رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

جريدة الوفد.. ثلاثون عاما من الحملات الصحفية

بوابة الوفد الإلكترونية

لكل محيط عميق الأسرار رائق مياهه أو متعكر صياد ماهر  قادر علي انتزاع القوت من جوف المحيط ، ولكل مجتمع متشابك العلاقات فاسد كان او متهالك " قلم حر"قادر علي انتزاع حق الغلابه من أفواه الطغاه.

ومن هنا تبدأ حكاية الوفد..
حلقت الحريه في سماء الصحافه بصدور جريدة الوفد ، فأعتبر يوم 22 مارس يوم تاريخى في ذاكرة الصحافه العربيه (المناضله منها علي الأخص) ، الجريدة التى أخترقت اوكار الفاسدين وهدمتها علي رؤس الانتهازيين منذ عددها الاول ، فأعتبرت منذ صدورها اداه لكشف الحقائق وفضح المتلاعبين من خائنى نفوسهم بخيانة الوطن.
وفديو القلم من صحفيو الجريدة حاربوا علي مدى طويل اسقاط دستور 71 وفساد محافظين ووزراء خانوا امانة سلطاتهم، وحاربت الخصخصه وشنت حملات علي الحكومة ضد الغلابه ، كما وقفت الجريدة وحدها في قلب الأحداث ، تواجه محاولات مستمرة من قبل حكومة لإخراسها اما بمصادرة عدد، او بمحاولات التشويه التى قادها صحفيو النظام ، لتظل الوفد غصة في حلق الفسادين والانظمه المستبدة منذ عددها الاول حتى اليوم الذي تدخل فيه عامها الـ 31.
شردى وفساد محافظ الاسكندرية
ناضلت جريدة الوفد كثيرا ضد النظام ، وكان اشهر المعارك السياسيه التى خاضتها الوفد ضد احد رموز السلطه كانت قضية فساد فوزي معاذ محافظ الاسكندريه لاستغلال سلطاته في الاستيلاء علي اموال الشعب
وقتها ترأس رفعت محجوب مجلس الشعب ، وأصر من مطلق مبدأ ديكتاتورى علي رفع الحصانه عن المعارضين للنظام علي رأسهم مصطفي شردى "نائب البرلمان ورئيس تحرير جريدة الوفد " الذي اشتهر بحملاته ضدالمفسدين علي رأسهم محافظ الاسكندريه ، ووزير الداخليه زكى بدر في استخدامه القامع للسلطه.
ومن هنا اصر محجوب علي رفع الحصانة عن شردي لمثوله أمام القضاء في قضية نشر تكشف الفساد ضد المحافظ.. وفي هذه الجلسة رفض النواب رفع الحصانة عن شردي.. فصاح رفعت المحجوب مكرراً نداءه برفع الحصانة أكثر من مرة.. وفي كل مرة يرفض النواب.. الأمر الذي أغاظ المحجوب.. وعقد الحزب الوطني اجتماعاً طارئاً هدد فيه النواب.. فما كان منهم إلا أن وافقوا في جلسة أخري علي رفع الحصانة خوفاً ورعباً من انتقام الديكتاتور.. وهنا وقف عملاق البرلمان والصحافة مصطفي شردي قائلاً انني أرحب بالذهاب إلي ساحة القضاء فإن مسألة محاربة الفساد هي مسألة تقترب من الجهاد في سبيل الله.
تعرض شردي لفرض الرقابة علي تحركاته والتربص بابنه إبراهيم الذي قبض عليه بمجرد مخالفة مرور.. الأمر الذي أثار نقابة الصحفيين.. عندما فشل في تلفيق أي قضية تدين مصطفي شردي.
