رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيسا التحرير
ياسر شورى - سامي الطراوي
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيسا التحرير
ياسر شورى - سامي الطراوي

"التوحد" يلاحق بارون ترامب "طفل أمريكا الأول"

عائلة ترامب
عائلة ترامب

بارون ترامب، الابن الأصغر للرئيس الأمريكي الجديد، دونالد ترامب.. طفل تبدو البراءة على ملامحه والعفوية في ردود أفعاله، لم يتعدَ السنوات العشر من عمره، وقد يكون المدلل لأنه "آخر عنقود" عائلة ترامب من زوجته الحالية ميلانيا.

 

كل هذه الصفات إضافة لكونه ابن رئيس إحدى وأهم الدول على مستوى العالم، تجعله محط أنظار وترقب الكثيرين.. خصوصًا أنه ينتمي لعائلة "ترامب"، تلك العائلة الطموحة التي بدأها الجد "فريدريك" من مهاجر شريد قادم إلى أمريكا، وانتهت برئاسة حفيده، دونالد، للولايات المتحدة.

 

 لذا ليس من المستبعد تمامًا، أن يكون بارون حاملًا جديدًا لشعلة طموح تلك العائلة.. إلا أن شبهات الصحة النفسية باضطراب التوحد تحوم حول ذلك الطفل بقوة، خصوصًا بعد ظهور تصرفات غريبة عدة في حفل التنصيب الرئاسي لوالده.

 

مَنْ بارون ترامب؟

بارون هو الابن الأصغر لترامب من زوجته الثالثة ميلانيا، سنه 10 سنوات، ولد يوم 20 مارس عام 2006، يدرس بارون بمدرسة "كولومبيا جرامار أند بريباراتوري سكول" بمنهاتن، نيويورك، حيث قررت والدته عدم الانتقال للبيت الأبيض مع ترامب حرصًا على استقرار الطفل خلال العام الدراسي.

بارون لديه أخوات غير أشقاء من زوجات أبيه السابقات، هم: تيفاني ودونالد الابن وإيفانكا وإريك، وينحدر بارون من أصل إسكتلندي ألماني من ناحية عائلة والده، ومن أصل سولفيني من ناحية عائلة والدته، لذا يتقن كل من اللغات الإنجليزية والسلوفينية.

 

ما هو التوحد؟

التوحد هو أحد الاضطرابات النفسية التي تؤدي لضعف التفاعل الاجتماعي، خصوصًا عند الأطفال، ويصاب به الأولاد بين أربعة إلى خمسة أضعاف إصابة البنات، وعادة ما يلاحظ ذلك الاضطراب خلال العامين الأولين من حياة الطفل.

تقول مجلة "الطبية" للـ"التوحد واضطرابات النمو"، الصادرة عن المكتبة الوطنية الأمريكية للطب، إن الاضطراب يتميز بثلاثة أعراض مجتمعة، ضعف في التفاعل الاجتماعي، وضعف في التواصل، واهتمامات وأنماط سلوكية مقيدة ومتكررة. 

يتسم الأطفال المصابون بالتوحد بالأداء  الأسوأ في الاختبارات التي تعتمد على الوجه والانتباه للانفعالات والمشاعر، وأكدت تقارير أن الأشخاص المصابين بالتوحد شاركوا بأعمال عنف واستعداء للآخرين.

وتشير الإحصاءات الصادرة عن وكالة "مراكز مكافحة الأمراض واتقائها" (CDC)، التابعة لـ"وزارة الصحة الأمريكية" حول اضطراب التوحد أن 1 من كل 68 طفلًا أمريكيًا أصبح عرضة للإصابة بالتوحد، وهو ما يعتبر زيادة في المعدلات الأمريكية بمقدار 10 أضعاف خلال الأربعين عامًا الأخيرة.

وتؤكد دراسات أن 1 من كل 42 ولدًا عرضة للتوحد، مقابل 1 من كل 189 بنتًا في الولايات المتحدة، ويصيب مرض التوحد أكثر من 3 ملايين شخص داخل الولايات المتحدة، حيث تؤكد الحكومة أن معدلات الانتشار زادت على مدار السنوات الأخيرة بنسبة من 10% إلى 17%.

 

 

شبهات توحد

لفت بارون، النجل الأصغر لرئيس أمريكا، أنظار الحضور يوم حفل تنصيب والده، حيث بدت عليه بعض علامات العصبية والانزواء وأحيانًا التصرف بعجرفة وحدية مع والديه، يرفض مصافحة الأشخاص ويجلس صامتًا في معظم الأحيان، حيث وصفه البعض بأنه طفل متململ وصعب الإرضاء، وأرجع البعض سلوك يوم الحفل ربما للإجهاد المعتاد أثناء تجهيز حفلات التنصيب، على رغم أنه لم يكن أحد الأشخاص المعتمد عليهم في ترتيب أمور هذا الحدث.

