الفقيه وأبو العريف وعودة مجلس الشعب
لقد جعلتنا الأحداث الأخيرة عندما نستمع لبعض من يسميهم الإعلام فقهاء بحكم وظائفهم أو الشهادات الحاصلين عليها نتذكر أبو العريف ومواقفه المضحكة، وكذلك جعلتنا ننسى الحكمة والعلم ومعانى الفهم التى تستدعيها كلمة الفقيه فى العرف أواللغة.
وأظن أن من أهم نتائج قرار الرئيس الدكتور مرسى بعودة مجلس الشعب بغض النظر عن تأييد القرار أو رفضه أنه قد تبين أن معظم من يستضيفهم الإعلام ويسميهم فقهاء ليسوا إلا نسخة جديدة وحديثة لمن كان يطلق عليه فى التراث المصرى والعربى ابو العريف. وقد يظن البعض أنى أقصد الدكتور توفيق عكاشة وهذا ما لايصح لأن توفيق عكاشة ظاهرة فريدة من نوعها ولن تجد لها فى التراث العربى رغم كثرة ما فيه من مساخر ومضحات ومبكيات مثيلا ولا يصح تسميتها إلا بالإسم الذى أطلقه عليه الشباب المصرى وهو ظاهرة العكش. ولا أحد من أهل اللغة أو البيان يستطيع تفسير وتوضيح معنى كلمة العكش تفسيرا صحيحا يبين معنى هذه الظاهرة للسائل. ولا مناص أمام أى شخص يريد معرفة معناها الصحيح إلا الجلوس أمام شاشة الفراعين ومشاهدة توفيق عكاشة والإستماع إليه، وسيجد أنه بين كل ساعة وأخرى ويوم وآخر تأخذ ظاهرة العكش لديه معنى جديدا وإضافة متجددة لما سبق مما يصعب متابعته وحصره. أما ظاهرة أبو العريف الحديثة فهى ظاهرة مختلفة عن ظاهرة العكش وأبطالها كثير لاتخلو منهم وسيلة إعلامية سواء كانت إزاعة أو صحيفة أو قناه تليفزيونية، وعلى سبيل المثال لا الحصر قال الفقيه الدستورى شوقى السيد معلقا على قرار رئيس الجمهورية بعودة مجلس الشعب المنحل للإنعقاد، أنه يجب على المجلس الأعلى للقوات المسلحة أن يقوم بمحاصرة قصر الرئاسة لحماية الشرعية القانونية والدستورية ومحاصرة مجلس الشعب ومحاكمة رئيس الجمهورية بتهمة الخيانة العظمى وكل هذا من أجل الحفاظ على سيادة القانون ومدنية الدولة!!. فالتضحية بالأم والجنين أمر مقبول طالما كان صاحب الرأى حازق وفقيه. وقد كان كذلك أبو العريف، فمما يرويه التراث أن أحد الفلاحين كان يجلس هو وأسرته على حصير
---
أمين عام حزب الوسط بالفيوم