر العمورى، ولا تُرفع رايتها خاليةً من اسمه أو صورته. يقول أحد مقاتلى الكتيبة: «جميل كان سيقود مرحلة جديدة من المقاومة.. هو استشهد ونحن اليوم نكمل الدرب بعده».