وباجتماع الشواهد والمواقف المتفرقة التي ظهر فيها ترامب بسلوك غريب، أشارت مصادر من خلال تقارير الصحافة الأمريكية إلى أن بارون قد يكون مصابًا باضطراب "التوحد"، وفقًا لمواقف عدة مثيرة للجدل ارتكبها "بارون"، على رغم البروتوكول وعدسات الكاميرات في يوم حفل التنصيب، وهي كالآتي:

أولًا: عدم الاهتمام بيوم تاريخي في حياة الأسرة، حيث لفت بارون الأنظار، حيث لوحظ عدم اهتمامه بلحظة إلقاء والده للقسم وانشغاله بجهاز "جيم بوي" وظهوره أثناء التثاؤب في بعض اللقطات، وفي أثناء العرض العسكري، ظهر بارون أثناء تناول أكواب متتالية من القهوة وعدم اهتمامه بما يدور.

 

 

ثانيًا، لغة الجسد، حيث تداول نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي، مقطع فيديو يظهر فيه بارون أثناء التصفيق بشكل غريب، حيث يصفق من دون أن تلامس أي يد الأخرى. وظهر أثناء ممارسة حركات على  مقعده بشكل غير طبيعي أثناء وجوده في الحفل، علاوة على طريقة المشي غير المنتظمة، بحيث يميل على جانبه الأيسر تارة وعلى جانبه الأيمن تارة أخرى، ومن الأعراض التي يؤكد عليها أطباء علم النفس، أن إصابة الجسد مثل عض الجلد ودبس العينين هي أبرز مظاهر "المتوحد"، وقد ظهر بارون أثناء تكرار حركة عض الشفائف وتشنج العينين أكثر من مرة في يوم الاحتفال.

 

 

ثالثًا، رفض الملاطفة من أبويه، حيث رفض بارون أمه عندما حاولت الإمساك به أثناء السير باحتفالات التنصيب واتجه بعيدًا عنها، في لقطة أخرى على مسرح الاحتفالات، حاول ترامب أن يربت على كتف نجله، إلا أنها كانت محاولة من دون جدوى وابتعد الطفل عنه سريعًا.

 

 

 

رابعًا، افتقاده للتواصل الاجتماعي السليم، في لقطات أخرى ظهر بارون بوجه يبدو تائهًا وغير منتبهٍ لما يدور حوله في إحدى لقطات يوم الحفل بوجه مصمت من دون أي ابتسام أو حتى عبوس، وفي إحدى اللقطات كانت هناك محاولة من نائب الرئيس مايك بنس الاقتراب منه ومصافحة يده، إلا أن الطفل لم يهتم للأمر وأشاح بنظره بعيدًا.

 

 

الطب النفسي: بارون قد يكون حالة متأخرة

 

أكد الدكتور جمال فرويز، استشاري الطب النفسي وأمراض المخ والأعصاب، أن التوحد مرض نفسي في صورة اجتماعية، وأوضح أن العلامات الظاهرة على مريض التوحد تتضمن أولًا، حالة من الذكاء الحاد وتفوقًا في مواد مثل الحساب وإتقان اللغات الأجنبية، يفتقد القدرة على التواصل الجيد مع الآخرين، لا يجيد الاتصال بالعين ويتميز بحبه لألعاب معينة من دون الأخرى ويبتعد عن الناس أحيانًا وينفر منهم وذو مزاج متقلب.

وبسؤاله عن الأعراض الظاهرة على الطفل بارون ترامب، أوضح فرويز أنه من المحتمل أن يكون لديه مرض التوحد، أو على الأقل بعض "السمات التوحدية"، حيث أوضح أن مريض التوحد يكون لديه غالبًا فرط في الحركة وقصور في الانتباه، وأحيانًا يكون لديه طريقة مشي مختلفة عن البشر مثل الميل قليلًا إلى اليمين أو اليسار وهو شخص يتسم بحركات تكرارية في تعبيرات وجهه.

 

كما أكد أستاذ الطب النفسي أن مرض التوحد ليس له مسبب مباشر، ولا يمكن التنبؤ به، ويولد به الطفل، أي أنه

لا يحدث بعد عارض أو حدث معين في حياة الشخص، ولا يوجد أي أسباب جينية تؤدي له، وليس له علاقة بسن الإنجاب لدى الأم أو الأب، على أساس المزاعم التي كانت تفترض أن إنجاب ترامب لبارون في سن الستين قد يكون له علاقة بمرض التوحد.

 

وأرجح فرويز أن هذا المرض غالبًا يرتبط بعادات غذائية غير سلمية للأم وأحيانًا يسببه أنواع معينة من الأمصال العلاجية، وفي الغالب يرجع حدوث ذلك المرض بسبب استعداد الجينات لدى الشخص حتى وإن لم يكن هناك تاريخ مرضي يشير إلى ذلك بين أفراد عائلته.

