عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

ليالي‮ ‬الأنس.. في‮ ‬رومانيا‮..!‬

الناخبون عزلوا "فلول" النظام السابق، وأخرجوهم من المرحلة الأولى لانتخابات مجلس الشعب بدون مقاعد تقريبا.. بينما يصر من يديرون البلاد على تمكينهم في وزارة "الإنقاذ!" التي أسندوا تشكيلها إلى شريك أصيل ورئسي ـ طوال عشرين سنة على الأقل ـ في "مخططات" الفساد والإفساد.

الشعب يحاول.. والقابضون على السلطة يقاومون بشدة وعنف.
لم نكد نفرح بصدور حكم محكمة القضاء الإداري بالمنصورة بعزل فلول الوطني‮ حتى صدر حكم الإدارية العليا بوقف تنفيذ الحكم‮..!‬
ولم نكد نشير إلي أن اللجوء للقضاء طريق بديل لتنفيذ مطالب الثورة،‮ ‬حتى اصطدمنا بحائط له نفس ملامح حائط اليأس‮..‬
وبعد الوقت بدل الضائع،‮ ‬صدر قانون إفساد الحياة السياسية،‮ ‬مخالفا للتشريعات العقابية ومليئا بالعبارات المطاطة ولم‮ ‬يحدد ماهية إفساد الحياة السياسية وشروطه وأركانه‮.‬
والأكثر من ذلك أن تطبيقه‮ ‬يحتاج وقتا طويلا،‮ ‬يكون من أفسدوا الحياة السياسية في‮ ‬الثلاثين عاما الماضية قد أفسدوها لمائة سنة قادمة‮!‬
وقد لا‮ ‬يتم تطبيق القانون قبل أن‮ ‬يظهر كليب جديد‮ ‬يسرق فيه عمرو مصطفي‮ '‬كما جرت العادة‮' ‬لحن فريد الأطرش،‮ ‬ليغني‮ ‬ومعه أصدقاؤه‮: "‬ليالي‮ ‬الأنس في‮ ‬رومانيا‮"..!‬
‮.............‬
بقاء رجال النظام السابق في‮ ‬أماكنهم،‮ ‬واحتلال آخرين منهم لمواقع جديدة،‮ ‬يعيدنا إلي صيغة الصفقات التي‮ ‬عقدها إيوان إيليسكو مع المنتمين لنظام نيكولاي تشاوشيسكو،‮ ‬ديكتاتور رومانيا الذي‮ ‬أطاحت به ثورة‮ ‬1989‮ ‬وأعدمته هو وزوجته‮. ‬
بعد أن تمكنت الثورة في‮ ‬خلال أسبوع،‮ ‬من الإطاحة بالديكتاتور،‮ ‬عمّت الفرحة أرجاء العاصمة بوخاريست وكامل أراضي‮ ‬البلاد،‮ ‬وخرج الثوار ليقيموا الأفراح ابتهاجا بانتصارهم وإسقاطهم للديكتاتور‮. ‬
غير أن الأجهزة الأمنية الموالية للديكتاتور استمرت لشهور طويلة في‮ تنفيذ سيناريوهات نشر الرعب في‮ ‬قلوب الشعب الروماني،‮ ‬‬فهاجموا‮ "‬مبني الإذاعة والتليفزيون" ‬و"الجامعات‮" ‬والعديد من الأماكن الحساسة في‮ ‬البلاد،‮ ‬ونجحوا إلي حد بعيد في‮ ‬تشويه مفهوم الثورة لدي عامة الشعب،‮ ‬الذين وجدوا خلاصهم والحفاظ مصالحهم في‮ "‬جبهة الخلاص الوطني‮" ‬التي‮ ‬ضمت الجيل الثاني‮ ‬من الشيوعيين بزعامة‮ "‬إيوان إيليسكو‮"‬،‮ ‬وفاتهم أنه كان أحد رجال الديكتاتور المخلوع‮.‬
المهم أن‮ "‬جبهة الخلاص الوطني‮" ‬سيطرت علي الدولة بمؤسساتها وعلي رأسها وسائل الإعلام الرسمية،‮ ‬وقامت بتشويه صورة خصومهما السياسيين من الأحزاب الديمقراطية التي‮ ‬ظهور علي الساحة بعد سنوات من العمل السري‮.. ‬
وبالتزامن،‮ ‬عقد إيليسكو صفقات مع أعضاء النظام المخلوع فظهروا من جديد علي الساحة السياسية‮.‬
‮.................‬
وبزيادة الأمور عن حدود احتمال ثوار رومانيا،‮ ‬عادوا للتظاهر والاعتصام من جديد،‮ ‬فرد إيليسكو