"الطرابيلي ومشروع توشكى"
عندما سعى مبارك لأن يصبح بطل غزو الصحراء.. وتحويلها من اللون الأصفر إلى الأخضر من خلال.. مشروع توشكى.. تصدت جريدة الوفد، وحزب الوفد لهذا المشروع.. قبل أن يبدأ العمل به.
وقتها نادي عباس الطرابيلى رئيس تحرير الوفد بتأجيل تنفيذ هذا المشروع لأننا كنا قد بدأنا مشروعاً قومياً آخر، منذ أيام الرئيس الشهيد أنور السادات هو مشروع ترعة السلام وتوصيل مياه النيل إلى سيناء.. الذى هو جزء من تنمية سيناء، باعتبار هذا المشروع هو المشروع القومى الأول الذى يجب أن تعطيه مصر كل جهدها.. لأن سيناء استنزفت مالية مصر، منذ عرفت حرب فلسطين الأولى ثم حرب 1956 التى احتلت فيها إسرائيل سيناء، فى عملية عسكرية سريعة.. وتقدمت قواتها فى سيناء بسرعة تقدم السكين فى قالب الزبد! وتكررت هذه المأساة بعد ذلك فى يونية 1967 فيما عرف بحرب الأيام الستة.. والحقيقة أن مدرعات إسرائيل تقدمت من داخل حدودها حتى وصلت الى مياه قناة السويس فى 6 ساعات، أى أسرع من حركة السكين فى قالب الزبد!!.
في ذاك الوقت شن الطرابيلي حملته بمقالات يوميه  يشرح فيها أن علينا انه نكمل المشروع القومى لتنمية سيناء أولاً بسبب أهدافه العسكرية والزراعية والسكانية والتنموية حتى نستطيع أن نشجع المصريين على أن يعيشوا هناك.. وكان حلمنا أن ندفع إلى سيناء بحوالى 3 ملايين أو 4 ملايين.. ليزرعوا ويحصدوا.. ويبنوا البيوت لتتحول سيناء إلى حائط صد يصد أى زحف إسرائيلى متوقع من خلال سلسلة من المستوطنات عبارة عن حصون متكاملة.. ولا تصبح سيناء كما  خططوا مجرد عدة قرى سياحية قليلة فى ساحل سيناء الشمالى حول العريش.. أو عدة قرى سياحية حول خليجى السويس والعقبة.
واشتدت المعركة بين الوفد والنظام.. ودار حوار بين الطرابيلي وبين الرئيس مبارك ـ لينتهى المطاف بتنفيذ مشروع توشكى الذى أهدر الملايين من الخزانة المصريه دون طائل.
وهنا يذكر التاريخ قول الطرابيلي في احدى مقالاته بالوفد "حقيقة نحن لسنا ضد توسيع رقعة الأرض الزراعية.. ولسنا ضد الخروج إلى الصحراء.. لأنه من العار أن تعيش مصر وكل المصريين فى حدود 6٪ من مساحتها.. بينما 94٪ من المساحة صحراء جرداء..ولكن اعتراضى، كان على توقيت تنفيذ هذا المشروع " ليمر الزمن وتثبت حقيقة قوله النابع من ضمير الصحفي الحر.
"العصفورة قالت"
وعندما خرجت صحيفة الوفد من شقة صغيرة بالمهندسين كإصدار أسبوعى برئاسة تحرير تلميذ مصطفى أمين أيضا "الكاتب المشاغب مصطفى شردى"، اختار معه سعيد عبد الخالق ليضيف للتجربة الوفدية الجديدة ثراء وقيمة فابتكر باب "العصفورة"

