رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

أصابع «صهيونية».. وأفعال «صبيانية» تتوهم إسقاط الهيبة المصرية!

أشد ما يؤلم ويصيب بالغثيان ويزيد المرء اشمئزازاً وقرفاً أن يعلو صوت الباطل على الحق، ويتوه صوت العقل والحكمة  وسط فوضى شاملة فى البلاد أخطرها على الاطلاق الفوضى الإعلامية التى تروج لها الفضائيات بشكل مزر إما عن جهل متعمد وإما لتنفيذ أجندات خارجية فى إطار موجة عمالة ضد الوطن..  هناك فعلاً أصوات عالية الآن تتعمد تضييع الحقائق أو قلبها، لخلق نوع من الفوضى العارمة وإظهار البلاد بصورة يرثى لها...

الذى يؤلم حقاً أن الفضائيات منذ اندلاع أحداث العباسية تتعمد أن تستضيف شخصيات لا هم لها سوى ترديد عبارات تهدف بالدرجة الأولى إلى زعزعة استقرار البلاد وتكريس الفوضى، وإلقاء اللائمة والتطاول على المجلس العسكرى والقوات المسلحة... لقد تعمد الجميع من أصحاب الصوت العالى، الذين يمنعون أصوات العقل والحكمة من تصدر المشهد السياسى أن يروجوا شائعات وفتناً وقلائل حتى يسود الاضطراب بالبلاد، بهدف تعطيل انتقال السلطة إلى الرئيس المنتخب.. وليس أمامهم إلا هم واحد وهو البكاء على اللبن المسكوب فيما يتعلق بالإعلان الدستورى ومواده التى تنظم الفترة الانتقالية التى أوشكت على النهاية..
العقل والمنطق كانا يقتضيان من هؤلاء أن يعترضوا من بداية الفترة الانتقالية، لكن لماذا الآن مع قرب نهايتها؟!.. ثم لماذا يتعمد هؤلاء أن يثيروا لغة التخوين وطرح عدم الثقة الآن فى المجلس العسكرى الذى حمى الثورة ولايزال يحميها ممن يتعمدون إسقاط هيبة الدولة، تنفيذاً لمخططات شيطانية خارجية على يد عملاء خونة فى الداخل؟!..لماذا في هذا التوقيت بالذات تثار كل هذه الأزمات رغم أن انتخابات الرئاسة باتت علي الأبواب؟!.. والمعروف أنه كلما اقتربت نهاية الفترة الانتقالية، يكون المواطن مع الاستبشار بأن مصر ستدخل دولة المؤسسات، ويكون سلطان القانون هو «السيد» أمام الجميع، لكن أن تشهد البلاد مثل هذه المهازل الحالية فهذا يعنى أن هناك من يتعمد تعطيل عبور البلاد إلى بر الأمان.
أحداث العباسية التى شهدت وقائع «دراماتيكية»، ابتداءً من استبعاد حازم أبوإسماعيل من سباق الرئاسة، وقيام أنصاره بالاعتصام أمام اللجنة الرئاسية، ثم الاعتصام بميدان التحرير ثم أمام محيط وزارة الدفاع، ثم الإصرار الشديد منهم أو من غيرهم الذين لحقوا بهم على اقتحام وزارة الدفاع؟!.. بل هناك إصرار شديد جداً على ذلك؟!.. المغزى من هذا الاقتحام هو إسقاط الوزارة يعنى إسقاط الدولة؟!.. لن نتحدث عن لهو خفى ولا طرف ثالث ولا رابع ولا بلطجية.. لكن الأهم هو أن هناك من يريد الخراب لهذا الوطن وتدميره، وألا تقوم قائمة لهذا البلد..
وأى من وراء هذا فلا يستحق إلا الوصف بالخيانة والعمالة، فليس من الديمقراطية ولا الحرية ولا حقوق الإنسان، أن يتم تخريب الوطن، إن هولاء الذين يفعلون ذلك يتظاهرون بأنهم من أنصار ذلك وهم أبعد ما يكونون عن هذه الأهداف النبيلة، إنهم جماعات ضالة فقدت صوابها وأعمتها إغراءات خارجية بمكاسب مادية للقيام بهذا اللعب المرفوض داخل الوطن.. ويخطئ من يظن منهم أنهم سينالون من مصر، أو أن ينشروا بها الخراب..
