عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

دكتورة سلوى الشوان رئيس المجلس الدولى للموسيقى باليونسكو.. مصرية تغوص فى موسيقى الجذور

الدكتورة سلوي الشوان
الدكتورة سلوي الشوان

مصر هى دولة الطرب، من هنا تعلم العالم معنى كلمة السلطنة فى الغناء، ومن هنا بدأت الأجساد تتمايل طرباً، بجمل موسيقية تقشعر لها الأبدان، مصر هى قبلة الغناء العربى، هى دولة الملحنين والمطربين، هى رائد التجديد ومنبع المجددين فى الموسيقى والغناء، لم تمر فترة زمنية إلا ويخرج منها أستاذ أو أستاذة يرفع الجميع له أو لها القبعة، هنا وُلد رائد وفارس التجديد سيد درويش، وهنا ولد محمد القصبجى وعبدالوهاب والسنباطى، الذين توارثوا الموسيقى والغناء عن الشيخ المسلوب، وسلامة حجازى ومحمد عثمان وكامل الخلعى. هنا أرض الكنانة والمكانة. 

مصر هى الشريان الذى قام بتغذية العالم العربى بكل حرف وجملة موسيقية، هنا القاهرة التى منحت الجميع شهادة الاعتماد، والارتباط بالجمهور، هنا الإذاعة المصرية التى حملت عبر أثيرها مهمة تقديم الأصوات والنغم الشرقى الأصيل، ومهما ظهرت من زوابع داخل الوسط الغنائى وظهر الهاموش والناموس، والذباب، لن يضيع تاريخنا الغنائى، بل إن هذه الزوابع كلما ظهرت تذكرنا ماضينا الجميل. 

فى حلقات سابقة ذكرنا أن مصر فنانة منذ 7 آلاف سنة، فى الجزء الأول قدمنا بانوراما عن الفن المصرى بصفة عامة، وريادته، وفى الجزء الثانى خصصناه لتاريخ مصر الغنائى من قدماء المصريين حتى مشايخنا فى العصر الحالى. 

كما واصلنا تقديم تاريخنا فى عالم التلحين، وما أكثر ما قدمت مصر للعالم العربى من ملحنين، لذلك فالجزء الخاص بالملحنين سوف نواصل الكتابة عنه لعدة أجزاء، حتى نعطى هؤلاء الرواد حقهم الطبيعى. 

تحدثنا فى «المصرى فنان عمره 7 آلاف سنة» عن ريادتنا بصفة عامة فى الموسيقى والغناء والسينما والدراما والإعلام والمسرح، والأوبرا وأكاديمية الفنون، ثم بدأنا فى حلقات تالية نتحدث بتوسع أكبر، عن كل مجال، من المجالات، تحدثنا عن الموسيقى من عهد قدماء المصريين، مروراً بدور الترانيم القبطية، فى الكنائس والموالد الشعبية حتى وصلنا إلى عصر المشايخ، تناولنا الملحنين من الشيخ المسلوب مروراً بسلامة حجازى وسيد درويش وعبدالوهاب والسنباطى وزكريا أحمد والقصبجى، استكملنا مسيرة الملحنين فى النهوض بالأغنية المصرية والعربية، بما يؤكد أننا فى مصر دولة الإبداع والمبدعين، وأن عمر بعض فنانينا أطول من أعمار دولة بأكملها. وأن إبداعهم ربما يكون أكثر تأثيراً من دول كثيرة. 

مصر الفن والفنانين، أقدم دولة عرفها التاريخ وعرفت الفنون بكافة أشكالها، مصر التى سطرت أهم سيناريوهات العرب، فى السينما والدراما، وأهم من كتبت النوتة الموسيقية وأهم من قدمت عازفين وملحنين وشعراء، مصر الطرب الأصيل والنغم المشبع بالموهبة، مصر تواصل الأجيال، وشموخ الجبال، وكبرياء الإنسان، مصر أقدم لوحة فنية وأقدم فنان. 

