"من عرف الله بفكره عبده بقلبه".. دعوة لصفحة جديدة مع الخالق

شدد الدكتور علي جمعة، مفتي الجمهورية السابق وعضو هيئة كبار العلماء، على أهمية التفكير المستقيم كمدخل أساسي لتجديد الإيمان وبداية علاقة جديدة مع الله تعالى، لا سيما بعد انتهاء موسم الحج وعيد الأضحى المبارك، حيث يعود الحجاج وقد طهروا نفوسهم، ليفتحوا صفحةً بيضاء في علاقتهم مع الله عز وجل.
وأوضح أن رسول الله ﷺ كان يحثّ أصحابه والأمة من بعدهم على تجديد الإيمان، حيث قال: (جددوا إيمانكم)، ولما سأله الصحابة: كيف نجدد إيماننا يا رسول الله؟، أجابهم قائلاً: (قولوا لا إله إلا الله)، في إشارة إلى بساطة وعظمة هذا الذكر الذي يعرفه الجميع، مهما اختلفت مستوياتهم العلمية والتعليمية، وهو ما يدل على يسر الإسلام وشموله لكل فئات الناس.
وأشار جمعة إلى أن الإسلام دين متجدد في الروح والمعنى، يمنح الإنسان في كل صلاة، وفي كل جمعة، وفي كل رمضان، وفي كل عمرة، وفي كل حج، فرصةً جديدة للعودة إلى الله تعالى وتجديد العهد معه، واصفًا هذه المواسم التعبدية بأنها "وقفات للمراجعة والتصحيح".
وأكد أن أول واجب على المسلم هو معرفة الله، وهذه المعرفة لا تتم إلا عبر تفكير مستقيم، يأخذ بيد الإنسان إلى الإيمان الحق بالله تعالى، مشيرًا إلى أن القرآن الكريم مليء بالآيات التي تحث على استخدام العقل والتفكر كوسيلة للوصول إلى اليقين، مستشهدًا بقول الله تعالى:{وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ} [الذاريات: 56].
وفي الختام، دعا فضيلته المسلمين إلى البدء بعام جديد يحمل معاني الصدق والتوبة والتفكر في خلق الله، والالتزام بعبادته عن وعي ويقين، مؤكدًا أن ذلك هو السبيل لبناء علاقة قوية مع الله تتجدد باستمرار وتُعمر القلوب نورًا وطمأنينة.