عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

صحف عربية: مصر تكتب تاريخها

لا صوت يعلو فى الصحف الصحف العربية على صوت نجاح الثورة المصرية فى اجبار رئيس البلاد حسنى مبارك على التنحى وترك زمام الأمور للمجلس الأعلى للقوات المسلحة تدير البلاد فى فترة انتقالية .

صحيفة السفير اللبنانية كتبت "ها هم فتية مصر يعيدون إليها الروح، ويستعيدون الوطن العربي من ليل القمع والخرافة والتيه عن هويته، ويتقدمون بها وبه على طريق الغد الذي سُرق منها ومنهم لزمن مفتوح على الخيبة والشعور بالعجز عن التأثير.. وسنؤرخ بالفجر الجديد الذي انبثق عفياً من قلب ليل الثاني عشر من شباط ـ فبراير ـ 2011، بوصفه موعداً مع الدخول إلى العصر.
ها هم فتية مصر يعيدون الاعتبار والمعنى إلى كلمات ابتذلها من استخدمها زوراً ليغطي طغيانه: الحرية، الديموقراطية، كرامة الشعب، إرادة الأمة، وينجزون ـ خلال عشرين يوماً ـ ما عجزت أحلام آبائهم عن إنجازه خلال ثلاثة عقود، بل أربعة إذا ما استذكرنا بيع دماء المجاهدين رخيصة في سوق نخاسة الصلح المنفرد مع العدو الإسرائيلي.
واستمرت " لم يحملوا من السلاح إلا إرادتهم وعلومهم وفقرهم ومعاناتهم من أجل الخبز مع الكــرامة. لم ينشــئوا ميليشيا، وهم أبناء الدولة التــي بدأ بها ومعها عصر الدول، لم يخرّبوا المؤسسات العامة التي كان الطغيان قد أفرغها من دورها في خدمة أصحابها الشرعيين. لم يدمّروا المنشآت الخاصة وهــم يعرفون أنها حصيلة نهب عـرق جباههم. لم يتشدقوا بشعارات طنانة وفخمة الإيقاع. لم يزعموا أنهم سيغيّرون الكون. قالوا فقط: نحن هنا، نريد استعادة وطننا ودولته. تنادوا فتلاقــوا فأكدوا حضورهم فإذا حكم الطغيان يتهاوى بعدما عصى جيش الشعب رغبته في الانتقام والتدمير... وإذا جبروت الطاغية يتهاوى كبيت من قش أمــام صمودهم العظيم صفاً واحداً. لم يوحّدهم حـزب ولا جماعة ولا جبهة مدوية الشعارات في فراغ القــدرة. نادوا بعضهم بعـضاً فـإذا هـم الشـعب كله.
غرق فرعون وتنحى مبارك
بدورها استعادت صحيفة الشروق الجزائرية ذاكرة التاريخ وكتبت أنه يوم الجمعة هو نفس اليوم الذى غرق فيه فرعون وسقط فيه مبارك
وأوضحت أن مراسل الشروق في مصر قال، إن ميدان التحرير تحول إلى ما يشبه العرس مباشرة بعد أن أذاعت شاشة قناة الجزيرة المثبتة في الميدان، خبر تنحي مبارك، حيث تعالت الزغاريد والهتافات، وأذرف الكثير من الحاضرين دموع الفرح وعانق بعضهم بعضا، احتفاء برحيل الطاغية، الذي حكم البلاد‭ ‬بالحديد‭ ‬والنار‭ ‬منذ‭ ‬أزيد‭ ‬من‭ ‬ثلاثين‭ ‬سنة‮.‬
ورأت الصحيفة أن مبارك لم يكن ينوي مغادرة كرسي النظام، لولا اشتداد الخناق عليه، سيما بعد أن تمكن المتظاهرون المطالبون برأسه، من الوصول إلى قصر الرئاسة في مصر الجديدة ومحاصرته في ما سمي "جمعة التحدي"، بعد أن تمكنوا أيضا أمس، من السيطرة على مبنى التلفزيون قبل ذلك السيطرة على مبنى قصر الحكومة ومنع موظفيه من الالتحاق بمكاتبهم، إلى جانب محاصرة كل من مبنى مجلس الشعب ومبنى مجلس الشورى، إضافة إلى عدد من الوزارات، الأمر الذي شل كافة مفاصل الدولة، بشكل عجز معه الجيش من أن يتدخل وينقد نظام مبارك من الانهيار.
رموز‭ ‬النظام‭ ‬تتداعي
ولفتت الشروق إلى تداعى كل أركان النظام البائد، فقبل دقائق من إعلان سقوط مبارك تحت ضغط الشارع، قال حسام بدراوي الذي عين قبل أيام معدودة، من قبل مبارك أمينا عاما للحزب الوطني الديمقراطي الحاكم،‭ ‬خلفا‭ ‬لصفوت‭ ‬الشريف‭ ‬المقصى‭ ‬رفقة‭ ‬جمال‭ ‬مبارك،‭ ‬نجل‭ ‬الرئيس‭ ‬المخلوع،‭ ‬وبرر‭ ‬بدراوي‭ ‬قرار‭ ‬تنحيه‭ ‬بما‭ ‬اعتبره‭ ‬حاجة‭ ‬البلاد‭ ‬إلى‭ ‬أحزاب‭ ‬جديدة‮.‬وقال‭ ‬بدراوي‭ ‬لقناة‭ ‬الحياة‭ ‬التلفزيونية‭ ‬الخاصة‭ ‬إنها‭ ‬استقالة‭ ‬من‭ ‬المنصب‭ ‬ومن‭ ‬الحزب،‭ ‬مضيفا‭ ‬أن‭ ‬تشكيل‭ ‬أحزاب‭ ‬جديدة‭ ‬بطريقة‭ ‬جديدة‭ ‬تعكس‭ ‬التفكير‭ ‬الجديد‭ ‬أفضل‭ ‬للمجتمع‭ ‬في‭ ‬المرحلة‭ ‬الراهنة‮.‬
