رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

متى تعود مصر رمانة الميزان ؟

لاأحد ينكر أن ثورة يناير قد تأخرت كثيرا ،  فقد عانينا أزمات طاحنة على الصعيدين الداخلى والخارجى ، لاأحد ينكر أن نظام مبارك الفاسد تسبب فى تراجع دور مصر التاريخى والريادى الذى كانت تؤمل فيه شعوب المنطقة العربية أن يكون حصنا وعونا ومتكأ فى الأزمات والتحديات التى تحيط بها
ثلاثة عقود والمخلوع فى سبات عميق يتقوقع داخل مكتبه لايدرى عن أمر البلاد إلا ماندر ،

لم يدرك أنه منح الفرصة الذهبية لكل من إسرائيل وإيران تنفذان خططهما وأهدافهما الغير معلنة ،  ترمحان فى الساحة وحدهما دون حسيب أو رقيب بعدما خلت من أكبر دولة عربية ذات حضارة وتاريخ عريق تستظل باقى الدول بمظلتها ، فإسرائيل التى وجدت فى مبارك الحليف الإستراتيجى والصديق الوفى عاثت فسادا وقامت بأكبر عملية تهويد للقدس الشريف ، وأكبر عملية حصار للشعب الفلسطينى فأذاقته كل صنوف العذاب من قتل وتشريد وتدمير ، ثم صدّر لها الغاز المصرى بأبخس الأثمان والمصريون محرومون من ثروات بلادهم ، هرعت إسرائيل تحرض دول حوض النيل ضد مصر من أجل تقليل حصتنا من المياه ، ونظرا لحاجة تلك الدول الى التنمية تعاونت معها إسرائيل من أجل إقامة المشروعات والسدود العملاقة
أهمل مبارك دولة الجوار السودان التى تربطتنا بها علاقات تاريخية كبيرة
فكان مصيرها إنفصال شطريها بمباركة إسرائيلية وتم التطبيع بين جوبا وتل أبيب فاتفقاعلى إقامة علاقات دبلوماسية واستراتيجية من شأنها توثيق  وتعزيز العلاقات الثنائية بينهما فى كل المجالات تقوم بموجبه إسرائيل بنقل التكنولوجيا الحديثة خاصة فى المجال الزراعى ، ومن المعروف أن جنوب السودان يعانى نقصا شديدا فى المواد الغذائية ، والأخطر هو قرار جنوب السودان عن فتح سفارتها فى مدينة القدس العربىة وهذا يعد تكريسا للإحتلال  ، أما وجهة نظر رئيس دولة جنوب السودان  فى زياراته المكوكية الى إسرائيل أنه يعتبر إسرائيل نموذجا يحتذى بها فى النجاح والتحدى ، ويتم حاليا  تدريب آلاف المواطنين السودانيين فى تل أبيب فى كل المجالات على مختلف المهارات ثم العودة الى " جوبا " حتى يساهموا فى بناء دولتهم الوليدة
أما إيران العدو الأول لدول الخليج العربى ، لايخفى على أحد أن  أطماعها فى السيطرة على  أصبحت  بلا حدود ، وباتت تقف بالمرصاد لدول مجلس التعاون الخليجى حتى لايجتمعوا على كلمة سواء ، خاصة بعد مبادرة عاهل السعودية الملك " عبد الله بن عبد العزيز " عن إمكانية قيام إتحاد بين السعودية والبحرين ،  بل بالإنتقال من مرحلة التعاون بين دول المجلس الى الإتحاد بهدف الزود عن المنطقة

وتحصينها ضد أى  أخطار سياسية أو إقتصادية ، هذا التكامل والتضامن صار مطلبا ملحا لدول مجلس التعاون لكن إيران كشفت عن نواياها وشمرت عن سواعدها ملوحة  بإمكانية ضم البحرين الى إيران الوطن الأم ، بل وتعتبر أن الجزر الإمراتية الثلاثة  (طنب الكبرى وطنب الصغرى وأبو موسى ) جزر إيرانية ، هكذا أعلن  "أحمدى نجاد " عند زيارته لتلك الجزر منذ عدة أيام ، فماذا تريد إيران التى دعت سلطاتها الى تنظيم مظاهرات فى كل أنحائها من أجل الإحتجاج على مشروع الإتحاد ؟ لماذا تتدخل إيران فى الشئون الداخلية لتلك الدول وهى دول مستقلة وذات سيادة ؟ دول مجلس التعاون محقة فى إتخاذ الخطوات التى تؤمن لها الإستقرار خاصة بعد تعرض الكويت لغزو العراق عام 1990  الغزو الذى عرض المنطقة لتداعيات خطيرة قامت على أثرها حرب الخليج ، وتخشى دول مجلس التعاون أيضا ثورات الربيع العربى أن تمتد إليها ، أما حلم إيران البعيد المدى هو نشر المذهب الشيعى بالقوة إذا لزم الأمر ، وليس خافيا أن لإيران اليد الطولى فى إنتفاضة البحرين القائمة الآن ، باختصار لانلوم الدول العربية تخوفها المشروع ، وحقها فى إتخاذ القرارات التى تؤمن بها مصالحها بعدما كانت تعول على مصر الشقيقة الكبرى ، خاصة بعد تدمير العراق وانيهار جيشه الذى خاض حربين لاطائل منهما فأعادت المنطقة برمتها الى الوراء وسمح فيه للتدخل الأجنبى وتنامى قوى الإرهاب
هل سيعيد الرئيس الجديد لمصر دورها الريادى الذى تضاءل بشكل ملحوظ فى العهد البائد  فيتحقق الإستقرار للجميع ؟  رئيس وطنى عروبى يعيد لمصر وزنها وثقلها على الساحة السياسية  ، فتعود الى سابق عهدها رمانة الميزان ؟