حكايات أخرى من سلسلة المصرى فنان عمره 7 آلاف سنة نرصد فيها نجوم الفن المصرى الذين انتقلوا إلى الحياة فى أوروبا، هى حكايات تصلح إلى أن تتحول إلى قصص من نوعية حكايات ألف ليلة وليلة، لأن كل فنان من هؤلاء الفنانين له قصة كفاح، تتشابه مع بعضها فى البدايات والنهايات السعيدة، حكايات تستحق أن نلقى الضوء عليها، لأنه تؤكد أن لدينا فنانين كباراً خارجياً ينظر إليهم نظرة مختلفة تماماً عن نظرتنا لهم، ومن أكثر الذين حققوا نجاحات فى أوروبا هم مغنو الأوبرا ومؤلفو الموسيقى وعازفوها وأيضاً لدينا أساتذة فى علوم الموسيقى، استطاعوا أن يقنعوا العالم الغربى بموهبتهم رغم أنهم يقدمون فناً فى الأساس ليس مصرياً مثل مغنى الأوبرا على سبيل المثال، لكنهم بموهبتهم استطاعوا أن يقولوا للغرب نحن هنا، جئنا اليكم لننافسكم فى فن من فنونكم، وجود المصرى فى دور الأوبرا العالمية ليس بالأمر السهل، لأن من اقترب من الأوروبيين سوف يلاحظ أنهم يمنحون الأفضلية فى كل شىء لصاحب البلد أولاً ثم من يحمل جنسية بلد أوروبى ثانياً، وبالتالى عندما يدخل المصرى فى سباق لأداء عمل أوبرالى أو لكى يكون عازفاً فى أوركسترا أو أستاذ فى علم من علوم الموسيقى فهو يخضع لاختبارات قاسية، وظهر ذلك بوضوح من خلال سلسلة الحوارات التى أجريتها مع نجوم الأوبرا وغيرهم، ممن يتواجدون فى أوروبا، لدينا أسماء لمعت فى أوروبا فرنسا وألمانيا والنمسا وإيطاليا. 

وأثناء رحلة البحث والتنقيب عن رموزنا وسفرائنا فى الخارج كانت مفاجأة بالنسبة لى أن أجد مصرية تحتل هذه المكانة الكبيرة الموسيقية والعلمية الكبيرة على مستوى المحافل العالمية ولا نجد لها تأثيراً يوازى تأثيرها العالمى داخل مصر، السيرة الذاتية لها تتحدث عن نفسها، لذلك لم أجد كلمات تمنحها حقها الا نشر هذه السيرة الذاتية، للدكتورة سلوى الشوان حتى يعى الجمهور المصرى حجم عطاء هذه السيدة على المستوى العالمى.

هى أستاذ علم موسيقى الشعوب، ورئيس معهد موسيقى الشعوب – ومركز الموسيقى الرقص التابع لجامعة نوفا دى لشبونة بالبرتغال، ورئيس المجلس الدولى للموسيقى التقليدية التابع لليونسكو منذ 2013، حصلت على الدكتوراه من جامعة كولومبيا بالولايات المتحدة الأمريكية وحاضرت فى عدة جامعات دولية مرموقة منها جامعة نيويورك فى (1979- 1982) وأستاذ زائر فى كل الجامعات: كولومبيا، وبرينستون، وشيكاغو، وكاليفورنيا وبيركلى وكذلك كباحثة زائرة عبر البحار فى كل من كلية سانت جون وجامعة كامبريدج وقد قدمت العديد من الأبحاث المهمة للموسيقى بكل من البرتغال ومصر وعمان والتى شملت السياسات الثقافية والموسيقى القومية والهوية والموسيقى والإعلام والتراث والحداثة والموسيقى والصراع وقد نشر لها حديثاً كتاب: «البرتغال وإسبانيا.. ممارسة الموسيقى والتعبير عن الثقافة» بمشاركة سوزانا مورينو فيرنانديز نيويورك - مطبعة جامعة أوكسفورد 2018. 

