متى تعود مصر رمانة الميزان ؟
لاأحد ينكر أن ثورة يناير قد تأخرت كثيرا ، فقد عانينا أزمات طاحنة على الصعيدين الداخلى والخارجى ، لاأحد ينكر أن نظام مبارك الفاسد تسبب فى تراجع دور مصر التاريخى والريادى الذى كانت تؤمل فيه شعوب المنطقة العربية أن يكون حصنا وعونا ومتكأ فى الأزمات والتحديات التى تحيط بها
ثلاثة عقود والمخلوع فى سبات عميق يتقوقع داخل مكتبه لايدرى عن أمر البلاد إلا ماندر ،
لم يدرك أنه منح الفرصة الذهبية لكل من إسرائيل وإيران تنفذان خططهما وأهدافهما الغير معلنة ، ترمحان فى الساحة وحدهما دون حسيب أو رقيب بعدما خلت من أكبر دولة عربية ذات حضارة وتاريخ عريق تستظل باقى الدول بمظلتها ، فإسرائيل التى وجدت فى مبارك الحليف الإستراتيجى والصديق الوفى عاثت فسادا وقامت بأكبر عملية تهويد للقدس الشريف ، وأكبر عملية حصار للشعب الفلسطينى فأذاقته كل صنوف العذاب من قتل وتشريد وتدمير ، ثم صدّر لها الغاز المصرى بأبخس الأثمان والمصريون محرومون من ثروات بلادهم ، هرعت إسرائيل تحرض دول حوض النيل ضد مصر من أجل تقليل حصتنا من المياه ، ونظرا لحاجة تلك الدول الى التنمية تعاونت معها إسرائيل من أجل إقامة المشروعات والسدود العملاقة
أهمل مبارك دولة الجوار السودان التى تربطتنا بها علاقات تاريخية كبيرة
فكان مصيرها إنفصال شطريها بمباركة إسرائيلية وتم التطبيع بين جوبا وتل أبيب فاتفقاعلى إقامة علاقات دبلوماسية واستراتيجية من شأنها توثيق وتعزيز العلاقات الثنائية بينهما فى كل المجالات تقوم بموجبه إسرائيل بنقل التكنولوجيا الحديثة خاصة فى المجال الزراعى ، ومن المعروف أن جنوب السودان يعانى نقصا شديدا فى المواد الغذائية ، والأخطر هو قرار جنوب السودان عن فتح سفارتها فى مدينة القدس العربىة وهذا يعد تكريسا للإحتلال ، أما وجهة نظر رئيس دولة جنوب السودان فى زياراته المكوكية الى إسرائيل أنه يعتبر إسرائيل نموذجا يحتذى بها فى النجاح والتحدى ، ويتم حاليا تدريب آلاف المواطنين السودانيين فى تل أبيب فى كل المجالات على مختلف المهارات ثم العودة الى " جوبا " حتى يساهموا فى بناء دولتهم الوليدة
أما إيران العدو الأول لدول الخليج العربى ، لايخفى على أحد أن أطماعها فى السيطرة على أصبحت بلا حدود ، وباتت تقف بالمرصاد لدول مجلس التعاون الخليجى حتى لايجتمعوا على كلمة سواء ، خاصة بعد مبادرة عاهل السعودية الملك " عبد الله بن عبد العزيز " عن إمكانية قيام إتحاد بين السعودية والبحرين ، بل بالإنتقال من مرحلة التعاون بين دول المجلس الى الإتحاد بهدف الزود عن المنطقة
هل سيعيد الرئيس الجديد لمصر دورها الريادى الذى تضاءل بشكل ملحوظ فى العهد البائد فيتحقق الإستقرار للجميع ؟ رئيس وطنى عروبى يعيد لمصر وزنها وثقلها على الساحة السياسية ، فتعود الى سابق عهدها رمانة الميزان ؟