عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

ف.بوليسى: وليد جنبلاط.. رجل لكل العصور

بوابة الوفد الإلكترونية

تحت عنوان"ريشة الرياح" نشرت مجلة "فورين بوليسى" الامريكية تقريرا يتناول شخصية الزعيم اللبنانى المعروف"وليد جنبلاط" ومواقفه السياسية التى تتغير من وقت لآخر ومن حدث لآخر وكأنه ريشة فى مؤشر لقياس الرياح تتحرك حسب الطقس، حيث اجرت المجلة معه حوارا.

وركزت المجلة فى تقريرها على موقف جنبلاط من النظام السورى ومن الازمة السورية الحالية والذى يتقلب من لحظة الى اخرى.
وبدأت المجلة تقريرها بمقدمة انشائية، حيث قالت ان "البيك" ( جنبلاط) يقيم هذه الايام فى الجبل، ولكى تصل اليه عليك ان تسلك الطريق السريع جنوب بيروت
متوجها على طول ساحل البحر المتوسط، حيث الطريق العمودي المتعرج يأخذك حتى سلسلة جبال، وهناك يقف جنود من الحرس القديم خلف سواتر اسمنتية رسم عليها العلم اللبنانى، وعلى جانبى الطريق المتعرج تنتشر القرى التاريخية على المنحدرات الحادة ، وفى اعلى الجبل تقع قلعة يعود عمرها الى 300عام تطل على بلدة المختارة، حيث يسكن "وليد جنبلاط".

عائلة جنبلاط

و"جنبلاط" هو زعيم الدروز في لبنان، وعائلة "جنبلاط " تنتمى للنبلاء الإقطاعيين في المنطقة منذ العصر العثمانى وقد حصل وليد على لقب "بيك" العثمانى الشرفى، ويسيطر "وليد جنبلاط" على الحكم فى المختارة منذ عام 1977 – اى قبل وجود حزب الله، وعندما كان الرئيس السوري "بشار الأسد" لا يزال في المدرسة الابتدائية.
وعلى الرغم من العدد الصغير للطائفة الدرذية، الا ان "وليد بيك" برز كرمز للسياسة الصاخبة في سوريا ولبنان، وتمكن ان يحافظ على نفوذه من خلال كونه الصوت البديل في السياسة الشامية والداعم لأى قوة سياسية تحتاج للدعم.
وفيما وصف بأنه قلب بارد، بعد اغتيال النظام السوري لوالده خلال الحرب الأهلية اللبنانية، ابتلع "وليد جنبلاط" غضبه وبرز بوصفه حليفا قويا الرئيس الراحل "حافظ الأسد"، الا انه تخلى عن دمشق في عام 2005 بعد ان اغتيل حليفه، رئيس الوزراء السابق "رفيق الحريري"، في انفجار سيارة ملغومة في وسط بيروت، بل انه انضم الى تحالف مع "سعد الحريرى" ابن "رفيق الحريرى"، وظهر بوصفه واحدا من اكثر المنتقدين لحزب الله و"الأسد"، حتى انه اطلق علي "الاسد" اسم "ديكتاتور دمشق، ثم تصالح مع النظام السوري في عام 2008 بعد ان قام حزب الله وحلفاؤه بغزو احد معاقل "جنبلاط" فى الجبل، وما ان بدأت الثورة السورية التى انطلقت منذ اكثر من عام للاطاحة بنظام "الاسد" تحول "وليد جنبلاط" مرة اخرى ليهاجم النظام السورى.

 لا ثوابت فى السياسة

وفى حديثه للمجلة دافع "جنبلاط" عن مواقفه المقلبة، حيث قال انه لا ثوابت فى السياسة، بل ان التغيير هو سمة السياسة، واحيانا تضطر لتغيير السياسات نظرا للظروف المحيطة. واضاف:"انه عندما يقتل النظام السورى شعبه ، لابد ان نقف مع الشعب السورى". 
وقالت المجلة انه بعد يوم واحد من اجراء الحوار مع "وليد جنبلاط"، وبالتحديد يوم 3 اكتوبر، فتحت المدفعية السورية النار على بلدة حدودية تركية، مما أسفر عن مقتل خمسة مدنيين، وردت أنقرة بوابل من نيران انتقامية على الاراضي السورية. وأصدر حلف شمال الأطلسي بيانا ردا على القصف اقتصر على الهجوم الخطابي وهو ما اغضب "جنبلاط" ، حيث انه، اى الحلف، ندد بنظام "الأسد" واعتبر ما حدث انتهاكا صارخا للقانون الدولي، وتعهدا بمتابعة الموقف عن كثب ، لكنه لم يعط إشارة بأنه يدرس العمل العسكري.
واضاف:"انه طالما لم يقم الغرب بدعم المتمردين بالسلاح الكافي من الصواريخ المضادة للدبابات والطائرات، فإن الصراع سوف يستمر".