نالت سلوى الشوان العديد من الجوائز، منها جائزة جلاريان فى البحث الموسيقى من جمعية علوم الموسيقى السويسرية عام 2013، الميدالية الذهيبة والفضية للجدارة الثقافية فى بلدية مدينة لشبونة ومدينة كاسكيس عام 2007-2013، جائزة الكاتب من جمعية الكتاب البرتغاليين عام 2010.

< تحدثت="" معها="" عن="" علاقتها="" بالموسيقى،="" خلال="" زيارتها="" الأخيرة="" لمصر،="" كيف="" بدأت="" هل="" لأنها="" ابنة="" المؤلف="" الموسيقى="" الكبير="" عزيز="" الشوان="" أم="">

- قالت: طبعاً كان لى حظ أن اولد فى عائلة تقدر الموسيقى، والدى كما هو معروف عزيز الشوان أحد كبار مؤلفى الموسيقى، كرس حياته للموسيقى، وبحكم اننى تربيت على أن أراه يؤلف على البيانو، وكان ولابد ان تكون لدى جينات فنية.

حب والدى للموسيقى كان فوق الوصف، لدرجة أنه خلال الاجازة الصيفية التى كنا نقضيها فى بورسعيد كان يصطحب معه النوت الموسيقية، وهو بالنسبة لى كان القدوة والمثل الأعلى، لأن رسالته كانت الخلق والإبداع الموسيقى، كل هذه الاسس العلمية والعائلية، جعلتنى اتجه للموسيقى، أما والدتى، لم تكن موسيقية لكنها كانت تشجعنا جداً، كانت السيدة التى تقف خلف هذا الرجل العظيم. 

< ما="" علاقتك="" العملية="">

- تعلمت البيانو فى سن 5 سنوات، فى البداية مع استاذة لم تكن جيدة، ثم ذهبت الى الاستاذ ايتو ريبوليزى، وهو إيطالى جاء الى مصر للتدريس للملك فاروق، ثم قرر الإقامة فى مصر، كان أستاذاً فى كونسرفتوار القاهرة، وأنا كنت أدرس فيه، درست البيانو على يده، ثم سافرت إلى مدينة نيويورك لاستكمال دراستى فى جامعة «مانهاتن سكول اوف ميوزك»، حصلت على الماجستير. 

< لماذا="" فكرت="" فى="" استكمال="" دراستك="">

- كان هدفى أن أصل الى مرتبة أفضل، وفى كل مرة كنت أسافر فيها كنت اعود لقواعدى بمصر، بعد اول سفرية للدراسة،عدت عزفت كونشرتو البيانو لعزيز الشوان مع أوركسترا أوبرا القاهرة عام 1972 وهذا الامر كان نقطة فى حياتى مهمة جداً، كنت أعددته مع أساتذتى فى أمريكا، وفوجئ الوالد بهذا. 

< كيف="" اكتشفت="" علم="" موسيقى="">

- أثناء دراستى فى أمريكا اكتشفت هذا العلم ودخلت جامعة كولومبيا وهى من أفضل 10 جامعات فى الولايات المتحدة الأمريكية وعملت ماجستير آخر فى علم موسيقى الشعوب، لأن هذا العلم يحتاج الى دراسات أخرى مع الموسيقى مثل الإنثروبولوجى، الدراسات السيسيولوجية. 

< ما="" الذى="" جذبك="" لهذا="">

- الذى جذبنى لموسيقى الشعوب هو الحنين للوطن،عندما تترك بلدك تفكر فى هويتك، حبيت أفهم أنا بلدى فين، وأين تقع ثقافتها بين الشعوب الأخرى، كنت أريد أن أعرف أنا مين، بلدى فين فى العالم، كنت أريد أن أعرف لماذا تؤثر الموسيقى فينا، من فرح وحزن، وأعجبنى فى هذا العلم أنه يمكنك من البحث فى اى نوع موسيقى، يعطيك منهجية والقاعدة النظرية لكى تفهم الأنواع المختلفة فى الموسيقى.

