رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

بقايا امرآه..!

بنبرات صوتها بقايا حزن وانكسار، تعبيرات وجهها وقسماته سلسال آلام ومعاناة. إنها «إيمان» العروس الشابة التى لم يمر على زفافها سوى 6 أشهر، حديثها بعد أن وطأت قدماها محكمة الأسرة بزنانيرى لتعترض على إنذار الطاعة الذى أقامة ضدها زوجها قائلة: «كنت كأى فتاة أحلم أن أرتدى الفستان الأبيض، وأزف فى موكب تحيطه الفتيات من الجانبين، ويصير لى بيت أكون أنا الملكة المتوَّجة على عرشه، وعندما طلب زوجى أن يكمل معى ما تبقى من حياته، وافقت دون أن أعطى لنفسى ولأهلى وقتًا كافيًا كى نتحرى عن سيرته جيدًا، ونختبر صدق كلمات الوسيط الذى قال عنه إنه تقى ورع، وحسن الخلق، وأصله طيب ورزقه الذى يجنيه من عمله كسائق وفير، وسيتَّقى الله في، وسيحسن معاشرتي، ويصون كرامتي، وخلال شهور لا يتعدى عددها أصابع اليد الواحدة أنهيت كل التجهيزات الخاصة بالبيت والعرس».

وما إن أغلق علينا باب بيت واحد حتى تبددت أحلامى وانطفأت سعادتي، وبدأت أدرك حجم الجُرم الذى ارتكبته فى حق نفسى بتسرعى وسوء اختياري، وأصطدم بطباع زوجى الحادة ولسانه السليط، ويده الطائشة التى كانت تطالنى لكماتها وصفعاتها بسبب وبدون سبب، وصِرت أرى بوضوح وجهه القاسى الذى تتبدَّل ملامحه مع كل قرص مخدر يبتلعه، أو نفس يسحبه من سيجارة متخمة بالحشيش، ورغم ذلك صمت خشية أن أحمل لقب مطلقة، ولا تزال آثار نقوش حنة العرس مطبوعة على ذراعي، ويبدو أن صبرى وتحملى دفع زوجى للتمادى فى طغيانه وتنكيله بى وفى آخر مرة ضربنى ضربًا مبرحًا حتى كدت أن ألفظ آخر أنفاسى».

تركت له البيت عائدة إلى منزل أهلي، وأنا أجر أذيال الحسرة على حالي، فماذا كنت سأنتظر بعد كل هذه الإهانات، أأبقى إلى جواره خشية كلمات الناس التى لا ترحم من حملت لقب مطلقة حتى ينتهى بى المطاف فى نعش خشبى أو زنزانة عفنة، وطلبت الطلاق بعد زواج لم يدم لأكثر من 6 أشهر، لكنه رفض وتطاول على أهلى وسبهم على مرأى ومسمع من الجميع، وهددهم بالقتل، ثم فوجئت به ينذرنى بالدخول فى طاعته، مدعيًا أننى تركت شقة الزوجية دون سبب، وأنه حاول مرارًا وتكرارًا أن يعيدنى إلى البيت لكن دون جدوى،كاذب

فى ادعائه فهو لم يحاول إعادتى أو السؤال عنى وكأنه كان ينتظر مغادرتى المنزل ودأب على إرسال رسائل فحواها التهديد والوعيد إذا ما حاولت او اسرتى المطالبة بحقوق او نفقة او مؤخر صداق وانه اقام دعوى الطاعة سيدى وهو يعلم علم اليقين اننى لن اعود اليه مرة أخرى. فعلامات اعتدائه علي مازالت محفورة فى جسدى النحيل.

مازلت اصحو على كوابيسى خوفا من قتله لى بسبب فرط عنفه وتهديده الدائم. دعوى الطاعة فصل من فصول العنف التى يمارسها معى هذا الوحش الادمى كى يحولنى إلى زوجة ناشز ليس لها حقوق. بعد سلب منى الامن والامان وسلب منى حياتى وحولنى إلى بقايا امراة وانا مازلت فى بداية حياتى يحاول ان يسلبنى مسحقاتى التى من الممكن ان تعيننى على الحياة.

هو سيدى لم يكتف بأن اكون بقايا امرأة. يدفعنى دفعا نحو الانتحار. لست امرأة ناشزًا انا ولكنى يرافقنى سوء الحظ الذى أوقعنى فى براثن رجل لا يرحم ضعفى واعتبرنى فريسة لابد من الانتهاء من نهش جسدها وسمعتها وحياتها بكل السبل والحيل. لست ناشزًا سيدى ارفض دعوى طاعته انه لا يطاع ولا يصلح ان يكون زوجا لى ولا يكاد يرتقى إلى مرتبة البشر انه فقد الرحمة والانسانية وتحول إلى جلادى دون سبب سوى اننى احببته وتمنيت ان احيا معه حياة كريمة وأبنى أسرة سعيدة. ولكنه حوّل أحلامى إلى كوابيس. انا لست ناشزًا.. أنا بقايا انسانة أحاول أن أعيش!!