رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

ملاعب الجولف وبحيرات الأثرياء تبتلع 600 مليون متر مياه

ملاعب الجولف وبحيرات
ملاعب الجولف وبحيرات الأثرياء تبتلع 600 مليون متر مياه

الخبراء يحذرون من استنزاف الخزان الجوفى فى تجميل المنتجعات

40 ألف فدان هى إجمالى المساحة المعلنة لملاعب الجولف فى مصر، والتى تستهلك نحو 600 مليون متر مكعب مياه، إذ تبلغ مساحة الملعب الواحد 100 فدان، وكمية المياه التى يستهلكها تكفى لرى 10 أفدنة من المحاصيل الزراعية، وهذا من أجل عيون 2000 لاعب جولف فى مصر منهم 1400 من الأجانب بالإضافة إلى آلاف حمامات السباحة الموجودة داخل الفيلات والمنتجعات السياحية، وثلاثة آلاف بحيرة صناعية بمساحة 159 فداناً تستهلك سنوياً أكثر من 1.62 مليار متر مكعب من المياه.

فى الوقت نفسه، يخشى المصريون سد النهضة، ويخافون من أن يضرب العطش المحافظات ويقطع الأهالى الطرق للحصول على كوب ماء نظيف. والدولة ممثلة فى وزارة الرى تحارب التوسع فى الزراعات لتقليل مساحات الأرز المنزرعة واستخدام طرق حديثة فى الرى لتقليل الفاقد فى استهلاك المياه، ونجد طبقة رجال الأعمال والمستثمرين وأصحاب «الكمبوندات» يستنفدون حقوق الملايين فى المياه من أجل ملاعب الجولف وحمامات السباحة.

قانون تنظيم مياه الشرب الجديد الذى يفرض بدوره غرامات مالية مرتفعة على كل من يستخدم المياه فى رش الشوارع أو غسيل السيارات والتى تصل إلى 20 ألف جنيه والسجن 6 أشهر، تناسى المياه المهدرة على أراضى الجولف وحمامات السباحة.. ويكفى أن نعرف أن إجمالى المياه المهدرة، طبقًا لمعلومات الشركة القابضة للمياه، تبلغ 3 مليارات متر من المياه سنوياً.

أشهر ملاعب الجولف فى مصر يسكنها رجال الأعمال ومنها ملعب جولف «قطامية هايتسن، وأرض الجونة للجولف، والجولف فى بورتو مارينا، ومدينة أمارنتى جولف، وملعب الجولف فى ميراج سيتى، وملعب جولف أليجريا، وملعب جولف ومنتجع جولى فيل، وملعب جولف القطامية، ملعب جولف ستيلا دى مارى، وملعب جولف شتايجنبرجر الداو، ومنتجع استنجر بريج للجولف، ومنتجع الجولف بمرتفعات طابا، ومنتجع جولف الشلالات، ومنتجع دريم لاند للجولف والتنس، ومنتجع مدينة مكادى للجولف، ومنتجع وفندق فينيس جولف، ونادى الإسكندرية الرياضى، نادى الجزيرة الرياضى، ونادى الجولف فى الوادى الملكى، ونادى جولف بحيرات البرتقال.

ومنذ أيام تقدمت النائبة شيرين القشاش بطلب إحاطة للبرلمان عن إهدار المياه على ملاعب الجولف، الغريب إن الشكوى المقدمة ليست الأولى فقد سبقها النائب محمد الحسينى عن دائرة بولاق فى نوفمبر الماضى بطلب حول إهدار مياه النيل على 40 ملعب جولف.

تساؤلات تدور فى أذهان الجميع عن دور البرلمان فى إصدار تشريع يحمى مياه النيل ويحافظ على المياه الجوفية من استخدامها فى الترفيه عن رجال الأعمال والمستثمرين خصوصًا أن أعلى معدل لاستهلاك المياه فى مصر ما بين 11 و11.5 مليار متر مكعب مياه سنويًا.

الدراسة الصادرة من الصندوق العالمى للحياة البرية، كشفت أن ملعب الجولف الواحد الذى يحتوى على 18 حفرة فقط يستهلك كمية من المياه تقدر بـ700 ألف متر مكعب سنويًا، وهذه المياه كافية لاحتياجات 15 ألف نسمة سنويًا.

كذلك حمامات السباحة، ورى الحدائق العامة التابعة للمنتجعات السياحية.