< لكنك="" وسط="" هذا="" الزخم="" العلمى="" عدت="" برسالة="" دكتوراة="" عن="" الموسيقى="">

- بالفعل حصلت على الدكتوراة وكان عنوانها «التغيير فى الموسيقى العربية بين عامى 30 والـ70» وكانت أول مرة أعمل بحثاً ميدانياً فى مصر، وركزت على أمرين عن الخطة الثقافية لثروت عكاشة وزير الثقافة وكيف أثرت على الموسيقى العربية بوجه خاص، والتقيت المايسترو عبدالحليم نويرة وعشت معه التدريبات والبروفات، وفهمت أسلوبه، وكيف طوع التراث فى اطار جديد، وكيف واجهت الفرقة إشكالية التراث والحداثة، لأن الشباب وقتها كان يبحث عمن يعرفه تراثه لكن بشكل جديد وفى نفس الوقت لا تترك الجذور، واستطاعت الفرقة ان تجذب الشباب، وقتها مؤسسو الفرقة لم يتوقعوا نجاحها، والغريب أنه لم يكن نجاحاً، لكنها قدمت موسيقى أصبحت سائدة حتى الآن. 

< ماذا="" عن="" خطواتك="">

- بعد الحصول على الدكتوراة عام 1979، كنت محظوظة بالحصول على وظيفة، استاذ مساعد فى جامعة نيويورك، اشتغلت ثلاث سنوات، ثم التقيت مع باحث وعالم برتغالى فى الفيزياء، وحصلت معه على وظيفة دائمة فى البرتغال كأساتذة، ومن حظى لم يكن هناك تدريس فى مجالى أو فى مجال الموسيقى فى البرتغال، بعد سنتين من العمل طلب منى مدير الجامعة ان اترأس القسم،وأنشأت العلوم الموسيقية فى البرتغال خاصة موسيقى الشعوب، وفى عام 95 أسست معهد البحث لموسيقى الشعوب وهو معروف فى أوروبا كلها، تكوين مهم جداً لفرص التعليم خصوصاً لو التعليم على مستوى عالمى وواقعى. 

< هل="" انقطعت="" علاقتك="" العلمية="" بمصر="" بعد="" هذا="">

- لا طبعاً حضرت اليها واستكملت شغلى فى مصر فى الثمانينات بعمل بحث عن صناعة الكاسيت وتأثير الامر على الاغنية لان شريط الكاسيت تأثيره كان طاغياً، وهذا أثر على الموسيقى ولاحظت أن هناك تهميشاً لدور الاذاعة، لأن قبل هذا الامر كان أى صوت لا يظهر الا عن طريق الاذاعة، بعد ظهور صناعة الكاسيت أصبح كل واحد ممكن يغنى. 

< هل="" هناك="" ظواهر="" أخرى="" ظهرت="" لك="" خلال="" هذا="">

- لاحظت ان الموسيقى الشبابية كانت موضوع جدال لان المفكرين اعتبروها هابطة، وليست امتداداً لموسيقانا. 

< رأيك="" الشخصى="" فى="" هذا="" النوع="" من="" الموسيقى="" بعيداً="" عن="" الرأى="">

- يجب ان تكون الموسيقى تعبر عن المشاعر والأحاسيس، ولا تكون ذات صبغة تجارية 100%. نعم الموسيقى من حقه ان يكسب ويعيش، لكن ليس بأى ثمن، يجب ألا تكون مكاسبه عن طريق الفن الهابط. 

< هل="" كانت="" لك="" أبحاث="" عن="" الموسيقى="" البرتغالية="" بحكم="" إقامتك="">

- بالتأكيد وجودى فى البرتغالى جعلنى أيضاً أتخصص فى الموسيقى البرتغالية. 

< الموسيقى="" البرتغالية="" لو="" اردنا="" تعريفها="" الى="" المستمع="" المصرى="" ماذا="">

- هى أقرب الى موسيقى البحر المتوسط، رغم أنها ليس لها امتداد على البحر لكن قربها من إسبانيا، كما ان العرب عاشوا فى البرتغال 500 سنة وكان لهم تأثير وأى بلد هناك سوف تجد التأثير العربى فى المبانى القصور والقلاع. وموسيقياً هناك آلة اسمها «أدوف» عبارة عن دف مربع، أما عن طريقة الغناء فهم ليس لديهم مقام لكن عندهم الغناء الذى يعتمد على الزخارف والحليات فى الصوت، هناك وتريات جيتار، وآلة رابيل أقرب الى الربابة لكنها موجودة فى إسبانيا. 

