عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

سناء منصور: بسقوط الإعلام المصرى..تسقط الدولة!

بوابة الوفد الإلكترونية

قدرتها على اكتشاف المواهب الشابة وشغفها بإعطاء الفرص لجيل الشباب فى كل تخصصات العمل الإعلامى جعلها عرّابة كثير من نجوم الحقل الإعلامى والفنى.. الإعلامية سناء منصور قضت سنوات فى العمل الإعلامى فى أكبر الصروح المصرية والأجنبية.

فهى تفخر بلقب (الإذاعية) على الرغم من عملها بالتليفزيون ولم لا وهى صاحبة الصوت الشجى الآخاذ الذى يأسر الأذن ويحتل الوجدان وقد لا يعلم بعض من شباب اليوم أن (الإذاعية) سناء منصور كانت تقدم فى التليفزيون المصرى برنامج (أوسكار) وساهم هذا البرنامج فى تشكيل وعى سينمائى لا بأس به لدى كثير من محبى الفن السابع فهى تهندس الكلمات والمعلومات المتعلقة بالفيلم المفترض عرضه بالبرنامج فى وقار وهدوء وعذوبة ورقة تحدثت معنا عن بدايتها فى عالم الإذاعة وأهم برامجها ومشوارها الإعلامى بدءاً من إذاعة الشرق الأوسط حتى رئاستها للقناة الفضائية المصرية التى تخرج فيها معظم نجوم الساحة.
* فى ذكرى عبدالحليم حافظ ذكريات لاتنسى فما ذكرياتك معه؟
- ليست ذكريات فقط، بل مواقف طيبة لا أنساها مدى حياتى فهو سبب رئيسى لنجوميتى منذ بداية حياتى الإذاعية، وأتذكر برنامجى ما يطلبه المستمعون بإذاعة الشرق الاوسط، وقررت أن يقدم معى البرنامج عبدالحليم أقبل وانزعج وقتذاك طاهر أبوزيد من مطلبى. وقال استحالة حليم يقبل، ووافق العندليب واقترح أن كل واحد يقرأ خطاباً ثم طلب تطوير البرنامج باستضافة ملحن يتحدث عن لحن كل أغنية وأيضاً عملنا معا سهرة فكرتها مجنونة نطلب أرقاماً عشوائية ونسألهم أسئلة فاتصل عبدالحليم ببقال وسأله إيه رأيك فى عبدالحليم حافظ، قاله هو عنده مشكلة خاتمة الأغنية وعليه يروح يتعلم من الشيخ عبدالباسط عبدالصمد ورفض حليم أن نمسح الاتصال وعبر عن سعادته برأى الناس فيه وده يؤكد أنه فنان متصالح مع نفسه.
واتصال آخر كان لطالبة فى الجامعة الأمريكية والتى أكدت له أنها معجبة بعبده السروجى وعندما كشف لها «حليم» عن شخصيته لا تبالى وشكرته بدون اهتمام، وموقف آخر لا أنساه عندما اتفقت مع نجم كبير بتقديم الفوازير معى وفجأة اعتذر لنبيل عصمت بحجة أن زوجته رفضت، فحزنت وقررت السفر للعجمى لرؤية والدتى وأنا أسير فى الشارع لقيت صوت جاى جانبى وبيقولى رايحة فين ياقردة فحكيت له مشكلتى، وعلى الفور أنقذنى من الورطة وعمل معى أجمل فوازير.
وبعدها قدمنا معا برنامج «كارت نسيان» وبدأناه بحبيبى الغالى من بعد الاشواق، وفجأة انتشرت الشائعات ان حليم يبعث لى بخطابات، يبقى فيه بينهم قصة حب وطبعاً ظهرت الحقيقة إنها طبيعة البرنامج الذى كتبه مفيد فوزى.