 موقف موارب

ولكن حتى وهو يشعل نار الثورة في سوريا، ومحاولاته أيضا لحشد الدروز السوريين ضد "الأسد"، الا أنه لم يقطع كل الجسور النظام السورى وحلفاؤه، ولم يقم ببناء علاقات جديدة مع جميع أعدائه.
وركز "جنبلاط" انتقاداته القاسية في المقابلة على الولايات المتحدة، والذي اعتبرها تستخدم اسلوب النفاق فى اظهار المخاوف من سيطرة الإسلاميين على سوريا لتبرير تقاعسها عن الحسم.
وتساءل "جنبلاط ": "من دعم الجهاديين والإسلاميين، عندما كانوا يقاتلون السوفييت في أفغانستان؟ ومن الذي دمر باكستان في ستينيات وسبعينيات القرن الماضى ؟ " . وقال: "لقد دعم الغرب في ذلك الوقت كل الحكام المستبدين من "حافظ الأسد" فى سوريا إلى الرئيس المصري "حسني مبارك"، الى الرئيس التونسي "زين العابدين بن علي"، ضد إرادة الشعب العربي"، ودعا

"جنبلاط الغرب لترك الشعوب العربية تقرر مصيرها بنفسها.

  تناقضات

وقالت المجلة إن "البيك" ( جنبلاط ) لديه طريقة فى استخدام الالفاظ والكلمات، ففي سنوات ماضية، وصف "بشار" بأنه "ثعبان"، و"جزار"، و"منتج إسرائيلي"، وحث واشنطن على إرسال سيارات مفخخة إلى دمشق، وفي عام 2003 أعرب عن أسفه أن نائب وزير الدفاع الامريكى آنذاك "بول وولفويتز" نجا من هجوم صاروخي في بغداد، واصفا المسؤول الامريكي المتشدد بأنه "فيروس".
وفي حين ينتقد "جنبلاط" نظام "الأسد" ويصفه بأنه طاغية يعاني من جنون العظمة، يرفض استخدام احد الاسلحة ضد الرئيس السوري، وهو قدرته على إسقاط الحكومة الموالية لسوريا في بيروت، وهو التحالف الحاكم في لبنان، الذى يهيمن عليه حزب الله وحلفاؤه، ويعتمد على دعم "جنبلاط" للبقاء في السلطة.
ويقول جنبلاط: "انه لا شيء يمكن أن يقنعه حتى الان بمغادرة الحكومة ودعم ائتلاف مكون من احزاب مناهضة لسوريا.
واشارت المجلة الى انه في هذا البلد المعروف بالمفارقات، نجد ان توازنات القوى السياسية في لبنان تميل مرة أخرى ضد "الأسد"، ولكن مقاليد السلطة تظل في أيدي الأطراف الموالية لسوريا.

 استقرار لبنان

ويقول "زياد بارود"، وزير الداخلية السابق والسياسي اللبناني، ان "وليد جنبلاط"  يحاول ان يقول :" أنا جزء من هذه الحكومة لأن هذه الحكومة هى ضمان الاستقرار، وأنا باق في هذه الحكومة ليس لأنني أشعر أنها حكومة منتجة، وليس لأنني اتبادل الأفكار مع حلفائي في هذه الحكومة، ولكننى باق لأنني أعتقد في ذلك أنه حفاظ على الاستقرار".
وقالت المجلة انه هذا المنطق مقبول عند زعماء مثل "بارود"، الذين يحاولون أن تظل لبنان مستقلة عن التحالفات الرئيسية المؤيدة والمناهضة لسوريا, حتى تظل معزولة عن الاضطرابات المجاورة، فهو يقول : "ما يحدث في سوريا أمر مؤسف للغاية، ولكن في نفس الوقت لا يمكننا أن نأخذ البلاد إلى شيء من هذا القبيل"، بحسب قوله ، " كان لدينا نصيبنا لسنوات، ونحن نعرف ما هي الحرب الاهلية ".
واضافت المجلة إن سياسة الأمر الواقع التى ينتهجها "جنبلاط" لها منطقها الخاص ، لكنه أدت إلى بعض التحالفات المتشابكة وعادة الشائكة ، كما هو الحال مع حزب الله، الذى يقول الزعيم الدرزي انه يحافظ على علاقات جيدة معه .
                      
 حزب الله

ويقول "جنبلاط" إن علاقاته مع حزب الله لا تزال قوية، رغم ان كلا الجانبين يدعم اطرافا متنافسة في سوريا.
ولا يريد "جنبلاط"، أن يتوقف كثيرا عند دور حزب الله في سوريا، حيث ان هناك قاسما مشتركا بينهما وهو العداء لإسرائيل، وهو ربما الثابت الوحيد في مسيرة عقود طويلة من حياته السياسية.. وختمت المجلة بأن "جنبلاط" يركز بشكل اساسى على مصالحه ومصالح الطائفة الدرذية، الا ان موقفه من الولايات المتحدة منذ الحرب الاهلية اللبنانية لم يتغير حيث يعتبر انها سبب العديد من المشاكل فى المنطقة.