< هل="" لك="" بحث="" ايضاً="" عن="">

- من الامور المهمة فى علم موسيقى الشعوب ان تتعرف على الابعاد السياسة والاقتصادية، درست فترة الجاز، البرتغال فى فترة

من الفترات عاشت الفاشية بكل سلبياتها، لذلك كانت متخلفة، وكانت عندهم رقابة شديدة، الاغانى يجب ان تحصل على اذن، لم تكن موسيقى الجاز مسموح بها لانها مرتبطة بالزنوج وكان هؤلاء الزنوج يعبرون عن قهرهم عن طريق الغناء حيث كانوا يعبرون عن احتياجهم للحرية، واهتمامى بعلاقتها بالاطار السياسى جعلنى انظر على تاريخ الجاز، البحث نشر فى كتاب فى كل أنحاء العالم.

< درست="" الموسيقى="" العربية="" من="" الثلاثينات وحتى="" السبعينات="" ما="" أهم="">

- الثلاثينات حتى الستينات كانت فترة مهمة لتعليم الموسيقى الغربية، خاصة الستينات، لأن ثروت عكاشة أقام اكاديمية الفنون، وكان هناك اوركسترا غربى.

فى هذا الفترة اتيح للجميع ان يتعلم الغربى، أيضاً كان للاذاعة دور مهم جدا، أهمية دور الإذاعات غير مدروس حتى الآن، لأن الاذاعة كانت لها قواعد فى العمل الغنائى، أيضاً كان لديها اوركسترا، كانت التسجيلات تتم داخل الاستوديو الخاص بها، الاذاعة كان لها دور تنويرى. 

< ما="" خلاصة="" تجاربك="" فى="" هذا="">

- هناك أربعة أشياء مهمة فى تلك الفترة: أولاً: الاذاعة، وثانياً صناعة الأسطوانة حيث إن مصر قدمت أول أسطوانة للعالم عام 1904، وظلت الأسطوانة لها دور فى الاغنية حتى ظهور الكاسيت. وكان لصوت القاهرة دور ويكفى أعمال صوت القاهرة مع ام كلثوم، دور الميديا كان مهم، وهذه الطرق وصلت الموسيقى للناس، وبعد ظهور الراديو الترانزستور اصبح له دور اكبر. أيضاً الفيلم الغنائى كان له دور هناك 6 أفلام لعبدالوهاب ونفس العدد لأم كلثوم ثم جاء عبدالحليم، هذه الافلام ساهمت فى نشر الاغانى، أصبحت هناك علاقة حميمة بين الأغنية والسينما، أيضاً التليفزيون عندما بدأ نقل حفلات أم كلثوم الخميس الأول من كل شهر. 

< موسيقياً="" كيف="" تترجمين="" تلك="">

- تحولنا من التخت الى الاوركسترا الكبير فرقة تضم عدداً كبيراً من العازفين، بعد ان ظل الامر لسنوات طويلة قاصرة على التخت أربعة او خمسة عازفين، ولسيد درويش دور مهم فى هذا الامر بعد ان ساهم بدور كبير فى نشر المسرح الغنائى، لأن التخت لم يكن يصلح لتنفيذ فكرهم،على مستوى المطربين كان عبدالوهاب وام كلثوم هما الرواد، أم كلثوم حافظت على الشكل التقليدى للفرقة أما عبدالوهاب كان يحب التطوير، لذلك أضاف آلات وجدد حتى على مستوى الإيقاعات. 

< الراديو="" فى="" الماضى="" كان="" له="" دور="" فى="" الحفاظ="" على="">

- نعم، لأنه كان يجب ان يمر الصوت من خلال لجنة، وكذلك المقرئ. 