ثم إذا سقطت القوات المسلحة وهذا مستحيل وغير وارد على الاطلاق، فمن إذن يقدر على حماية هذا الشعب وحماية أراضى الوطن والذود عنه؟!.. لماذا هذا العناد الشديد وتلك الحرب الشعواء على اسقاط هيبة الدولة؟!.. هل هؤلاء الخونة والعملاء سيستفيدون من الخراب؟!.. لا أعتقد أنهم سيريحون بل سيكونون أول الخاسرين بكل المقاييس، وسيكونون أول من تتم التضحية بهم ممن يعملون لحسابهم!!..
لقد أثبتت كل الأزمات والأحداث التى شهدتها البلاد منذ ثورة يناير العظيمة، أن هناك قوة تعيث فى الأرض فساداً مدعومة من جهات خارجية وأصابع لم تعد خفية على أحد، تصر على إسقاط مصر وابعادها عن الوصول إل مأرب أن تكون دولة ديمقراطية مدنية حديثة.. وكما قلت قبل ذلك ان الأصابع التى تلعب داخل البلاد سواء كانت أمريكية أو عربية ـ مع الأسف ـ تستغل حماقات سياسية لبعض القوى، وتستنفر ضعاف النفوس إما بإغراءات الحرية والديمقراطية وإما بإغراءات إعلامية وإما بإغراءات مالية باهظة.. المهم أن النتيجة واحدة وهى تخريب الوطن..أقول هذا الكلام خاصة أننا بعد المذابح التى وقعت مؤخراً أمام وزارة الدفاع، تنصلت منها كل القوى والأحزاب الدينية، وأعلنت أنها بريئة منها على الاطلاق، حتى السلفيون الذين ينتمى اليهم حازم إبوإسماعيل صاحب «مستصغر الشرر» الذى تسبب فى ذلك، تنصلوا من المسئولية عن اعتصام العباسية، وقال المتحدث الرسمى باسمهم إنهم نصحوا أولاد أبوإسماعيل بعدم الاعتصام فى العباسية!!!.
من حق كل مواطن أن يعتصم ويحتج ويثور فى أى مكان، وليس من حقه أن يتم استخدامه فى أحداث «دراماتيكية»، وليس من حقه أن يستخدم فى إسقاط وزارة الدفاع ولا هيبة الدولة.. الكل أجمع على التبرؤ من أحداث العباسية، وأكد كل الوطنيين الشرفاء أن من يتعمد إسقاط هيبة الدولة مخطئ، لكن يبقى لماذا لم يتم تفويت الفرصة على الذين يفعلون ذلك؟ لماذا تركنا الحبل على الغارب لمن ينفذ المخططات الشيطانية ضد البلاد؟!.. لماذا يختفي البعد الوطنى والقومي أو تعمد إخفائه في هذه الأحداث التي توالت منذ الثورة؟!
المستفيد الأول والأخير من اضطراب أوضاع البلاد وتخريب الوطن إسرائيل، وتصوروا لو أن هذا العدو شاهد اقتحام - ولا قدر الله

- وزارة دفاع مصر، تخيلوا أن يتم ذلك ماذا ستكون صورة البلاد، وكيف يري أو يقرأ العدو هذا الموقف الشاذ والغريب؟! فالفتنة داخل الوطن أشد وأكبر من أن معركة حربية بين طرفين متحاربين، ثم ماذا سيكون موقف هؤلاء الذين تسببوا في هذه الفتنة؟! النتائج في كل الأحوال كارثية ومن هنا كان لزاماً أن تكون هناك وقفة مع أي أحد تسول له نفسه أن ينال من الوطن.. ولا أكون مبالغاً إذا قلت أن وقوع الفتنة بالبلاد واضطراب الأحوال سيكون نهاية محتومة لمصر العظيمة، وبذلك يكون الأعداء قد حطموا ثورة المصريين التي خلعت أكبر وأعتي نظام.