الرمزى الساخر اللاذع القوى، ليصبح إضافة جديدة لعالم الصحافة، فكان يلقب كل نائب أو وزير بلقب فهذا نائب التأشيرات أبولمعة وذلك مدبولى الفشار وهذا وزير القمار وهكذا، كانت ألقابه لاذعة تكشف حقيقة الفساد المستتر، وقد تعرض سعيد عبدالخالق لحملة مراقبة من زكى بدر وزير الداخلية الراحل ليعرف مصادر أخباره، فكان عبدالخالق يجلس فى المسجد وبجواره يصلى الضابط سفير نور "اللواء فيما بعد" وعضو مجلس الشعب سابقاً، وعندما تنتهى الصلاة يصافح نور سعيد ويسلمه ورقة صغيرة بها سر آخر عن زكى بدر.
لا لبيع بنك القاهرة
عندما تراكمت ديون الدوله في عهد مبارك ، وانتشرت اوجه الفساد حتى طالت المؤسسات الكبرى وبيعها لصالح رجال الاعمال ، وقفت الوفد وقفه حازمة ، للتصدي لبيع بنك القاهرة، أحد أكبر ثلاثة بنوك مملوكة للدولة في مصر، والذي أعلنت الحكومة اعتزامها بيعه لمستثمر أجنبي ، كان حزب الوفد المعارض قد أعلن عن بدء حملة شعبية للتصدي لبيع بنك القاهرة والمطالبة بطرحه للاكتتاب الشعبي. وبدأ حملة لجمع مليون توقيع من المواطنين للاعلان عن رفضهم دعوة الحكومة لبيع البنك.
الوفد ونوبل لمحفوظ
ولم تكن الوفد فقط انتكاسه علي رؤوس الفاسدين ، ولكنها كانت ايضاً راسمه البسمه علي وجوه ابناء الدوله المخلصين ، فكانت الوفد هي من ابلغت نجيب محفوظ بفوزة بجائزة نوبل ، عندما هاتفه احد ابناء الوفد الراحلين وهو الزميل احمد كمال الدين ، وابلغه بفوزه بالجائزة ، فاستقبل محفوظ النبأ بفرحة بالغة لتحظى الوفد ببسمة لن ينساها ابنائها وبناتها علي مدار الزمن.
الوفد تنفرد (احداث النخيله والكشح)
ومن القضايا التى انفردت بها الوفد ، كانت وقائع الخصومة  الثأرية بين عائلتي الجزازة والجعافرة بقرية النخيلة والتي وقعت بعد أحداث ثورة يناير بسبب خلافات الجيرة  ،وتطور إلي مشاجرات بالأعيرة النارية  مما نتج عنها مقتل الشيخ حمادة  خلف إبراهيم إمام وخطيب مسجد آل جعفر بالنخيلة واحد من افراد عائلة الجعافرة بطريق الخطأ حيث تبين من لجنة المصالحات العرفية إن المجني عليه قتل بطريق الخطأ بأعيرة طائشة ، طالت الخلافات والوفد تنفرد لحظة بلحظة بنشر التفاصيل حتى تم الصلح بين العائلتين بحضور عدد من اعضاء مجلس الشعب ومدير الامن باسيوط.
كما تمكنت الوفد من  كشف غموض العثور على أسرة مسيحية بقرية "الكشح" مذبوحة داخل منزلهم عبارة عن ربة منزل وأطفالها الثلاث ، حين تبين أن شقيقة المجنى عليهم اتفقت مع حبيبها طالب ثانوى لقتل والدتها لمعارضتها زواجهما وللتخلص من علاقاتها الغير مشروعة مع عدد من الأشخاص.
وكشفت الوفد عن تحقيقات النيابه التى اسفرت عن ان الجانية وعشيقها اتفقاعلى توقيت تنفيذ الجريمة وكان فى الساعة الرابعة عصراً عقب خروج والدها وشقيقها الأكبر من المنزل حيث فتحت له باب المنزل وعقب دخول حبيبها أغلقت الباب من الداخل وأرشدته على مكان والدتها أعلى سطح المنزل وبعدها أجهز عليها بذبحها من الرقبة بسكين ووضع فوقها كميه من البوص وأثناء نزوله قام بقتل باقى الأسرة.
ويظل عطاء الوفد مستمراً ..فالقضيه ليست قضية اقلام شاهرة اسنانها في اوجه الفساد فقط ، ولكن الوفد ساهمت لعمر طويل في قضايا الديمقراطيه والحريات ، فوقفت بجانب المراة وساندت الاقليات في انتزاع ما لهم من حقوق، ولم تنسي البسطاء في خطة نضالها فوقفت بجانب البسطاء وشنت حملات علي الحكومة ضد الغلاء وضعف المرتبات لتسجل اسمها فى تاريخ الصحافه الحرة بأحرف من دهب.