< الآن="" الاذاعات="" وجودها="" سبب="" الانهيار="" الموسيقى="" لانهم="" يقدمون="" بالاذاعة="" أى="">

- أتمنى ان يعود الراديو لسابق عهده، لكن على الاذاعة ان يكون لها دور بناء. 

< باعتبارك="" متخصصة="" فى="" موسيقى="" الشعوب..="" ما="" أوجه="" الاختلاف="" بين="" موسيقانا="" والموسيقات="">

- الموسيقى العربية اساسها المقام واللحن خط واحد، والإبداع يكمن فى اللحن، وهو امر هام ولدينا اصوات وملحنين لهم اهمية كبيرة، لكن الموسيقات الأخرى تعتمد على الهارمونى والإيقاع، الهند مثلنا عندهم «اراجا» وهو مثل المقام يعتمد على اللحن الواحد، هناك امر آخر الكلمة مهمة فى الموسيقى العربية واللحن طريقة لتوصيل معانى الكلمة، وهذا موجود فى موسيقات أخرى خاصة الموسيقات القريبة من الشرق الأوسط، مثل آسيا الوسطى وتركيا، والعلاقة بين الموسيقى العربية والتركية قريبة جداً، لأن الحكم العثمانى ظل قرابة الـ500 سنة.

< لكن="" سيد="" درويش="" حررنا="" من="" موسيقى="">

- سيد درويش بلا شك ذهب الى الجذور الشعبية، أضفى طابعاً مصرياً، مستخدماً تراثنا المحلى، وقدرته على التعبير الموسيقى عن اللحن. 

< الاهتمام="" بالجذور="" موجود="" فى="" أوروبا="" أم="" الأشكال="" الجديدة="">

- الاثنان موجودان، هناك مجموعات يهمها الجذور وتبحث دائماً عنه،على سبيل المثال إنجلترا إسبانيا، إيطاليا، البراتغال يبحثون عن الموسيقى الشعبية، لدرجة ان الانجليز ذهبوا الى أمريكا للبحث عن المهاجرين هناك، لأن بعضهم عاش فى مناطق معزولة وحافظ على تاريخه وجذوره، كلما يحدث تغيير كبير زاد الاهتمام بالجذور والحنين الى الماضى، هناك وجهتا نظر عن الاهتمام بالتراث الأولى تطالب بالحفاظ على الشكل التقليدى مثل الاهتمام بالتخت عندنا، وآخرون يطالبون بالتطوير، بدون اللعب فيها دون أن نبتعد عن الأسس. 

< الولايات="" المتحدة="" ليس="" لها="" تراث="" هل="" أنت="">

- بالطبع ليس لها تراث، تراثها يكمن فقط فى الهنود الحمر السكان الاصليين، وغالبا تراثهم مرتبط بالدين، والطقوس الدينية الخاصة بهم، وهم لديهم 300 لغة ومثلها عادت وتقاليد موسيقية وهناك محاولات لإحياء هذا التراث. 

< ما="" أهم="" ما="" يميز="" موسيقى="" الهنود="">

- ليس لديهم آلات كل آلاتهم طبول فقط وغناء، والجمل الموسيقية قصيرة، ومرتبطة بالدين كما قلت. 

< هل="" هناك="" موسيقات="" أخرى="" فى="">

- هناك الموسيقات التى جاءت الى أمريكا عن طريق أفريقيا والتقت بالثقافة الأوروبية فأصبح لديهم البلوز والجاز والجوسبل وهو قريب من أغانى الكنيسة الخاصة ايضا بالزنوج، أمريكا كل ما لديها نتيجة تلاقى الثقافات. 

< البرتغال="" اخذتك="" من="">

- أنا تركت مصر سنة 1970، وكنت أعود كل فترة لمدة ثلاثة شهور، لكن حياتى الان كلها فى البرتغال، ابنتى طبيبة تخدير، وابنى درس إدارة الاعمال.مسئولياتى وعائلتى هناك لذلك قليلة الحضور. 

