فضل الذكر والذاكرين
إنّ من أفضل الأعمال التي يقدّمها المسلم بين يدي ربّه ذكره سبحانه، ولقد أثنى الله تعالى في كتابه الكريم على الذاكرين، فقال: (إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لَآيَاتٍ لِّأُولِي الْأَلْبَابِ*الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ).
ولقد ذكر الله -تعالى- فضل الذاكرين والخير العائد عليهم بسبب ذكرهم التي منها؛ تحقيق السكينة، وطمأنينة القلب حيث قال الله سبحانه: (الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُم بِذِكْرِ اللَّهِ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ)،[٢] ثم بشّر الله -تعالى- من اتّصل به بالذكر أن يذكره فيمن عنده كذلك، فقال: (فَاذْكُرُونِي اذكركم).
وورد في السنة النبوية أحاديث تدلّ على فضل الذاكرين، فيروي النبي -صلّى الله عليه وسلّم- ما جاء في الحديث القدسيّ: (أنا عند ظنِّ عبدي، وأنا معه حين يذكرُني، فإن ذكرني في نفسِه، ذكرتُه في نفسي، وإن ذكرني في ملأ، ذكرتُه في ملأ خيرٍ منه).
وقال ابن القيّم في هذا الحديث القدسي: (ولو لم يكن في الذكر إلّا
قال ابن القيم: (وأفضل الذكر وأنفعه ما واطأ فيه القلب اللسان، وكان من الأذكار النبوية، وشهد الذاكِرُ معانِيَهُ ومقاصِدَهُ).