عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

ومات فؤاد خليل وحيداً مهموماً !

الفنان الراحل فؤاد
الفنان الراحل فؤاد خليل

خبر قصير فى كلمات قليلة، تداولته المواقع الإلكترونية مساء الإثنين «توفى الفنان الكوميدى فؤاد خليل 72 سنة، بعد معاناة طويلة مع المرض» فؤاد خليل الذى كان يسبق اسمه أحيانا لقب الدكتور لا يعرفه شباب هذا الجيل،

وخاصة أن الأضواء كانت قد انحسرت عنه فى السنوات العشر الأخيرة، لذا لابد وان تنعش الذاكرة وتذكر انه صاحب شخصية «الستامونى» مؤلف الأغانى الهابطة فى فيلم الكيف، صاحب أغنية القفا الشهيرة، التى غناها محمود عبدالعزيز فى الفيلم، فؤاد خليل بأسلوبه الخاص جدا فى الكوميديا تفجرت موهبته فى هذا الفيلم، الذى كان إحدي علامات مرحلة الثمانينيات.

شارك فى كم لا بأس به من الأفلام والمسرحيات، كانت طلته تكفى لتفجير الضحكات وخاصة عندما يعبر عن غضبه برفع خصلات شعره، المنحول من الأمام لأعلى، اضحكنا كثيرا ولكنه غادر الدنيا وهو يبكى جحود أهل الفن، وغدر الزمان، وقسوة المرض، يا الله ما هذا الارتباط الشرطى بين من يضحون الناس وبين نهايتهم الحزينة، عندما سمعت بخبر وفاته وملاباسات مرضه ونهايته، قفزت إلى ذهنى صورة يونس شلبى صاحب شخصية «بوجى» التى عشقها الأطفال، وشخصية ابن الناظر فى مسرحية مدرسة المشاغبين و«حيرم» فى مسلسل «عيون».

شاهدته فى أحد برامج قناة لايف وهو يبكى بحرقة، ودموعه تغرق وجهه وملابسه ولم أكن أتصور ان الرجل الذى أضحكنا فى أفلامه ومسرحياته يمكن ان يأتى يوم عليه لا يجد من يربت على كتفه أو يمسح دموعه أو يساعده فى محنته، كان يشكو تغير الأحوال وتقلبات الزمن، ومن ياعزيزى يأمن غدر الزمان وتقلباته، كانت الدنيا تفتح له ذراعيها ويضحك للدنيا ويضحكنا معه، وعندما بكى كان يبكى وحيدا، ويتألم وحيدا، ماهذا المصير الذى يغتال هؤلاء المضحكين.

وقبلهم صانع بهجة الكبار والصغار إسماعيل يس الذى مات مفلسا حزينا بعد عز ومجد وشهرة كان يظنها تدوم، لم ابك على ممثل مثلما بكيت على اسماعيل يس،عندما شاهدت أحد الأفلام اللبنانية الركيكة التى انتجت فى نهاية الستينيات وتذاع من حين لآخر على قناة الاوربيت، فيلم سخيف لا أذكر اسمه كان من بطولة صباح، كانت تغنى على مسرح ضمن احداث الفيلم بينما وقف إسماعيل يس فى كواليسه مثل اى كومبارس مبتدئ، الرجل الذى كان أجمل ما نذكره من ايام الطفولة ينتهى به الامر وهو يتسول لقمة

عيشه، انه المصير نفسه الذى انتهى إليه عبقرى آخر نستحضره من الذاكرة بقوة هذه الأيام هو المعلم حنفى، الذى تنزل كلمته الأرض فى كل مرة، يقسم فيها بشرفه ويبدو مسلوب الإرادة، أمام جبروت زوجته وتسلطها، عبدالفتاح القصرى الجميل، الذى اضحك طوب الارض، تنتهى حياته وقد أرهقه المرض وسلب نور عينيه ومع ذلك ظل يمارس عمله على خشبة المسرح الذى تمنى ان يموت عليه، فمات!!

ماهذا المصير التعس الذى يطارد المضحكين، هل تذكرون أجمل أعضاء ثلاثى أضواء المسرح، هذا النحيل الأسمر الذى كان يشع بهجة بمجرد نظرة من عينيه.

الضيف الذى أخذ من اسمه كونه ضيفا على الدنيا، «كتوموتو» الذى مات فى عز الشباب قبل ان يجنى ما يستحقه من نجاح وشهرة، تاركا رفيقيه فى حالة من التخبط، والصعود والهبوط الذى انتهى بأن يذهب كل منهما فى طريق، ثم أصيب جورج سيدهم بالفالج وظل حبيس مرضه وعجزه ما يزيد علي عشرين عاما، ما هذه النقمة التى تصيب هؤلاء الذين فتحوا شرايين قلوبنا من كثرة الضحك، وكأن الواحد منهم طير خرافي لا يغرد إلا وهو ينزف ثم تتوقف نبضات قلبه مع آخر تغريداته!
على فراش المرض يرقد فريق آخر من المضحكين ينتظرون كلمة النهاية يوسف داوود، المنتصر بالله، سيد زيان ولا أحد يدرى من منهم يسبق الآخر فى رحلة اللاعودة، قد يكون الموت نهاية كل حى، ولكن لماذا تصاحبه كل هذه الآلام وهو يقترب ممن ملأوا قلوب الناس فرحة ومرحا وضحكات؟؟ هل عند أحدكم أى تفسير.