ولا أعتقد أبداً أن أي مصري يرضي بذلك ولا يرضي لوطنه إلا أن يتقدم ويزدهر وتعبر البلاد إلي بر الأمان، وكلما تقترب المرحلة الانتقالية علي النهاية يستشيط غضب الذين لا يرجون خيراً لمصر، لأن مصر المدنية الديمقراطية الحديثة، سيكون لها دورها المحوري الرائد في المنطقة الذي اغتاله النظام السابق علي مدار عقود طويلة من الزمن.. في مصر الجديدة التي يحلم بها المصريون سيكون القانون هو أساس كل شيء، ولا وجود أصلاً لمن يريد أن يغتال الحرية أو الديمقراطية.. وفي مصر الجديدة ستكون دولة المؤسسات هي الحاكمة.. كل ذلك يؤرق العملاء والخونة ويجعلهم يستشيطون غضباً، وتصبح مهمتهم تعطيل ذلك رضاء لغرورهم وتنفيذاً لتعليمات أسيادهم في الخارج الذين يمولونهم بالغالي والنفيس من الأموال و«الشو الإعلامي»!!
إذا كانت مؤسسات ووزارات كبري في البلد قد سقطت وتغيبت، ونجح أعداء الأمة في ذلك وزادوا بالوقيعة بين الشعب وهذه المؤسسات فليس معني ذلك أنهم يقدرون علي اسقاط وزارة الدفاع والقوات المسلحة، ذلك الحصن الوحيد المنيع الذي يذود عن الشعب في المصائب وتحفظ ما تبقي من هيبة للوطن.. إذا كان هؤلاء الخونة قد نجحوا في تغييب أجهزة الأمن الداخلية، التي لم تتعاف حتي الآن من هذه الغيبة فإن هناك فرقاً كبيراً بين الغياب الأمني وبين كسر شوكة قواتنا المسلحة الباسلة صاحبة التاريخ العسكري المشرف.. وإذا كان العملاء والخونة، قد تمكنوا من الإعلام المصري واستمالوه إلي جانبهم وتسببوا في تغييب صوت العقلاء والحكماء وأصحاب الرأي الوطني الحر، فليس معني ذلك أنهم بإمكانهم فعل ذلك مع الشرف العسكري المصري المهيب.
كل من تسول له نفسه أن ينال من قواتنا المسلحة أو مجلسها الأعلي فهو واهم ومخطئ ولا يدرك طبيعة ما يفعله، لأنها الآن أصبحت هي الملاذ والحصن الباقي داخل البلاد الذي يحفظ لها هيبتها وكرامتها.. ثم لماذا لا يلتزم الجميع بالقانون الذي يتعمدون ضربه عرض الحائط؟! لماذا الإصرار الشديد علي احداث الفوضي والفتن والقلاقل، وجر البلاد إلي ما لا يحمد عقباه؟! لقد تم تعمد تعطيل تشكيل الجمعية التأسيسية المكلفة بوضع الدستور، والآن مع قرب اجراء الانتخابات الرئاسية تتم محاولات تعطيلها وعدم اجرائها.. لماذا كلما نقترب من تحقيق هدف وطني نفاجأ بمن يتعمد التعطيل والتأخير؟!
الذين يفعلون ذلك لا يريدون خيراً لمصر ولا لشعبها، وتحركهم شهوة السلطة أو أجندات أمريكية وغربية لا تهدف في النهاية سوي مصلحة إسرائيل أولاً وأخيراً.. فمن بعد ذلك يرضي بهذه المهزلة.. ومن يرضي بهذه الكارثة؟! لا يقبل ذلك إلا خائن أو عميل أو كلب ممن يجرون وراء الحصول علي أموال الخارج.. حمى الله مصر وحفظ شعبها ووقاها شر هؤلاء الخونة الذين باعوا ضمائرهم لأصابع الصهيونية متصورين بأفعالهم الصبيانية انهم قادرون علي اسقاط هيبة الدولة المصرية!!