بدورها أبرزت صحيفة الراية القطرية فرحة المصريين بهذا الأنتصار التاريخى لثورتهم وأجرت لقاءات مع بعض من انطلق الآلاف من ابناء الجالية المصرية في قطر في مسيرات احتفالية بسقوط نظام مبارك. وقالت أن تحول كورنيش الدوحة والشوارع الرئيسية الى كرنفال احتفالي لأبناء الجالية المصرية الذين رفعوا الاعلام المصرية ورددوا الهتافات الوطنية المرحبة بنجاح الثورة التي قادها الشباب في 25 يناير الماضي واستمرت 18 يوما ، والتي شهدت سقوط أكثر من 300 شهيد برصاص الشرطة المصرية وإصابة آلاف آخرين خرجوا للمطالبة بالحرية والتنديد بالفساد والدعوة لرحيل
النظام المستبد.
وأكد ابناء الجالية المصرية لـ الراية الأسبوعية أنهم تنفسوا الصعداء بعد ان رضخ مبارك اخيرا تحت ضغط الجماهير الغاضبة وتنحى عن الحكم، بعد ان قدم التنازلات واحدا تلو الآخر دون ان يلبي طموحات الملايين الغاضبة التي تطالب برحيله عن الحكم.
وثمن المصريون الدور البطولي الذي قامت به قناة الجزيرة لنقل الحقيقة للشعب المصري والعالم، وتصوير تطورات الأحداث لحظة بلحظة دون أن تثنيها هجمات النظام المصري بإغلاقه مكتب القناة، ومنع طاقمها من نقل الاحداث، واطلاق العشرات من القنوات الحكومية والمتواطئة مع نظام مبارك لنشر الشائعات والاتهامات الكاذبة للنيل من مصداقية القناة.
وقالوا إن الولايات المتحدة الأمريكية كانت تحلم بشرق أوسط جديد وجاء ذلك على لسان رئيسها السابق جورج بوش وأثبتت شعوبنا أن الشرق الأوسط الجديد الذي تحلم به أمريكا لن يتحقق ولن يكون أبدا فإرادة الشعوب العربية صنعت هذا الشرق ولكن بطريقتها الخاصة من دون تدخل الولايات المتحدة في تونس أو جمهورية مصر العربية مؤكدا أن تاريخ العرب يثبت أنهم أمم كانت من أشد الأمم التي لا تهاب ولا تخاف إلا أن انظمتنا العربية الفاسدة خلقت جيلا يخاف من التغيير مشيرا إلى أنه متفائل أن جميع القضايا العربية العالقة وخصوصا القضية الفلسطينية سيتم حلها وستأخذ الشعوب حقها الكامل في تحديد مصير هذه القضية في حال قيام العدو الصهيوني بالاعتداء على إخواننا في فلسطين..
مؤكدين أن الكيان الصهيوني سيفكر ألف مرة قبل أن يخطو أي خطوة ضد مصلحة الشعب الفلسطيني لأنه تأكد أن الشعوب العربية تصنع إرادتها بالافعال وليست بالمظاهرات الاستنكارية.
مصر تكتب تاريخها
وفى افتتاحيتها كتبت صحيفة الثورة السورية يسطر المصريون الصفحات الأولى من تاريخهم الحديث بعد أن اختطفته سنوات القحط السياسي والإملاء الخارجي، وعقود الإذعان أكثر من ثلاثين عاماً خلت.
وأن مصر اليوم غير مصر الأمس.. وتفصح عن وجهها الحقيقي.. تستعيد دورها المصادر إقليمياً وعربياً، وتفتح بواباتها المغلقة منذ عقود، لتعلن حضورها المنتظر.‏
هكذا عبر المصريون عن إرادتهم، وهي تتحقق بكفاحهم وثباتهم، لم تنفع كل محاولات الالتفاف والتراجع والانكفاء إلى أن كانت اللحظة التي ناضلوا من أجلها طوال ثمانية عشر يوماً من الصبر والمواظبة والصمود، وانتظروها منذ عقود طويلة.‏
وتابعت :هذه هي مصر تستعيد نفسها بصدق اللحظة وبنبض جماهيرها وبإرادة شعبها، لتعيد رسم خريطة المنطقة التي تستعد اليوم لتستقبل مصر بوجهها الجديد التي اشتاقت إلى موقعها، واشتاق إليها دورها.‏
مصر تكتب تاريخها بسواعد أبنائها، بصوت حناجرهم وهتافاتهم، بتضحياتهم، بصمودهم وثباتهم، ومع كتابة هذا التاريخ، تُعاد كتابة التاريخ العربي الذي نطمح إليه ونراهن عليه ونعمل من أجله لحظة بلحظة وكلمة بكلمة وموقفاً بموقف، وسطراً بسطر.‏
عاشت مصر حرّة أبية مستقلة.. عاشت إرادة شعبها، وهنيئاً للمصريين بانتظار خلاصهم من حقبة الارتهان، ومن عقود الإذعان.. ومن سنوات القحط البغيضة، ومن قيود الانعزال.‏