شرطى.. وكتاب.. وعيش
المواجهة الأمنية والخطط الاستراتيجية لتغيير السادة رجال الأمن والداخلية وإعادة تفعيل جهاز أمن الدولة أو الأمن الوطني جميعها حلول واجراءات في منتهي الأهمية والقوة للوصول إلي الخلايا العنقودية والكامنة والخائنة التي تمول من الخارج والتي تتلقي التعليمات من داخل السجون المصرية
وعبر وسائل الاتصال المتاحة داخل السجون مع وجود فساد واختراق يحتاج إلي الكثير من العمل والكثير من الجهد والاستباق الأمني وليس مجرد رد الفعل ولهذا فان أولويات الدولة يمكن ترتيبها وفق رؤية السيد رئيس الوزراء الذي يدير البلاد لأنه علي رأس السلطة التنفيذية وتلك الرؤية إن وجدت تعني أن الأمن ثم رغيف الخبز أو الاقتصاد والمؤتمر الاقتصادي وأخيراً يأتي الكتاب والفيلم والأغنية والفن لأن الثقافة ماهي الا رفاهية للشعوب التي تواجه مصير الحياة أو الموت وان كانت الشعوب لا تموت وانما تشرد أو تهجر أو تقسم أو تحتل، وفي كل الأحوال تصبح البندقية والعملة هما حائط الصد الذي تعتمد عليه دول العالم الثالث التي عانت من الاستعمار في الماضي وتعاني من الحروب الداخلية والميليشيات والفساد في الوقت الراهن وذلك بسبب الجهل والأمية وغياب الفكر.. الأمن وتغيير وزير الداخلية مع بداية انعقاد المؤتمر الاقتصادي الذي تعول عليه الدولة الكثير حتي ينتعش الاقتصاد وتنخفض معدلات البطالة وميزان المدفوعات والتضخم وتستقر البلاد وتعمل المصانع، فبدلاً من أن يشتري الارهاب الذميم الضمائر بالمال فان العمل والانتاج سوف يساعدان علي وقف نزيف الدماء ويدفعان إلي الاستقرار الاقتصادي ويؤكد حالة الاستقرار والتطور والتقدم التي سوف تشهدها مصر بعد مشروعين عملاقين لمحور قناة السويس وذلك المؤتمر الاقتصادي المساعد والداعم للنهضة الاقتصادية والانتعاش للسوق المصري. لكن وما أدراك من لكن، ولكن تلك هي المحصلة وتلك هي لب القضية إن الثقافة والفكر والوجدان هم من يغير ومن يحرك البشر مع التعليم والإعلام فالثقافة جزء أصيل من وجدان وحضارة الشعوب بداية من الكتاب المدرسي إلي الدين إلي اللغة إلي الفنون إلي الأفلام والمسرحيات والدراما والأغنيات والاستعراض ولغة الحوار والسلوك والأداء البشري جميعها تندرج تحت عنوان كبير يسمي الثقافة ولهذا فان وزير الثقافة والملايين معه، والمجالس التابعة والقصور المترامية وكل الهيئات التي تعاني من تبعات الفساد والترهل الاداري والظلام الفكري ودوائر المستفيدين والمنتفعين والتي أوصلت إلى أن تعيش طيور وخفافيش الارهاب باسم الدين وباسم الأصالة والسلف في عقول وسلوك وقلوب شباب مصري في العشوائيات وفي الريف وفي الصعيد لا يجد أي تعليم ولا أي ترفيه فلا أي طاقة نور تدفعه إلي المعرفة أو إلي الاستمتاع بالفكر والفن ورقي وجدانه وتهذيبه، كما أن غياب دور الدولة في الماضي وتركها ساحة الإبداع إلي القطاع الخاص وتجار اللحم الأحمر والأبيض الرخيص ودعاوي الواقعية وإن هذا هو الفن المعبر عن الشارع الدموي والشارع الذي فقد انسانيته وفقد آدميته وحضارته تحت وطأة ظروف البطالة والفقر والعوز والحاجة وجميعها قضايا وتفسيرات سطحية المعني في الواقع الأليم، ان كل ما دفع المصري إلي حالة السيولة وحالة انعدام الأخلاق والضمير والفساد كان نتاج الثقافة المنغلقة والمتعالية في التعليم الذي قسم المجتمع إلي طبقات وطوائف وجماعات وقسم الشارع إلي حقد وغل وفهلوة وإرهاب وفساد وعدم انتماء الي هذا الوطن، ما بين شباب ضائع بلطجي وآخر