عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

جثة «إسلام».. تشعل مواقع التواصل!

جميعنا قرأ البيان المنشور من اتحاد طلبة كلية الهندسة بجامعة عين شمس، الذي تقدموا فيه باستقالاتهم من الاتحاد، تضامناً وأسفاً عما حدث لزميلهم «إسلام صلاح الدين»، الذي اختفي في ظروف غامضة ثم ظهرت جثته في المشرحة.

الصراحة أن البيان واضح وصريح، حيث يحمِّل الداخلية بشكل محدد مسئولية ما حدث لزميلهم، من خلال وقائع مسرودة في البيان وجميع الطلبة شهود عليها، ورغم صدور بيان من الداخلية بمقتل الطالب إثر تبادل إطلاق النار بينه وبين الشرطة أثناء القبض عليه، وهو البيان الذي تناقلته كل وسائل الإعلام، إلا أن ما جاء في بيان اتحاد طلبة هندسة عين شمس كان الأكثر مصداقية، خاصة أنه اقترن بدلائل، وقد أشعل هذا البيان مواقع التواصل الاجتماعي، وأثار غضبة الطلاب بشكل مثير، ومعهم كل الحق إذا صدقت وقائعه.
ودون تبرير أو تصنيف لانتماء هذا الطالب أو ميوله، أو حتي معرفة التهم الموجهة إليه، هناك واقعة خطيرة تقول إن الطالب تم أخذه من كليته بعد أدائه الامتحان، حيث تم التنبيه عليه من أمن الكلية بالمرور عليهم بعد الامتحان، وتم اقتياده بمعرفة الأمن لمكان مجهول، واختفي تماماً ثم ظهرت جثته في المشرحة، وهو الأمر الذي يتنافي نهائياً مع ما جاء ببيان الداخلية، من وجود تبادل لإطلاق النار بين الطالب والأمن لحظة القبض عليه، فما بين بيان اتحاد طلبة الهندسة وبيان الداخلية تضاد وتضليل وافتراء، يستلزم توضيحه والرد عليه، لأن الصمت حيال غضبة الطلبة، وعدم إعلان الحقائق وترك الأمور علي نصابها، هي نوع من الجهل بخطورة مثل هذه المواقف، التي تكون كالنار تحت الهشيم، ستظل تسري وتتوسع بشكل رهيب، ثم نفاجأ بها تنفجر مرة واحدة في وجه الجميع، وحينها ستكون السيطرة عليها أمراً مستحيلاً.
يجب علي الجميع عدم وضع رأسه في الرمال ومواجهة الموقف

بشجاعة وصراحة، من خلال تحقيق عادل وشفاف يقنع الجميع بسلامته وصدقه، وبمنتهي الأمانة يتم إعلان نتيجة هذا التحقيق، لو كان الخطأ من الداخلية يتم تقديم المسئول للمحاكمة، وإذا كان بيان اتحاد الطلبة محض افتراء ودون براهين ولا يقصد منه سوي إثارة البلبلة والحنق والغضب بين الشباب، فتتم محاسبة المسئولين عنه، لكن ترك الأمور بهذا الشكل، وتطبيق نظرية التطنيش والتهميش، سيكون نتيجتها وبالاً علي الجميع، خاصة أن العلاقة ما بين الداخلية والشعب مازالت علي المحك، وتسير كمن يمشي علي الحبل وتحته نار موقدة، أي هزة فيها أو خطأ ستكون نتيجته فقد التوازن والسقوط في هوة سحيقة لا خروج منها.
يا سادة الجميع ضد الإرهاب والإرهابيين، الجميع ضد الخراب والتخريب، كل المصريين ضد من يحاول المساس بمصر وأمنها، لكن هناك نوعاً آخر من الإرهاب والتخريب لا يقل في خطورته علي أمن الوطن عن إرهاب المتطرفين المضللين، وهو إرهاب الظلم والقمع والسطوة دون حق، ودون مبرر سوي الخوف من الفشل، أو حباً في السيطرة وإذلال خلق الله.
إعلان الحقائق كما هي، واحترام آدمية وعقلية وحرية المواطنين الملاذ الوحيد للنجاة بهذا الوطن، ننتظر إجراء تحقيق عادل فيما حدث لـ «إسلام»!


[email protected]