وعندما عملت فى مونت كارلو استعنت به فى تقديم مسلسل مع سعاد حسنى «ليلة واحدة» سيناريو أحمد صالح وإخراج العبقرى محمد علوان، وحقق نجاحاً منقطع النظير.
* نعلم أن «حليم» لم يرفض لك طلباً؟
- حقيقى حتى لو بسيط، فهو قادر على تحليل شخصية أصحابه وجدع ويرى أن نجاح الأصدقاء نجاح له وأنا ضد من يقول إنه حارب الوجوه الجديدة بالعكس كان يساعدهم ويفرح عندما يسمع صوتاً جميلاً فهو مؤمن أن الإنسان لا يخلد، فـ«حليم» أمتع الأذن المصرية رغم مرضه فصدقه الناس وأصبح بينهم حب متبادل.
وأتذكر أننى عندما أذهب لنادى الجزيرة أطلبه ليشرب معنا كوب شاى فكان يضحك ويقولى انت عايزانى علشان تتمنظرى بىّ انت وأصحابك وأنا مش هخذلكم.
> كنتِ من الشخصيات المقربة لعبدالحليم فهل تزوج سعاد حسنى كما تردد؟
- أنا كنت شاهدة على قصة الحب بينهم، فهو كان متيماً بسعاد جداً وهى أيضاً، وكان الوسط بأكمله يعرف هذه القصة ولكنها لم تكتمل وزواجه منها كان شائعة، وعندما ذهبت إلى باريس كان يبعث لى أغانيه قبل أن تذاع، وكانت الغربة تقتلنى فبقيت أسمع أغنية الهوى هوايا وأبكى حزنا على فراق وطنى.
* رؤيتك للمشهد الإعلامى، وزيادة عدد الفضائيات؟
- قالت سناء منصور إن المشهد الإعلامى ملىء بالغيوم ولا يعطى أملاً، فهو مدمر لاستقرار الوطن ويغيب عنه الشفافية والموضوعية وكل قناة بتعمل اللى هى عايزاه.
* هل إعطاء الحرية جعل الإعلام يفتح ذراعيه بلا مبرر؟
الحرية تجعل الانسان يقدم الإعلام حراً يفيد من يشاهده، وليس الخروج عن المألوف، فما اشاهده انفلات اخلاقى لايحمل اى قيم، وابسط قواعد الإعلام ممنوع الاقتراب منها الدين والجنس والامن القومى، بهذا لا نحتاج إلى وثيقة الشرف الإعلامى التى نسمع عنها كثيراً ولم تر النور.
* يرى الإعلامى أن من حقه إبداء رأيه فيما يطرح فى برنامجه؟
- من حق المذيع أن يوصل الحقيقة للمشاهد، ولا يقدم وجهة نظره، فلا يجوز أن يأخذ رأياً واحداً بل عليه رصد جميع الاتجاهات المختلفة، وما أشاهده أن المذيع أصبح زعيماً سياسياً، ولا يفرق معاه إثارة الشارع المصرى، حتى الإعلام الرسمى وأصبح معارضاً اكثر من المعارضين أنفسهم، وده بسبب مافعله ايام الثورة فأراد ان يغسل وجهه ولكن اختلط الأمر على المذيعين وكان واجباً عليه أن يساعد فى بناء الوطن.
* من خلال رصدك لتغطية البرامج للانتخابات البرلمانية، ماتقييمك لها؟
- شاهدت العجب اكتشفت مذيع الفلول والاخوانى والسلفى والثورجى ومذيعاً متمرداً على مايقدم، واختلط الحابل بالنابل وتاهت التغطية السليمة لاهم حدث برلمانى بعد الثورة، وكل قناة قدمت مايهدف مصالحها الخاصة.
