للحرية.. لا لأحمد رجب
الكلمة حرية... رشة نسيم، ونفحة عبير، ولحظة صفاء.. عصفور صغير يزقزق دون قواعد وضوابط وقتما يريد... مشهد قوس قزح صنعته الطبيعة ليمتع ناظريه... رصاصة مخلصة مصوبة نحو قلب القبح، وعطاء دون حدود.
الكلمة مقبولة مهما كانت بعيدة عن رؤانا.. مقدسة حتى لو اصطدمت بأدمغتنا، محمية ومحصنة ضد الحرق والمصادرة واللعنات. فالمجتمع المتحضر يحترم مفكريه وكتابه ومبدعيه ولا ينصب المشانق ولا يعقد المحاكمات لهم.
أقول ذلك بمناسبة الحملة الفاشية التى تلاحق كاتبنا الكبير احمد رجب على صفحات مواقع التواصل الاجتماعى. لقد قامت الدنيا ولم تقعد فى وجه كلمة، بل نصف كلمة كتبها الكاتب الكبير عن مرشحى الرئاسة قبل أيام. قال الرجل إن كثيراً مما يثار حول مرشح الرئاسة أحمد شفيق ما هو إلا افتراءات، وانه لا يصح أن يكون كل من خدم فى النظام السابق فلولاً. كما أنه لا يصح أن نرشح مرشحا كان احتياطياً لجماعته. وكان من رأى كاتبنا الكبير أنه لو كان شفيق فلولاً فإن خالد بن الوليد كان كذلك قبل اسلامه وحارب وقاتل المسلمين ثم أصبح «سيف الله المسلول».
قال الرجل كلمته ومضى كما اعتاد منذ أمسك قلمه قبل ستة عقود. لم يجامل ولم ينافق ولم يخضع لابتزاز ولم يطلب منصباً. كتب الرجل ما يؤمن به وهو حر تماما، لكن العقل الثورى فى مصر يعانى من الشيزوفرنيا، والاحرار فى مصر يعانون من الالتباس فى الرؤى فهم ينادون بالحرية ويرفضونها، ويتبنون قبول الآخر ثم يكيلون التهم ويصبون اللعنات على ذلك الآخر.
لقد صدم أحمد رجب تركيبة العقل المصرى برأيه المخالف وعرى ليبرالية بعض من يدعون الليبرالية، ويرفعون لافتات الحرية. ولم تكن
ولا أظن أن صدمته الأخيرة للثوريين، الا حقه المكفول فى أن يقول ما يرى، لا يرهبه الصوت العالى ولا تخيفه تهم العمالة والتخريف والفلولية.
إن أستاذنا الجميل أحمد رجب ليس فى حاجة الى دفاعى، فهو أكبر من أن يجامل أو ينافق أو ينحنى لشخص أو تيار. ومثلما أعلن علاء الاسوانى تأييده المطلق لمرشح الاخوان دون شروط مسبقة، فإن من حق صاحب نصف كلمة أن يعلن تأييده لشفيق وأن يراه الأجدر لحكم مصر.
إن الكلمة لا تحاصر، ولا تحاكم، ولا تطعن بالخناجر، وإلا فماذا تغير لدينا بعد 25 يناير؟؟ الله أعلم.
[email protected]