رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

عمرو بن العاص

بوابة الوفد الإلكترونية

عمرو بن العاص السهمى القرشى الكنانى، أبو عبد الله، ابن سيد بنى سهم من قريش العاص بن وائل السهمى، أرسلته قريش قبل إسلامه إلى الحبشة ليطلب من النجاشى تسليمه المسلمين الذين هاجروا إلى الحبشة فرارًا من الكفار وإعادتهم إلى مكة لمحاسبتهم وردهم عن دينهم الجديد فلم يستجب له النجاشى. وبعد إسلامه فتح مصر بعد أن قهر الروم وأصبح واليًا عليها بعد أن عينه عمر بن الخطاب. أبرز ما عُرف عن عمرو بن العاص أنه كان أدهى دهاة العرب فى عصره، فقد نقلت عن سعة حيلته وعبقرية تدبيره روايات تشبه الأساطير، حتى أن الخليفة عمر بن الخطاب لقبه بأرطبون العرب.

اعتنق الإسلام فى السنة الثامنة للهجرة، وقدِم إلى المدينة المنورة مع خالد بن الوليد وعثمان بن طلحة مسلمين بعد مقاتلتهم الإسلام.

كانت أولى المهام التى أسندت إليه عقب إسلامه، حينما أرسله النبى محمد صلى الله عليه وسلم. ليفرق جمعا لقضاعة يريدون غزو المدينة المنورة، فسار عمرو على سرية «ذات السلاسل» فى ثلاثمائة مقاتل، ولكن خصومه كانوا أكثر عددا، فقام النبى محمد بإمداده بمائتين من المهاجرين والأنصار برئاسة أبى عبيدة بن الجراح وفيهم أبو بكر وعمر، وأصر عمرو أن يبقى رئيسا على الجميع فقبل أبو عبيدة، انتصر جيش المسلمين بقيادة عمرو بن العاص وهرب مقاتلو قضاعة ورفض عمرو أن يتبعه كما رفض حين باتوا ليلتهم هناك أن يوقدوا نارا للتدفئة، وقد برر هذا الموقف بعد ذلك النبى محمد حين سأله أنه قال: «كرهت أن يتبعوهم فيكون لهم مدد فيعطفوا عليهم، وكرهت أن يوقدوا نارا فيرى عدوهم قلتهم »، فحمد النبى محمد حسن تدبيره.

بعد وفاة النبى محمد وفى خلافة أبى بكر، قام بتوليته إمارة واحد من الجيوش الأربعة التى اتجهت إلى بلاد الشام لغزوها، فانطلق عمرو بن العاص إلى فلسطين على رأس ثلاثة آلاف مقاتل، ثم وصله مدد آخر فأصبح عدد جيشه سبعة آلاف، وشارك فى معركة اليرموك مع باقى الجيوش الإسلامية وذلك عقب وصول خالد بن الوليد من العراق بعد أن تغلب على جيوش الفرس، وبناء على اقتراح خالد بن الوليد تم توحيد الجيوش معا على أن يتولى كل قائد قيادة الجيش يوما من أيام المعركة، وبالفعل تمكنت جيوش المسلمين من هزيمة جيش الروم فى معركة اليرموك تحت قيادة خالد بن الوليد، وعمرو بن العاص وأبو عبيدة بن الجراح وغيرهم وتم فتح بلاد الشام. انتقل بعد ذلك عمرو بن العاص ليكمل مهامه فى مدن فلسطين ففتح منها غزة، سبسطية، ونابلس ويبنى وعمواس وبيت جيرين ويافا ورفح.

كان عمر بن الخطاب إذا ذكر أمامه حصار بيت المقدس وما أبدى فيه عمرو بن العاص من براعة يقول: لقد رمينا «أرطبون الروم» «بأرطبون العرب».

خلال خلافة عمر بن الخطاب ولاه قيادة جيوش فى فلسطين والأردن بعد موت يزيد بن أبى سفيان وأثناء

وجود عمر بن الخطاب بالقدس ليتسلم مفاتيحها استغل هذه الفرصة عمرو وطلب من عمر فتح مصر وقال له إن فتحتها فستكون قوة وعونًا للمسلمين ولكى تؤمن حدود الشام من هجمات الرومان ثم وافق عمر وولاه قيادة الجيش الذاهب لغزو مصر ففتحها. وأمره عثمان بن عفان عليها لفترة ثم عزله عنها وولى عبد الله بن أبى السرح،ثم عاد بعدها عمرو إلى المدينة المنورة.

بعد أن قتل عثمان بن عفان رضى الله عنه سار عمرو بن العاص إلى معاوية بن أبى سفيان رضى الله عنه وشهد معه معركة صفين ولما اشتدت الحرب على معاوية بحسب بعض المؤرخين أشار عليه عمرو بن العاص بما عرف عليه من دهاء بطلب التحكيم ورفعت المصاحف طلبا للهدنة. ولما رضى على بن أبى طالب بالتحكيم، وصار عمرو بن العاص حكما عن معاوية بن أبى سفيان بينما كان أبو موسى الأشعرى حكما عن على بن أبى طالب. اتفق الحكمان أن يجتمع من بقى حيا من العشرة المبشرين بالجنة ويقرروا مصير قتلة عثمان، ولم يكن قد بقى منهم إلا سعد بن أبى وقاص وعلى بن أبى طالب وسعيد بن زيد. ثم إن معاوية أرسله على جيش إلى مصر فأخذها من محمد بن أبى بكر ثم ولاه معاوية على مصر.

يرى مؤرخون آخرون أن هذه الرواية ليست صحيحة وليس لها أصل تاريخى، ويقول بعض المؤرخين الأكاديميين «لم يرد إلينا عن قضية التحكيم إلا روايات ضعيفة جدًا مع أنها تعتبر من أخطر الموضوعات فى تاريخ الخلافة الراشدة، وقد تاه فيها كثير من الكتاب، وتخبط فيها آخرون وسطروها فى كتبهم ومؤلفاتهم، وكأنها حقيقة من أكبر حقائق التاريخ، وقد تلقاها بعض الناس منهم بالقبول دون تمحيص لها وكأنها صحيحة لا مرية فيها؛ وقد يكون لصياغتها القصصية المثيرة وما زعم فيها من خداع ومكر أثر فى اهتمام الناس بها وعناية المؤرخين بتدوينها.