* لماذا نفتقد الصوت العذب فى الإذاعة؟
- الصوت وحده لا يكفى فطريقة أداء المذيع التقليدى أصبحت لا تُعجب المستمع فيلجأ للإذاعات التى تغير أسلوب الأداء، فأيامى كانت تطلق على آمال فهمى أننى أحمل صوتاً قوياً فيه مصداقية وأيضاً حنون، ونظراً لأننا نعيش عصر الصورة والنت فالإذاعة دائماً تحتاج إلى تطوير مستمر، والتعرف على أدوات فنية عديدة لجذب المستمع، وان نبعد عن الوساطة فى اختيار المذيع، مع اختباره ثقافياً وسياسياً واقتصادياً فلابد أن يكون المذيع مثقفاً ولديه معلومات فى جميع التخصصات.
* الفرق بين عملك فى إذاعة الشرق الاوسط ومونت كارلو؟
- لكل إذاعة رونقها، لكن تعلمت من إذاعة مونت كارلو الكثير سرعة الخبر وفن طرح الأسئلة على الضيوف، وهذه الإذاعة خرجت الناس من استماعهم لبرامج طويلة إلى برامج قصيرة تحمل مضموناً وأيضاً تشد أذن المستمع، وساهمت مونت كارلو فى نشر الفن الإذاعى إلى جميع الإذاعات العربية ونقلت ما تعلمته فى باريس إلى عملى فى إذاعة الشرق الأوسط وأيضاً التليفزيون.
* حققت برامجك التليفزيونية نجاحاً كبيراً ورغم هذا وقفت لك الرقابة بالمرصاد؟
- الرقابة كانت تعترض على برامجى، وألغت لى برنامج «الكاميرا تفكر» بسبب المهندس سيد مرعى، رئيس مجلس الشعب وانتقادات الناس له، مما جعلت تماضر توفيق تشاهد مونتاج إحدى الحلقات فحيت فريق العمل وقررت إذاعته

وقالت رأيى فوق الرقابة وكنت أناقش فى برنامجى مشاكل المجتمع المصرى وأنزل بالكاميرا لسؤالهم، ففى إحدى الحلقات ذهبت للجامعة وسألت الشباب رأيكم إيه فى سيد مرعى فالجميع تساءل مين ده أول مرة نسمع عنه وانزعجت لجهل الشباب وعدم معرفتهم بأبسط الأشياء دليل أن الجامعة بعدت عن تثقيفهم ونشرت هذه المشكلة فى تقارير وحوارات إلا أن سيد مرعى أحس أننى أهنته وتوقف البرنامج.
* أثنى عليك الرئيس السادات وطالب بإعادة حلقة زيادة أسعار اللحمة؟
قدمت تحقيقاً عن ارتفاع أسعار اللحمة، وطلب الرئيس الراحل أنور السادات من همت مصطفى، رئيس التليفزيون، إعادة الحلقة لإعجابه بطريقة تناولى لها، وطلب منى أن أواصل الحلقات حتى تراجعت الأسعار وعادت اللحمة لسعرها القديم.
* هل هذا يؤكد أن الروح الحلوة ساعدت فى نجاح التليفزيون؟
- بشكل كبير جميع القيادات كانت تساعد الشباب وتعلمهم أصول المهنة، ومعظمهم حصلوا على منح خارجية وعادوا للتليفزيون ونقلوا ماتعلموه إلى الشاشة وأيضاً الإدارة.
* هل اختلفت هذه الروح فى الإعلام؟
الإعلام تغير بشكل كبير زادت عدد القنوات والإذاعات والفضائيات وانطلق الإعلام الموازى عبر الإنترنت، وكثرت الاعتصامات فى التليفزيون من أجل الزيادات، ولكن مايحزننى ألا يوجد أحد ينظر إلى الشاشة، كنت أتمنى أن نصنع نهضة إعلامية جديدة بعد الثورة والاستفادة من المبدعين الحقيقيين فى التطوير، والمؤسف أن الاعتصامات تجعل القيادات تلهث وراء حل المطالب وتشغلهم عن عملهم الحقيقى فى اكتشاف الكوادر.