وأشار فرويز إلى أن الطفل الذي يعاني من التوحد قد يواجه صعوبة بالغة في الدراسة، وقد يشهد انتكاسة إذا تم تغيير مكان دراسته لأنه بطبعه شخص يكره التغيير ومنظم جدًا.

 

توحد بارون.. أمر غير مؤكد وغير منفي من عائلة ترامب

انتفضت سيدة أمريكا الأولى ووالدة بارون، ميلانيا ترامب، عندما نشر فيديو على موقع يوتيوب في يوم 11 نوفمبر الماضي يتهم ابنها بإصابته بالتوحد، وهددت أنها لن تسمح بالمساس بابنها الوحيد، سواء من قريب أو بعيد، ما دعا أولياء أمور الأطفال المصابين بالتوحد للتضامن معها عبر وسائل الإعلام، أكد جيمس هانتر، الشخص الذي قام بنشر الفيديو أنه تلقى تهديدًا من عائلة ترامب بمسح الفيديو، وبرر نشره بأنه أراد التوعية لمرض التوحد.

من جانب آخر، أكدت الممثلة روزي أودونيل أن "بارون" طفل مصاب بالتوحد نظرًا لاكتشافها أعراض التوحد بطفلتها داكوتا ذات السنوات الثلاث.

وفي يوم 28 مارس 2014، كان ترامب نشر تغريدة على حسابه الخاص بتويتر تتحدث عن معاناة الأطفال من "الأمصال" دون أي جدوى للعلاج في حالات مثل مرض "التوحد". وفي 17 سبتمبر 2015، أثناء إحدى المناظرات الرئاسية المذاعة على قناة سي إن إن، تحدث ترامب عن التوحد قائلًا إنه "أصبح وباءً متفشيًا" خلال السنوات الأخيرة، منددًا بما يتعرض له الأطفال من معاناة مع جرعات الحقن الكبيرة، وأكد أنه "رأى بعينه" معاناة الأطفال من ذلك.

 

 

ومن الصفات المتأصلة في الشخص المصاب بالتوحد، أنه يتقن بمهارة العلوم المتعلقة بالمهارات البصرية والفكرية، مثل الحاسب الآلي وحساب الرياضيات، حيث أشارت أمه ميلانيا في أحد الحوارات الصحفية إلى أن المواد المفضلة لدى بارون في المدرسة هي "العلوم وحساب الرياضيات". وفي إحدى المناظرات الرئاسية بين ترامب وكلينتون، في سبتمبر العام الماضي، أكد أن نجله "ماهر في التعامل مع الحواسيب الآلية بشكل لا يصدق".

وعن موقف والدته، أكدت ميلانيا ترامب في حوار على قناة سي إن إن أنها ستضع على رأس أولوياتها كسيدة أمريكا الأولى، مكافحة "البلطجة الإلكترونية" وتوعية الأطفال بالمخاطر السلبية لمواقع التواصل الاجتماعي على الأطفال.

 

 

وكان بارون تعرض لسخرية واسعة من مواقع التواصل الاجتماعي بعد ظهور المقاطع التي تشير إلى غرابة سلوكه، وهو ما قد يكون سبب أن ميلانيا ترامب تنازلت عن وجودها في البيت الأبيض بواشنطن كي تبقى إلى جانب نجلها بمدينة نيويورك حتى نهاية العام الدراسي لحمايته من العنف، أو لسبب يتعلق برفض بارون تغيير المكان وهو أحد أشكال "مقاومة التغيير" للشخص المصاب بالتوحد.

كانت ميلانيا ذكرت أن غرفة بارون، نظيفة وبيضاء ومرتبة دائمًا ويفضل اللعب بداخلها بمفرده وهو ما قد يكون له صلة بمتلازمة "الاضطراب القهري" لدى الأشخاص والمرتبط بترتيب وتنظيم الأشياء المحيطة به على هيئة أكوام وصفوف.

 

 

تعليقات التواصل الاجتماعي

من جانب آخر، كانت تعليقات رواد مواقع التواصل الاجتماعي حول سلوك الطفل، تدور حول أنه ربما يكون طفلًا عصبيًا أو لديه طاقة زائدة بجسده، أو قد يكون غير مهذب، وبعض آخر رجح أن كل تلك المواقف عادية بالنسبة لطفل مقبل على سن الحادية عشرة وفي طور الانتقال من مرحلة الطفولة إلى المراهقة.

 

 

إلا أن هناك بعض التعليقات التي أكدت تشابه حالة بارون مع أشخاص مصابين بالتوحد، حيث قالت "ريان سكالا" في تغريدة على موقع تويتر "لدي أخ يعاني من التوحد وبارون يشبهه في الكثير من سلوكياته"، وقال أحد المغردين، "إن الذين يسخرون من بارون لا يدركون حقًا معاناته من حالة توحد شديدة".