كيف تعرف معدن الإنسان الحقيقي؟ 3 معايير لا تُخطئ

في حكمة خالدة من تراث الإمام الحافظ ابن عبد البر المالكي، يضع العالم الجليل ميزانًا دقيقًا للحكم على عقل الإنسان وفضله، بعيدًا عن الزيف والمظاهر الخادعة، فقد قال رحمه الله: «ثلاثٌ إذا كُنَّ في الرجل لم يُشَكَّ في عقله وفضله: إذا حمده جارُه، ورفيقه، وقرابته».
ميزان الفضيلة… شهادة من يعرفك حق المعرفة
هذه العبارة، الموثقة في كتاب الآداب الشرعية وغيره من المصادر التراثية المعتبرة، تُبرز معيارًا اجتماعيًا بالغ الأهمية: أن أصدق شهادات التزكية لا تأتي من المنابر البعيدة أو المدائح الرسمية، بل من أولئك الذين يحيطون بك يوميًا؛ جارك الذي يراك في تفاصيل حياتك، ورفيقك الذي يخوض معك المواقف، وقرابتك الذين يختبرون أخلاقك على المدى الطويل.
لماذا الجار والرفيق والقرابة؟
يؤكد علماء الأخلاق أن هؤلاء الثلاثة يمثلون دوائر الصدق الأوثق في الحكم على الإنسان، لأنهم:
الأقرب معرفةً بالسلوك الحقيقي بعيدًا عن التجمّل أمام الغرباء.
الأقدر على ملاحظة الثبات على القيم في مختلف المواقف.
الأبعد عن المجاملة المطلقة، لأن التعامل اليومي يكشف معدن الإنسان الحقيقي.
أثر هذه الحكمة في واقعنا اليوم
في زمن تتعدد فيه منصات الظهور وتتضخم فيه الصور المزيفة، تذكّرنا كلمات ابن عبد البر أن الفضيلة الحقيقية لا تحتاج إلى ترويج، بل تُبنى على شهادة صادقة من المحيطين. فالجار الذي لا يرى منك إلا الخير، والرفيق الذي لا يلقى منك إلا الوفاء، والقرابة الذين يجدونك سندًا—هؤلاء هم البرهان الحي على سلامة العقل ونقاء الخلق.