رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

محاولات جديدة لإنعاش خطط أمن الدولة

على الرغم من انهيار جهاز أمن الدولة واحتراق وإقتحام عدد من مقاره، وصدور قرار بإلغائه واستبداله بجهاز للأمن الوطني، فإن لوبي من رجال الأعمال والاعلاميين وفلول الجهاز يقود محاولة جديدة لانعاش "خطط الجهاز"، وتنفيذ مخططات سرية بهدف تفريغ الثورة من مضمونها.

خطط الإنعاش بحسب مصادر مطلعة رصد لها القائمون عليها ميزانية ضخمة تقدر بالميارات، ويقوم على تنفيذها مسئولون سابقون بالحزب الوطني، وتنفذها لجان وخلايا سرية بدعم من كوادر أمنية، وآلة إعلامية قوية تضم صحيفة يومية كبرى، وموقع الكتروني شهير، وعدد من برامج التوك شو.
تشمل خطط الإنعاش تحريك مظاهرات تجهض الثوة، وإشعال حرائق في مبان حساسة وهو ما حدث مؤخرا في البنك المركزي والجهاز المركزي للمحاسبات ووزارة الداخلية، إضافة إلى انتشار عصابات تزوير العملات المحلية وترويجها في المحافظات.

ويضطلع بتنفيذ الشق الأمني في خطة الإنعاش الجديدة تنظيم سري من البلطجية يضم الآلاف ويحصل على رواتب منتظمة، وهو ما أشار إليه محمد فائق رئيس لجنة تقصى الحقائق في الجرائم التي شهدها ميدان التحرير، مؤكدا أن الحزب الوطنى له تنظيم سرى شبه عسكرى، عماده مجموعات البلطجية لترويع المعارضة.

وبحسب نائب برلماني سابق-طلب عدم ذكر إسمه- فإن عددا من نواب الحزب الوطني البارزين لديهم ميليشيات مسلحة، ومرتزقة يتقاضون مكافآت ضخمة، وعلى استعداد لفعل أي شيء لحماية نفوذهم وثرواتهم، فضلا عما كشفه الكاتب المعروف فهمي هويدي عن وجود مجموعة تابعة لزكريا عزمى رئيس ديوان الرئيس السابق تنفذ مهام أمنية مشبوهة.

ومن أبرز عمليات لوبي الإنعاش، الإعتداء على الدكتور محمد البرادعي المرشح لرئاسة الجمهوية أثناء محاولته الإدلاء بصوته في الاستفتاء على التعديلات االدستورية والهجوم على منزل مرشد الإخوان وسرقة أوراق ومستندات وأقراص مدمجة وفلاشة بهدف كشف خطط الإخوان خلال المرحلة المقبلة وتكتيكاتهم الانتخابية وقوائم مرشحيهم وعددهم والدوائر التي ينوون الترشح فيها.

 

أوكسجين إعلامي

الجانب الإعلامي فرض نفسه باعتباره "أوكسجين" حقيقيا لإنعاش الخطط الأمنية التي كان يتبناها نظام الرئيس مبارك، وبحسب مصادر صحفية فإن 8 من رجال الأعمال البارزين في الحزب الوطني والمتورطين في قضايا فساد أبرموا صفقة لتمويل موقع الكتروني شهير بعد هروب مموله الرئيسي نجل صفوت الشريف رئيس مجلس الشورى المنحل.

الصفقة يتم بمقتضاها حجب أية أخبار تكشف ملفات الفساد التي تورطوا فيها، ونشر أخبار تصب في صالحهم، فضلا عن إطلاق حملة كبيرة تستمر طوال الشهور المقبلة حتى حلول انتخابات مجلس الشعب لتشويه صورة الإخوان والسلفيين، وتصيد الأخطاء لهم وتهويلها، بهدف تفزيع المجتمع من انتخابهم، والندم على نظام مبارك الذي نجح في قمع تلك التنظيمات.