وهكذا فإن كمية المياه التى تهدر فى نادى جولف واحد لمدة ثلاثة أيام تكفى لرى 100 فدان، والغريب أن وزارة الرى تفرض الغرامات على الفلاحين ممن يزرعون محاصيل استراتيجية كالأرز والموز وقصب السكر فى أراضٍ غير صالحة بدعوى الحفاظ على مياه النيل، وفى نفس الوقت تتغاضى عن اتخاذ قرار حاسم بشأن تلك الملاعب.

وقال مصدر مسئول، رفض نشر اسمه ان إهدار المياه مستمر وله عدة صور إما فى أراضى الجولف أو حمامات السباحة أو رش الشوارع أو غسيل سلالم العمارات والعربيات.. وكل تلك الوسائل ربما تجعل نسبة العجز فيما بعد تصل إلى 120 مليار متر مكعب مياه سنويًا.

وهناك مجهودات تبذل من وزارة الرى.. لكن يوجد بعض القصور. وعليه فالنواب مطالبون بممارسة

دورهم فى الرقابة والتشريع لوقف إهدار المياه.

فهناك إهدار للمياه فى رش الحدائق يوميًا، وهى جريمة يرتكبها المواطنون العاديون أو الجهات الحكومية.. وبعض المستثمرين يتحايلون على القانون بطلب ترخيص لحفر بئر جوفى ثم يتلاعبون بعد ذلك لاستخدامها فى رى الملاعب وهذا يمثل ضغطًا شديدًا على الخزان الجوفى الذى نعول عليه مهمة رى مشروع المليون ونصف المليون فدان.

ويضيف المصدر أن نهر النيل لا يعانى من إهدار المياه بنفس صورة الإهدار فى المياه الجوفية والسبب أن النهر مغلق.. فما نستنفده من مياه يتم إعادته مرة أخرى فى صورة مياه صرف ورى ملوثة وهو ما يزيد من نسبة تلوث المياه العذبة ورفع نسبة الملوحة بها.

والدليل على كذب رى أراضى الجولف بمياه معاد تكريرها ما حدث بالغردقة حينما تم رش أحد ملاعب الجولف بمياه الصرف المعالجة وحينها كانت الروائح الكريهة تنبعث من الملعب مما جعل المستثمرين يتغاضون عن فكرة معالجة المياه واستخدام المياه الجوفية فى رى الملاعب علمًا بأن المياه الجوفية أعلى نقاء من مياه النيل.

وزير الإسكان المهندس مصطفى مدبولى أعلن العام الماضى عن الاهتمام فى هذه المرحلة بمعالجة مياه الصرف الصحى، وإعادة استخدامها فى رى المسطحات الخضراء والحدائق، لتحقيق الاستفادة القصوى من هذه المياه، فى ظل الظروف الحالية، ومحدودية المياه المتاحة.

أما الدكتور نصر علام وزير الرى الأسبق فله رأى آخر، إذ أكد أن هذه الملاعب لا تستخدم للرياضة أكثر من استخدامها كمنظر جمالى.. ومعظم مستخدميها أجانب. لذا فهى لا تخدم سوى أفراد بعينهم فى ظل حاجتنا الشديدة لكل قطرة ماء. ومن المعروف أن ريها يعتمد على ثلاثة مصادر أهمها شبكة مياه الشرب والمسئولة عنها وزارة الإسكان.. وحقيقة الأمر حول رى أراضى الجولف بالمياه العذبة «غير صحيح»، وإنما ما يتم هى مياه معالجة، والإهدار الحقيقى بسبب رش الحدائق العامة وأمام المحلات وفى الشوارع.

وفى ديسمبر 2015 أعلن الدكتور صلاح بيومى، نائب رئيس الشركة القابضة للمياه، أن متوسط حجم الإهدار السنوى من مياه الشرب الصالحة للاستخدام تعدى نسبة 30% من إجمالى ما تنتجه الشركة، حيث تنتج الشركة 10 مليارات متر مكعب سنوياً، يتم إهدار ما يقرب من 3 مليارات متر مكعب منها. ويصل متوسط تكلفة إنتاج المتر الواحد إلى 145 قرشاً، أى إن تكلفة المياه المهدرة تصل إلى 4.5 مليار جنيه سنوياً من إجمالى ما تخصصه الدولة لمياه الشرب وبما يعادل 37 مليون جنيه يومياً.