رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

عادل القاضي و"أخلقة" الصحافة

فارق كبير بين الصحفي ذي الاخلاق الذي يلتزم بالمصداقية وعدم الفبركة في كل ما يكتب ، والذي يبغي من وراء ما ينشره الخير .. و"أشباه الصحفيين" الذين يعيشون في أوحال الكذب حتي يصدقون أنفسهم !

من النوع الأول الذي تشرفت بمعرفته وشاهدته وهو يضحي بمنصبه العال وراتبه الكبير في احدي الصحف الخاصة خشية أن يكون مصدره أموال مشبوه لبعض رجال الاعمال ، هو أخي وحبيبي وصديق العمر عادل القاضي الذي يمر اليوم عام علي وفاته (25 أبريل 2011) .
توفاه الله في هدوء كما عاش في هدوء، وكأنه – سبحانه – أراد أن يريحه من هذه الدنيا القاسية التي عاني كثيرا فيها وكنت اسمعه يشكو من تقلب أخلاق بعض الصحفيين ، ولهذا كان حريصا علي زرع هذه الخصال الحميدة في شباب الصحفيين باعتبارهم معيار المهنية لا الفبركة وإدعاء معارك صحفية وهمية واختلاق أكاذيب ليقال أنه الصحفي الفلاني "واصل" ومصادره كثيرة وهو كاذب !! .
كان بشوش الوجه لا يرد لأحد طلبا .. يقف بجانب الجميع ويساندهم ويساعدهم متمسكا بأخلاق الاسلام الحقة ، لا تغريه المناصب ولا المال الكثير وعلي العكس كانت المناصب هي التي تأتي إليه وهو لا يقبل إلا ما يراه متسقا مع أخلاقه ومصداقيته ، حتي ولو أضطره الأمر أن يسافر مئات الأميال للدول العربية ليعمل هناك طالما لم يجد الجو الصحي للعمل الصحفي في مصر بعدما أغدق النظام السابق علي عملائه والمطبلين له العطايا وأضطهد المخلصين !.
كنت أراه دوما وشفتاه تتحركان ، وكنت أتصور في البداية لجهلي أنها حركة عصبية ، ولكني أيقنت لاحقا أنه دائم التسبيح لله حتي وهو يتحدث مع أي إنسان لا يتوقف عن التسبيح !.
وكان حريصا علي تعليم ابناءه أخلاق الاسلام السمحة وأنه لا يجب رد الاساءة بإساءة ولكن بالحسني فهذا ما يلين القلب المتحجر ، ولهذا ترك ذرية

نحسبها علي خير من الأبناء المتفوقين الأبرار ، وزوجة صالحة صابرة اتخذت القرآن أنيسا حتي يجمعها الله مع زوجها الصالح في الجنة إن شاء الله .
كنت أتمني أن تخصص نقابة الصحفيين في ذكري وفاة (عادل القاضي) العطرة جائزة لـ "أخلاق الصحافة" تخصص باسمه لأن أخلاق المهنة لا تنفصم إطلاقا عن "المصداقية المهنية" ، وأن يكون هناك توجها أكبر لـ "أخلقة الصحافة" بعدما تزايد عدد الكذابين والمفبركين من الصحفيين هذه الأيام بعد ثورة 25 يناير خصوصا في صحف بعض رجال الأعمال المشبوهين ،رغم أن الجميع توقع إزاحة هؤلاء الكذابين بالتخلص من فلول النظام السابق من الصحفيين !.
عادل القاضي هو نموذج للصحفي الشريف الذي عاش ومات من أجل هدف مدافعا عن الأخلاق والأمانة الصحفية.. وأشهد امام الله أنه أنتصر لدينه ورفض المال والمنصب ، حتي أنه طلب يوما ما مساعدتي في الانتقال لموقع إسلام أون لاين بدلا من منصبه الكبير في صحيفة المصري اليوم التي كان أحد مؤسسيها ولكنه غادرها لنشرها إعلانا عن الخمور أثار ضجة وقتها واستقال معه رئيس التحرير حينئذ انور الهواري.
رحم الله عادل القاضي فقد زادتني معرفتي به مزيدا من التمسك بالحق والصدق وأخلاق المهنة بعدما تصورت أنها غير موجودة !