الحملة يقودها "رئيس تحرير" كشفت مكالمة تم بثها مؤخرا على موقع اليوتيوب تورطه في علاقات مع أمن الدولة، وقد أصدر لفرق العمل قائمة بعدد من رجال الأعمال يحظر نشر أخبار تسيء إليهم، كما كون خلية صحفية لنشر أخبار تحريضية للإثارة والتشويه، واستفزاز تلك التيارات للإقدام على عمل يدينها، وجاءت عناوينها كالتالي: "السلفيون يبدأون غزوة "هدم الأضرحة" من قليوب" ، وضحية قطع الأذن بقنا "أهبل" لقبوله التصالح ، وبالصور.. شيخ الأزهر يستقبل "القبطى" الذى قطع السلفيون أذنه بقنا، والسلفيون يمنعون أعضاء "الغد" من التصويت، السلفيون تحرشوا "لفظيا" و"جسديا" بالمعارضين للتعديلات، الإخوان والسلفيون يستخدمون المنتقبات للحشد فى الاستفتاء".

الحملة تشمل أيضا إحداث حالة من الرعب في الشارع من خلال ترويج شائعات عن التهديد باستهداف السيدات القبطيات وغير المحجبات ومن ترتدين البنطال بسكب ماء النارعلى وجوههن، وتطبيق الحدود ضد من لا

يصلي أو يسب الدين، وإلزام الرجال بإطلاق اللحى إذا وصل الإخوان للحكم، ومنع التليفزيون والمصايف والغاء السياحة ودور السينما ودوري كرة القدم، وهو ما وجد آذانا صاغية من البعض في ظل حالة التفزيع التي تواصلت على مدار الأيام الماضية، ويشارك فيها إعلاميون وصحفيون وفنانون ورياضيون كانوا الأكثر تربحا من نظام مبارك.

 

دعم أمريكي واستخباراتي

الخطير في الأمر أن السفارة الأمريكية بالقاهرة وجهات استخباراتية غربية تدعم خطط الإنعاش بهدف تفريغ الثورة المصرية من مضمونها، وتعد مراكز بحثية داخلية وخارجية خططا لدراسة كافة السيناريوهات في الانتخابات البرلمانية القادمة، وفرص الإسلاميين في حصد الأغلبية البرلمانية، وهو ما سيؤثر - في حال حدوثه -على مسار الصياغات الدستورية المقررة لإصدار دستور جديد، وسن تشريعات جديدة قد لا تخدم مصالح وتوجهات من ينفذون عملية الإنعاش.

وبحسب ما نشرته صحيفة واشنطن بوست الأمريكية فإن مجموعة من المسئولين المصريين وعلى رأسهم اللواء هاني عبد اللطيف – أحد المسئولين بوزارة الداخلية عقدوا اجتماعا مع فريق من المسئولين الألمان مؤخرا بهدف اكتساب الخبرة الألمانية فيما يتعلق بكيفية تفكيك وكالة تجسس خطيرة مثل جهاز أمن الدولة، حيث كان للألمان منذ عقدين تجربة مشابهة، حينما سقط النظام الشيوعي مخلفًا وراءه وكالة تجسس وجهاز أمن "ستاسي"، ونجحت ألمانيا في تفكيكه دون خسائر فادحة يتكبدها أمنها الداخلي.

ونقلت الصحيفة عن هربرت زيم – نائب رئيس وكالة الحكومة الألمانية والتي تحتفظ بملفات ستاسي – تأكيده "إنه رغم تنحي الرئيس السابق حسني مبارك منذ شهر ونصف تقريبًا، مازال جهاز أمن الدولة القوي والذي ساعد على حماية حكم مبارك مدة 30 عامًا من خلال التسلل عبر كافة مظاهر الحياة المصرية قائمًا ولم يختفي بعد"، وهو تصريح يحمل مضمونا خطيرا لم يعلق عليه حتى الآن وزير الداخلية الجديد!!.

خطط الإنعاش الجديدة -أمنيا وإعلاميا- يؤكدها بقاء كثير من قيادات جهاز أمن الدولة في نفس مواقعهم، وإستمرار التنصت على المصريين من خلال وسائل تجسس وأجهزة متطورة لم يتم رفعها حتى الآن، فضلا عن تجديد الثقة في عدد من القيادات الصحفية المعروف ولاؤها لجهاز أمن الدولة وللنظام السابق، وتكثيف محتوى ما يصفه البعض ببرامج "الأمن شو" لتفزيع المصريين من التغيير القادم، وفرض الوصاية الفكرية عليهم، ودفعهم للتباكي والندم على رحيل مبارك.