رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

موسم الغش

 

فى البداية أتوجه بالشكر للسيد وزير التربية والتعليم لاستجابته لما أثرته من شكوك حول تراخيص المدارس الدولية فى مقالى الصادر يوم الجمعة 17 ابريل 2015، حيث اجتمع الوزير يوم الاثنين الموافق 25 مايو 2015 بقيادات إدارة التعليم الخاص ورئيس مجلس إدارة المدارس الأمريكية الدولية ومسئولين من وزارة التعليم العالى كمحاولة لإعادة فرض سيطرة وزارة التربية والتعليم على المدارس الدولية فى مصر فيما يتعلق بالتراخيص والاعتماد وتصميم المناهج الدراسية.

بدأ موسم الامتحانات فى مصر، وللأسف الشديد يمكننى القول إنه بدأ موسم الغش حيث أتعجب كل موسم امتحانات من مدى تطور و تنوع أساليب الغش. وأتذكر عبلة كامل فى فيلم الليمبى وهى تمسك بمكبر صوت كأسلوب للغش وأتذكر ما أجده من الطلاب فى الجامعة من استخدام الاستيكر والمساطر الشفافة والبلوتوث والسماعات.. إلخ وأتذكر أيضا تسريب امتحانات الثانوية العامة على «تويتر» بل والأكثر من ذلك هو تسريب سؤال من اختبار SAT الدولى فى مصر، والتى تعد حادثة لم تحدث على مستوى العالم من قبل، ودفع جميع الطلاب فى المدارس الدولية الأمريكية ثمن هذا التسريب حيث تم تقليل فرص دخولهم هذا الامتحان للتحسين. وأذهلنى ما وجدته من مطالبة بعض الاعلاميين القوات المسلحة بارسال طائرات فوق لجان امتحانات الثانوية العامة للتشويش!!!
وهنا أتوجه برسالة عتاب للمجتمع المصرى الذى رفع شعار «يوم الامتحان يكرم المرء أو يهان» وبدأ أولياء الأمور فى الضغط على أبنائهم لدرجة إصابة بعضهم بفوبيا الامتحانات. إن الطالب الذى يستخدم أساليب الغش يتدنى لديه مستوى تقدير الذات ولا يمكنه مواجهة نفسه بفشله فيحاول الهروب من نفسه أولا و من الواقع ثانيا بابتكار أساليب لحفظ ماء الوجه أمام الآخرين. لماذا تنقطع علاقة أولياء الأمور بأبنائهم طوال العام الدراسي و تظهر هذه العلاقة فى موسم الامتحانات بحيث يتم الضغط على الطلاب بشكل لا يستطيعون تحمله؟
لماذا يطارد شبح الثانوية العامة كل البيوت المصرية؟ لماذا نختزل معايير النجاح فى درجات الاختبار؟ لماذا نصر على تطبيق التعلم النشط والتقويم المستمر للتقليل من أهمية امتحانات منتصف ونهاية العام، وبالرغم من ذلك لا يعى أولياء الأمور ماهية التعلم النشط؟ لماذا تصر وزارة التربية والتعليم على تبنى التقويم المستمر ولم تظهر أى محاولة لتتبنى مصر

منظومة للتقويم الدينامى؟ وبهذا تكون لمصر الريادة على مستوى الدول العربية. لماذا لا نتحدث عن أثرياء العالم الذين لم يلتحقوا بالجامعة؟ لماذا لا نعلى من قيمة التعليم الفنى؟ لماذا لا نستخدم امتحانات ذات مرجعية محكية بهدف تحسن الأداء الفردى للطلاب؟
أطالب وزارة التربية والتعليم بتبنى منظومة جديدة للتقويم تشجع التفكير وتبعد الطلاب عن الحفظ، بحيث لا يعتمد المعلمون على نموذج إجابة لتقييم إجابات الطلاب، وأطالب وزارة التعليم العالى بإجراء اختبارات قدرات وتطبيق مقاييس للاتجاهات بهدف الاختيار المناسب للطلاب الذين سيلتحقون بالكليات المختلفة وللتغلب على ظاهرة استنفاد مرات الرسوب. وأطالب أولياء الأمور بتربية أبنائهم على الشجاعة التى تمكنهم من مواجهة ذاتهم، وتدريبهم أن الحياة لعبة كأى لعبة يلعبونها للتسلية فلكى يكسب لابد أن يفهم مفاتيح اللعبة واذا أخفق فيمكنه أن يبدأ من جديد وينجح، فالإخفاق ليش فشلا و انما الفشل هو العيش فى حالة الإخفاق وعدم تحديد الأسباب واقتراح أساليب جديدة للنجاح، يتعين على أولياء الأمور تربية أبنائهم أن الحياة سلسلة من المحاولات المستمرة لأنهم بذلك يكسبونهم قيمة الإصرار، وهنا أتذكر قول الإمام ابن القيم عن الإرادة البشرية «لو هم أحدكم بجبل ليحركه فسيحركه». وأخيرا عزيزى الطالب، درجتك فى الامتحان لا تعبر عن شخصيتك ولن تحدد مستقبلك، فأنت سيد قرارك فلتختار إن كنت تريد أن تكون نموذجاً يحتذى به أم تريد أن تختفى فى طى النسيان؟

مدرس مناهج وطرق تدريس اللغة الانجليزية، كلية التربية بالعريش
سكرتير الهيئة العليا للوفد