* علقت الإعلامية اللبنانية مى شدياق فى حوار معى أن التليفزيون المصرى طارد للكفاءات وأنه غير قادر على صناعة النجم التليفزيونى ما تعليقك؟
- فى ظل هذه الظروف اتفق معها، ولكن علينا أن نضع خطة سريعة لإنقاذ ماسبيرو وننتهى من اللائحة حتى يستقر الوضع ويجعل الجميع يعمل لصالح الوطن أولاً وأخيراً، واطالب وزير الإعلام بالاستعانة بخبراء يضعون استراتيجية لتوظيف كل فى مكانه والاستفادة من العدد الهائل فى جميع مجالات الإعلام، وأن يعود الإعلام مصدراً لبرامجه وليس مستورداً، والعمل على تطوير معهد الإذاعة التليفزيون أن يبذل جهداً فيه لتدريب وتأهيل العاملين على أحدث الوسائل الإعلامية، وإعادة المنح التعليمية فى الخارج لصناعة النجم التليفزيونى.
* هل هناك مؤامرة على الإعلام المصرى ويريد البعض إسقاطه؟
- سقوط الإعلام المصرى هو سقوط الدولة، ويوجد البعض الذى يتمنى كتابة نهاية ماسبيرو حتى يحصل منفردا على الاعلانات ويكون هو الوحيد على الساحة، والحقيقة أن الإعلام الرسمى يخلق توازناً بين الفضائيات ووجوده مهم خاصة فى الفترة المقبلة، فهو تحول من إعلام الحزب الوطنى إلى إعلام الشعب وعلينا ان نساعده ليعود مرة اخرى لمكانته فأولاده هم الذين صنعوا الإعلام العربى والخاص، واثق انه سيعود قويا إن شاء الله.
* هل تؤيدين الآراء التى تطالب بإلغاء وزارة الإعلام؟
- كان من الممكن ان يتم ذلك من قبل أن تصل الأعداد إلى 45 ألفاً فلابد من وجود وزير يبحث عن حلول للمبنى مع إنشاء مرصد إعلامى لتنظيم البث فى وجود الوزارة وبعد أن تستقر الأوضاع ويقف الإعلام على رجليه من الممكن النظر فى إلغاء الوزارة.
* تتلمذت على أيدى الأستاذة أمينة السعيد ومصطفى أمين وعملت فى الصحافة وتركتها من اجل الإذاعة، ما الاستفادة التى عادت عليك من كل هذه الخبرات فى إدارتك للفضائية المصرية؟
تخرجت فى كلية آداب قسم صحافة وعملت فى الصحافة ثم الإذاعة والتليفزيون واستفدت كثيراً من عملى فى مجال، كما أننى عملت فترة فى التليفزيون الفرنسى فحاولت أن انقل معرفتى بفن الإدارة إلى القطاع الفضائى وجعلت الفضائية رقم واحد فى المشاهدة وكنا ندر الإعلانات سنوية 49 مليون جنيه والنايل تى فى 8 ملايين وخرج من الفضائية أسماء أصبحوا نجوماً فى السينما والإعلام وحاولت بمجموعة العمل أن أصنع شاشة جديدة على المشاهد فأعجب بمحتواها داخليا وخارجياً.
* ما رأيك فيها الآن؟
- يوجد بالفضائية أساتذة فى جميع التخصصات وأثق فيهم أنهم يحملون على عاتقهم نجاح القناة ولكنى أكون كاذبة لو قلت أنى أشاهدها فمعروف عنى عندما اترك مكاناً لا أتابعه حتى لا أحزن على ما بذلته من جهد فيه أو غير من تفوقه من بعدى.
* هل حققت سناء منصور كل أحلامها؟
- مازال بداخلى عطاء فأنا لا أؤمن بسن التقاعد فالإنسان قادر على العمل فطول حياتى افنى نفسى لنجاح المكان الذى أشرف عليه وجاء الوقت لكى احقق طموحى الشخصى.