عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

نريده مثل «سعد».. حمى الدين وزان الأزهرا


 

إنه سعد باشا زغلول، إنه الزعيم المصري الحر المجاهد، العملاق حامل ثورة 19 فكراً وعقيدة ومصيراً، تربي علي أرض مصر، وعلي ضفاف نيلها المقدس كانت نشأته، وكان بلا أدني شك قد عشق بلاده حتي تملك عشقها كل جوانحه وانحصرت طموحاته في أن يقدم حياته وجهاده وكفاحه من أجل أن يكون العطاء متبادلاً: حب في مواجهة حب، وعطاء يقابله عطاء متبادل، وهكذا في ذمة المنطق كان عاشق مصر وفي مقدمة الصفوف، وكانت من ثم - كل خطواته - أن يحطم السلاسل والأغلال من الأجنبي، أياً كان شأنه ومقداره، ومن هنا كانت وجهته صوب شعبه يستمد منه العون وأسباب الجهاد والكفاح.

بهمته الكبري وبعزيمته الجبارة، استطاع مع أصحابه المجاهدين وعشاق الوطن أن يواجه الامبراطورية البريطانية العظمي في عقر دارها، فكانت كلمته هي العليا، وتوجه إلي الشعب.. ليسجل له عقداً جديداً عنوانه رضاء الشعب كعرف أصيل في إبرام هذا العقد، عقد من نوع جديد في صفات وملامح.. العقود الرضائية، والعقد شريعة المتعاقدين، ويهتف من بين الصفوف.. وكان مولد حزب الوفد الوليد.. تعبيراً حكيماً عن إرادة الأمة، وكان لابد للمستعمر أن «يحمل عصاه ويرحل».
وبدأت عبقرية سعد تعلن عن نفسها، برضاء وحب متبادل بينه وبين شعبه الذي هام غراماً في عبقريته المصرية، زعيماً ورئيساً وقائداً، أنه «ابن مصر البار سعد باشا زغلول».
كان سعد عظيماً في فكره، عظيماً في إبداء رأيه، عظيماً في خطاباته للأمة، كان يخطب في الآلاف من البشر وكانوا أمامه كأمواج البحر، هادراً تارة، ودوداً تارة أخري، كان كما قيل عنه: كالأسد الهصور، أو كالطائر الوديع، في الأولي هادراً كأمواج البحر وفي الثانية ودوداً رحيماً كالمتصوفين في مناجاتهم «للرب».
مصر كلها ارتبطت بسعد ارتباطاً حياتياً أحب الشعب ووهب نفسه له، وكان الجزاء تماماً «حب الشعب لزعيمه وكان يناجيه ويهتف به في كل ملحمة وناد».
هذا الحب العظيم القادر خالق المعجزات الشعبية يكاد لا نراه إلا نادراً

وكان في القمة سعد باشا زغلول، كان إذ اصطحب رفقاءه لطلب الحرية والاستقلال للبلاد، فكان الجزاء «نفيهم جميعاً» ومن هنا هبت الأمة جميعاً غاضبة غضب الأسود.. أسود الشري لفداء زعيمهم، وإذ جاء النبأ اليقين بعودة سعد ورفقائه للبلاد سري الخبر مسري البلسم في قلب الليالي.. هبت الأمة في سعادة: عاد سعد، عاد سعد، وكأن عيداً انضم لأعياد المصريين، ومن هنا بدأ الاستعمار البغيض يحاول أن يقف في مواجهة هذا الحب الشعبي العظيم، ومحاولة وقف «تردد اسم زغلول» علي شفاه أبناء مصر، فما كان من عبقري مصر ومطرب الشعب الشيخ سيد درويش إلا أن بدأ يلحن ويغني ما تردد فيما بعد علي كل شفاة:
«زغلول يا بلح زغلول».. وهكذا ارتبط اسم الزعيم بكل مقدسات الطبيعة، حب أبدي سرمدي.
حب يحميه الإله، وحين تمكنت يد الغدر من أن تطلق عليه الرصاص في محطة مصر، وقال حافظ إبراهيم شاعر النيل:
«قد رماها في قلبها (أي في قلب مصر) من رماكا» وقال:
إن الذي اندث الأثيم لقتله.. قد كان يحرسه لنا جبريل
وإلي لقاء آخر مع هذا الزعيم الجليل العبقري، نمشي علي دربه، وننادي كل رئيس قادم أن يتخذ من سيرته نبراساً ونوراً يهتدي به في ممشاة «رئاسته»..
ودائماً وأبداً إلي لقاء تحت ظل عدالة قدسية الأحكام والميزان.