«العرابى» في محرقة النازيين الجدد
السفير محمد العرابي.. أحد فرسان الدبلوماسية المصرية المشهود لهم بالكفاءة والوطنية.. عمل سفيراً لمصر في إسرائيل ثم سفيراً لمصر في ألمانيا فلم يسجل تاريخه الوظيفي أي شائبة أو تقصير وكل هذه المؤهلات رشحت الرجل للعمل وزيراً للخارجية في أعقاب تولي نبيل العربي منصب أمين عام لجامعة الدول العربية.. ومن هنا اشتعلت الحرب علي الرجل. نصبوا له المشانق.. أقاموا له المحارق.. مجموعة من النازيين الجدد في ميدان التحرير وتوابعهم في الصحف الخاصة.. ألقوا بالرجل وتاريخه المشرف في «محرقة» لا تقل في بشاعتها عن محرقة النازية في عهد هتلر.. أهالوا التراب علي كل تاريخ الرجل.. لوثوا تاريخه بكل الأباطيل.. وكان أعجبها أن الرجل كان يخدم مبارك أثناء فترة علاجه في ألمانيا.. وكان قريباً منه وكان المطلوب من السفير المصري في أي بلد في العالم حتي يثبت وطنيته عليه أن «يتجاهل» رئيس الدولة إذا ما زار البلد التي يعمل فيها السفير!!
وهو كلام مجنون لا يصدر عن عاقل.. فالرجل كان يؤدي عمله بكل إخلاص ووطنية.. وكان المصريون في ألمانيا يشهدون للرجل بالأمانة والكفاءة.. ولكن ماذا يفعل أمام النازيين الجدد.. الذين لا يعرفون عدلاً ولا إنصافاً.. سنوا أقلامهم.. وشحذوا ألسنتهم لتنال من الرجل بمجرد أن أعلن اسمه وزيراً.. ولم يتركوا له فرصة للعمل والإنجاز، ومع ذلك تحمل الرجل عبء حل مشكلة المصريين في ليبيا.. كما تبني الرجل فكرة إحياء قوة الدبلوماسية الناعمة لمصر في معاملاتها مع جميع الدول العربية والأفريقية. زار الرجل