عليهم بأن‮ طرح نفسه من جديد رئيسا لفترة ثانية، تاركا القرار للشعب،‮ ‬وهو ما ارتضاه الثوار،‮ ‬ليفاجأوا بالإعلام الرسمي‮ ‬يتهمهم بالعمالة للخارج،‮ ‬وتلقي التمويل من الجهات الخارجية،‮ ‬ووجدوا أنفسهم مطلوبون للمثول أمام المحاكم العسكرية العاجلة بتهمة‮ "‬زعزعة استقرار البلاد‮"..‬
أما من بقي من الثوار خارج السجون وقرروا التظاهر،‮ ‬فكان عمال المناجم في‮ ‬انتظارهم،‮ ‬بعد أن نقلهم إيليسيكو في‮ ‬شاحنات إلي العاصمة وأطلقهم علي المتظاهرين،‮ ‬فأسقطوا منهم مئات القتلى وآلاف الجرحى،‮ ‬ونجحوا في‮ ‬إنهاء الاعتصام.
وفي‮ ‬الانتخابات التي‮ ‬استخدمت فيها‮ "‬جبهة الخلاص الوطني‮" ‬كل أشكال العنف والتزوير فاز إيون إيليسكو بالرئاسة بأغلبية ساحقة وحصل علي نسبه تزيد عن الـ‮ ‬85٪‮.‬
‮.................‬
السيناريو الذي‮ ‬حدث في‮ ‬رومانيا‮ ‬يتكرر في‮ ‬مصر بحذافيره طوال تسعة شهور،‮ ‬ظل الارتباك ـ خلالها ـ هو سيد الموقف بشكل أوحي أو أكد أن هناك‮ "‬إرباك‮" ‬متعمد‮: ‬يتفق العقلاء علي ضرورة وضع الدستور أولا،‮ ‬فنفاجأ بتعديلات دستورية واستفتاء عليها،‮ ثم ندرك بالتدريج أننا أمام محاولات لترقيع دستور‮ ‬71.
ويطالب العقلاء بإطلاق الحريات، فنفاجأ بتوسع‮ ‬غير مسبوق في‮ ‬المحاكمات العسكرية،‮ ‬واستمرار العمل بقانون الطوارئ.
وعلى خطى النظام السابق، تم تجاهل العديد من مطالب الشارع،‮ ‬وكثير منها كان من مطالب الثورة،‮ ‬ثم مماطلات في‮ ‬تنفيذ الجدول الزمني‮ ‬لنقل السلطة.
وبدلا من عقاب من أسالوا الدماء،‮ ‬رأينا مدرعات تدهس المتظاهرين‮.. ‬‬وبدلا من السيطرة علي الانفلات الأمني،‮ ‬وجدنا مساهمات في‮ ‬المزيد من الانفلات.. وحين قررت الشرطة أن تعود، عادت لتفعل بالضبط ما كانت تفعله أيام مبارك..
وأخيرا، ثبت أن "البلطجية" يلتزمون بالأوامر.. ويختفون تماما حين يؤمرون بذلك!‮
ـــــــــــــ
[email protected]