< بما="" أنك="" رئيس="" المجلس="" الدولى="" العالمى="" للموسيقى="" التقليدية="" ويتبع="" اليونسكو="" ما="" هو="">

- بدأ عام 47 فى إنجلترا بعد الحرب التانية، ومن أهدافه أن يلتقى الباحثون من الكتلتين الشرقية والغربية، ثم تطور ليصبح مجلسا دوليا، رسالته تشجيع وخلق مجالات للباحثين لمناقشة أبحاثهم وتقديم البحث عالميا، وخلق مناسبات مثل ندوات وحلقات بحثية، ونشر ذلك من خلال مجلة علمية باللغة الانجليزية،هناك 130 دولة أعضاء وأسعى لدخول مصر، وأشترك مع اليونسكو فى كل ما يتعلق بالثقافات غير المادية، هم يرجعون إلينا فى مدهم بالرأى فى قائمة الفنون غير المادية، والموسيقى، والرقص.. إلخ. 

< خلاصة="" الأمر="" هذا="" الكيان="" يحافظ="" على="" الهوية="" الفنية="" والثقافية،="" لكن="" أليس="" غريباً="" ألا="" تكون="" مصر="" عضواً="" بهذا="">

- ربما لانشغال الزملاء فى مصر بالمنطقة المحيطة، الاهتمام بالعالم العربى أكثر، تحدثت مع زميلات فى كلية التربية الموسيقية ووافقوا أن تكون الكلية عضو. شروط العضوية أن يكون هناك باحثون واشتراك فعال. 

< الاهتمام="" بالآلات="" الشعبية="" التى="" بدأت="" تندثر..="" هل="" على="" خريطة="" الاهتمامات="" لهذا="" الكيان="">

- طبعاً هناك فى بلاد كثيرة فى أوروبا وخارجها،عودة لإحياء الآلات التقليدية القديمة مثل إسبانيا والبرتغال اعادوا الجيتار القديم والشباب حريص على هذا ويتم دمجها مع آلات أخرى، ونحن نعمل على ذلك فى كل البلدان. 

< على="" مستوى="" المعهد="" الذى="" تتولى="" ادارته="" بالبرتغال،="" هل="" هناك="" اهتمام="" أيضاً="" بموسيقى="">

- طبعاً، عندنا ناس تقوم بعمل أبحاث عن أفريقيا ودول أمريكا اللاتينية، لكن على مستوى العالم العربى لم يحدث. 

< لكن="" أليس="" من="" الغريب="" ان="" تكون="" مديرة="" المعهد="" عربية="" مصرية="" ولا="" نجد="" أبحاثاً="" عن="" الموسيقى="">

- ليس غريباً، لكن اللغة هى العائق الى جانب عدم وجود اتصالات، بين العرب والمعهد، ربما لأننا فى مصر ننظر أكثر لدول أخرى، مثل فرنسا وإنجلترا، ولا ينظر للبرتغال وربما نسوا أننى هناك، كما إننى بصراحة لم أزر مصر منذ رحيل والدى ووالدتى الا من عامين فقط، بدعوة من المركز الثقافى الفرنسى. 

< أول="" مكان="" حرصت="" على="" زيارته="" بعد="" سنوات="">

- معهد الكونسرفتوار،وطبعاً زرت 11 شارع القبة مصر الجديدة منزل الاسرة، حيث الذكريات الجميلة، كان مزيجاً بين الحزن والفرح، الحزن لأن الأسرة رحلت، الأب والام، وفرحة لعودتى للمكان. 

< الوالد="" عزيز="" الشوان="" هل="" حصل="" على="" حقه="">

- حصل على حقه بعد الوفاة، كنت أتمنى أن موسيقاه تعزف خلال وجوده، موسيقى أنس الوجود لم تعزف إلا بعد رحيله، باليه إيزيس وأوزوريس وخلال وجودى فى آخر زيارة لمصر، التقيت مع مجدى صابر، رئيس الأوبرا وأحضرت له تسجيلاً فى ألمانيا والنوت الموسيقية، وسيفمونية طرد الهكسوس.

الدكتورة سلوي الشوان