المعرفة المحرمة في مصر
المعرفة هى شمس تشرق او نار تحرق كما قال الإغريق ... وهناك قصة ملهمة للفيلسوف برتراند راسل بهذا الشأن تحكي عن زوجة رجل دين تعيش في دير ضخم في منطقة نائية و كانت زوجها مسئول عن المكتبة التي كانت تشكل النافذة الثقافية و المعرفية الوحيدة لكافة سكان الدير
و كان لزوجها مكانة عظيمة بسبب ذلك و عرفت الزوجة بعد سنوات من الزواج ان زوجها يحذف من الكتب و المخطوطات أجزاء معينة لأنه يعتقد ان تلك الأجزاء تحتوى علي معرفة محرمة تدعوا للفساد و تحفز علي الرذيلة و كان يطلق عليها علوم الشيطان و يخفيها في خزنة خشبية عميقة لها مفتاح ضخم لا يتركه الزوج من يديه .. و ظلت فكرة الاطلاع علي تلك العلوم المحرمة تراود الزوجة و تشغل تفكيرها فهي لن تعيش إلا مرة واحدة و لم تعرف من الحياة الا ما تعلمته من الدير و ما اختاره زوجها العجوز .. و بالصدفة نسى الزوج الخزنة مفتوحة و هرول لاستقبال احد رجال الدين المهمين و الذي جاء في زيارة للدير .. و فتحت الزوجة باب المعرفة المحرمة و اخذت تقرأ فيها لساعات طويلة حتى جاء زوجها و هي منهمكة في ما تقرأ كعطشان الصحراء الذي رموه في بركة ماء .. و صرخ زوجها بحسرة و حزن حينما شاهدها تقرأ في تلك الأجزاء المحذوفة و سألها في لوعة و حزن كيف فتحتي باب الشيطان .. و لم تجيبه الزوجة و لم ترد عليه بل لم تتكلم إطلاقا بعد ذلك فهي لم تنسى ما قرأته و لم تتوقف عن التفكير فيه و ظلت هائمة شاردة مع المعرفة المحرمة حتى ظن سكان الدير أنها أصبحت مجنونة أو مسها الشيطان بالشر .... و لم يوضح راسل نوع المعرفة التي اطلعت عليها الزوجة لتصيبها بهذا الجنون فهل هي أخلاقية ام علمية ام دينية ام فلسفية و لكنها في النهاية ممنوعة بأمر رجال الدين المسيطرين علي مجتمع الدير ككل .. نستطيع ان نأخذ تلك القصة الفلسفية كنموذج عام عن كافة انواع المعرفة المحرمة في أي مكان علي الأرض و التي قد تصيب من يجهلها بالجنون بغض النظر عن أسباب تحريمها او منعها و هل هي أسباب حقيقية او مزيفة .. خاصة ان معلومة بسيطة نعرفها جميعا عن