هل تشغيل القرآن الكريم أثناء النوم حرام؟

تساءل كثيرون عن حكم تشغيل القرآن الكريم أثناء النوم، خاصة أن البعض يرى أن القرآن هو أفضل ما يمكن أن ينام عليه الإنسان طلبًا للبركة والراحة، بينما يستشهد آخرون بقول الله تعالى في سورة الأعراف: {وَإِذَا قُرِئَ الْقُرْآنُ فَاسْتَمِعُوا لَهُ وَأَنْصِتُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ} [الآية 204]، معتبرين أن النائم لا يستمع إلى التلاوة، ما يثير تساؤلات حول الأمر من الناحية الشرعية.
هل تشغيل القرآن الكريم أثناء النوم حرام؟
وفي هذا السياق، أوضح الشيخ محمود الطحان، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، أنه لا توجد أي مشكلة شرعية في الاستماع إلى القرآن الكريم أثناء النوم، بل إن ذلك يعد من القربات التي ينال المسلم عليها أجرًا عظيمًا.
وأضاف أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يحب أن يسمع القرآن من غيره، مستشهدًا بما ورد في الحديث الشريف حين قال لأحد الصحابة: «أحب أن أسمعه من غيري»، مشيرًا إلى أن الاستماع الدائم للقرآن الكريم يضاعف الثواب ويغرس الطمأنينة في القلب.
وفي السياق نفسه، أفاد الدكتور عمرو الورداني، أمين الفتوى بدار الإفتاء، بأن تشغيل إذاعة القرآن الكريم أثناء النوم أمر إيجابي للغاية، موضحًا أن الإنسان يمتلك إدراكات لا واعية، فقد يجد نفسه عند الاستيقاظ يردد الآيات التي كانت تُتلى وهو نائم. وأكد أن إذاعة القرآن الكريم من أسباب البركة في البيوت، وهي من الأمور التي يفتخر بها المسلمون.
من جانبه، شدد الدكتور مجدي عاشور، المستشار السابق لمفتي الجمهورية وأمين الفتوى، على أن تشغيل القرآن قبل وأثناء النوم جائز شرعًا، خاصة إذا كان الإنسان يشعر بالراحة والسكينة بسماعه، لافتًا إلى أن كلام الله لا يسمعه البشر فقط، بل جميع المخلوقات كما جاء في قوله تعالى: {وَإِن مِّن شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ وَلَٰكِن لَّا تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ}.
وأكدت دار الإفتاء أن الحرام لا يكون في تشغيل القرآن أثناء النوم، وإنما في تعمد اللهو أو عدم احترام تلاوته عند تشغيله، أما من يضعه طلبًا للبركة أو الطمأنينة فله الأجر والثواب.